حذّرت وزارة الصحة بغزّة، اليوم الأحد، من مخاطر نقص المستلزمات الطبية اللازمة لتقديم الرعاية لمرضى الفشل الكلوي، وذلك في ظل تصاعد الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزّة منذ 17 عاماً.

وقال مدير عام الرعاية الصيدلانية في غزّة، د. علاء حلس: "إنَّ مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزّة، شكلوا الوجه الأصعب للحالة الإنسانية والصحية الصعبة التي فرضها الحصار المتواصل منذ 17 عاماً، والذي سلب من المرضى أبسط مقومات العلاج وحقهم في الحصول على الرعاية الطبية المتكاملة، حيث إنَّ عديد المرضى أنهكم وأثقل كاهلهم نقص الدواء والمهمات الطبية التي تُعيد لهم شيئاً من الأمل مع اشتداد الألم".

وأضاف حلس، خلال حديثه في مؤتمر صحفي تابعته وكالة "خبر": "إنَّ هذه الأزمة تُراوح مكانها منذ سنوات بل وتزداد قسوة تهديدها مرة تلو الأخرى، لكِن هذه المرة يتعالى فيها النداء والتحذير من حرمان 1200 مريض بالفشل الكلوي منهم 35 طفل من تلقي الجلسات اليومية لهم مع قرب نفاد أرصدة الفلاتر وأنابيب نقل الدم".

وأوضح أنَّ نحو 43% من قائمة الأدوية الأساسية نفذ رصيدها، بالإضافة إلى نفاذ 25% من المهمات الطبية، لافتاً إلى أنَّ أرصدة المهمات الطبية الضرورية لاستمرار تقديم خدمات غسيل الكلى في 6 مراكز بمحافظات قطاع غزّة، ستنفد خلال بضعة أيام.

وأشار إلى أنّ حوالي 1200 مريض بالفشل الكلوي يتهددهم خطر الحرمان من تلقي جلسات الغسيل، ما سيؤدي إلى دخولهم في مضاعفات صحية خطيرة، مُوضحاً أنَّ مراكز غسيل الكلى تُجري 14 ألف جلسة غسيل كلوي شهرياً، وجميعها أصبحت مُهددة بالتوقف عن الخدمة.

وأردف: "هذه الأرقام الكبيرة تُعبر عن مدى ضرورة توفير الاحتياجات والتجهيزات الطبية لمرضى الفشل الكلوي بشكل فوري"، مُضيفاً: "عدد كبير من مرضى الفشل الكلوي بحاجه إلى إجراء الفحوصات والأشعة التشخيصية عبر أجهزة التصوير المتحركة، والتي لازال الاحتلال الإسرائيلي يحتجزها منذ أكثر من 18 شهراً".

وتابع حلس: "المرضى الذين أجروا عمليات زراعة كلى، هم بحاجة ماسة إلى تعزيز الأدوية التي تُساعدهم على الحفاظ على عملية الزراعة، وتجنبهم المضاعفات التي قد تُعيدهم إلى أجهزة غسيل الكلى".

وأكمل: "قسم غسيل الكلى للأطفال في مستشفى الرنتيسي وهو الوحيد في قطاع غزّة، أصبح بحاجة ماسة إلى توفير الأنابيب والمستهلكات الطبية الخاصة للأطفال المرضى البالغ عددهم 35 طفلاً".

وختم حلس حديثه، بالقول: "أمام تلك المعطيات الصعبة، تُجدد وزارة الصحة المطالبة لكافة الجهات ذات العلاقة، بضرورة اتخاذ خطوات فورية عاجلة لإنقاذ مرضى الكلى وتوفير احتياجاتهم العلاجية اللازمة لأقسام غسيل الكلى، وعدم انتظار اللحظات التي نرى فيها مرضانا يعودون إلى منازلهم دون تلقي خدمات الغسيل، ما يعني مضاعفة الألم الجسدي والنفسي لهم ووضعهم أمام تعقيدات صحية صعبة".