يعيش في قطاع غزة عائلات تحت خط الفقر تختلف قصصها حسب درجة معاناتها وقسوة الظروف التي تعيشها لتجسد الواقع المرير الذي تعاني منه الأسر المهمشة ,جنوب قطاع غزة في مدينة رفح وتحديداً حي البراهمة ,يشهد نماذج وأمثلة حية لعدد من الأسر المهمشة التي تعاني أسوأ حالات الفقر والجوع والألم.
وكالة "خبر" الفلسطينية للصحافة وضمن برامجها الإخبارية وإهتمامها بالجانب الإنساني الى الجوانب الأخرى سلطت الضوء هذه المرة على حالة إنسانية تعيش أسوأ درجات الفقر , رائد بركات "42عاما" ربّ أسرة مكونة من أحد عشر فردا مختلفة أعمارهم ،يعاني من مرض نفسي نتيجة لفقدانه العمل ووضعه المادي السيء ,ويعيل أسرته في ظل ظروف سيئة جدا تحيط به ومناخ أسوأ يحيط بالمجتمع كله.
المعاناة لم تختصر على رب الأسرة بقدر ما حملت الزوجة صابرين بركات "40عاما" الجزء الأكبر منها بعد مرض زوجها وإنتقال حياته من العيش الطبيعي إلى أن أصبح أسيرا للمرض النفسي والتي ما يلبث أن يفقد السيطرة على نفسه بمجرد إنتهاء مفعول العلاج
عدسة وكالة "خبر" تجولت في منزل العائلة والتي بحسب ما وثقت الكاميرا بأنه لا يصلح للعيش الآدمي ,فالمنزل عبارة عن جدران وسقف حديدي لا يحمي من برد الشتاء ولا حر الصيف ، بالإضافة الى نقص الأدوات المنزلية الضرورية ، ويوجد ثقوب تملأ السقف حيث تسهل تساقط مياه الأمطار على رؤوس قاطنيه وغرق المنزل في المنخفضات .
وبالإشارة إلى الدخل المادي للأسرة ,تقول الزوجة لوكالة "خبر": الدخل الوحيد لنا هو الشؤون الاجتماعية التي توزع كل ثلاثة شهور مرة بمبلغ 1300 شيكل فهي لا تكفي لسداد حاجة 120 يوما ، إضافة إلى أن بناتها "صبايا" و طالبات مدرسة يحتاجون لمصاريف تزيد عن الشباب وبعض المستلزمات المدرسية ،مشيرة الى أنها لم تمتلك المال الكافي لتوفر لهم احتياجاتهم ، لذلك يجبرون على السكوت والذهاب الى المدرسة بدلا من تركها كما فعل أخواتهم الأكبر سنا".
المعاناة الاقتصادية لدى الأسرة كانت سببا لترك الابن الأكبر ميسرة "19 عاما " المدرسة لكي يبحث عن العمل حاملا هم أخواته ومصاريف البيت ، و لم يستطيع ميسرة كتمان ما في قلبه من وجع ليبوح به لـ"خبر" قائلا " تركت المدرسة بسبب والدي الذي أوجد بداخلي عقدة نفسية كرهتني بالتعليم من خلال توبيخه لي لكي أعمل ، لذا لجئت للعمل في أي مكان وأيا كان نوع هذا العمل ، تعلمت مهنة تصليح أدوات كهربائية ولكن لقلة فرص العمل لم أستفيد منها حتى اللحظة .
لم يقتصر المرض على معيل البيت فقط بل جر وراءه ابنته نسمة البالغة من العمر "10 أعوام " والتي تعاني من زيادة كهرباء في جسدها ، حيث اكتشفت والدتها مرضها مؤخرا مشيرة إلى ان إبنتها مريضة منذ ان ولدت بحسب ما أخبرها الأطباء، ولكن لم اكتشف ذلك الا مؤخرا والآن أعاني معها الأمرين من أجل محاولة السيطرة على حالتها فهي بنت ومرض البنت صعب جدا ".
بين ثنايا المنزل تجلس فتاتين "رسمية وبسمة" "16،15 عاما" تعاني كل واحدة منهن نقص في توفير حاجاتهن التي تتمناها أي بنت بعمرهن ، ولكن شاءت الظروف أن يعيشن في هذه المعاناة ولديهن أمل بتغيير الحال الى الأفضل.
عائلة كبيرة ولكل واحد منهم قصة معاناة يحفظها بقلبه ولا يستطيع البوح بها ، اقتناعا منهم بأن كل الإمكانيات لا يستطيع تحقيق رغباتهم ، حيث يفضلوا العيش على أمل تغيير الحال في أقرب فرصة ,يحلمون بعرش لمنزلهم المتواضع البسيط يحميهم من مرارة العيش في فصل الشتاء وحر فصل الصيف وصندوق أمان يحقق لهم حلم مستقبلهم القادم باستكمال دراستهم وتعليمهم.