في اسبوع واحد اشتبكت الحكومة الاسرائيلية مع دولة السويد التي رفضت وزيرة خارجيتها العنف والاستخدام المفرط للقوة وطالبت بالتحقيق في حوادث قتل الفلسطينيين، ومع الاتحاد الاوروبي الذي اصر على مواصلة وضع علامات على بضائع المستوطنات واكد عدم انطباق اي اتفاقات مع اسرائيل على الاراضي المحتلة ولذلك آثار قانونية وسياسية واقتصادية بالغة الجدية.
واشتبكت كذلك مع دولة البرازيل التي اصرت على رفض قبول سفير اسرائيلي لانه مستوطن وقائد لحركة الاستيطان فردت اسرائيل بالتهديد بتخفيض مستوى العلاقات مع البرازيل فكان تصرفها كمن يطلق النار على قدمه .
ثم اشتبكت مع عدد من الكنائس الامريكية الهامة مثل الكنيسة الميثودية والمشيخية التي قررت سحب كل استثماراتها من البنوك الاسرائيلية لانها تعمل في المستوطنات. واذا لم يكن ذلك كافيا، فان نتنياهو اشتبك كلاميا مع سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل اليهودي الاصل والمناصر لاسرائيل دان شابيرو لانه اعترف بان اسرائيل تدير نظامين قانونيين للفلسطينيين والاسرائيليين معترفا بصورة غير مباشرة انه نظام ابارتهايد.
وتوج نتنياهو شراسته الدبلوماسية بشن هجوم كاسح على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لانه طالب بوقف الاستيطان و قال ان اسرائيل تستخف بالفلسطينيين والمجتمع الدولي و ذلك بعد ان بلغ السيل الزبى و بعد صمت دام دهورا على جرائم حكومة اسرائيل .
وتبع ذلك مطالبة أطباء بريطانيين بطرد نقابة الاطباء الاسرائيلية من المحافل الدولية وقرار حزب العمال البريطاني مقاطعة شركة جي فور اس البريطانية لانها تحرس السجون الاسرائيلية، وقرارات لعدد من الشركات التجارية الاوروبية مقاطعة البضائع الاسرائيلية.
وحتى صحيفة «النيويورك تايمز» التي لا يمكن اتهامها بالعداء لاسرائيل، كتبت في افتتاحها حينها يوم 26/1/2016 ان اسرائيل تتحرك بسرعة لفرض حقائق استيطانية على الارض من شانها القضاء على حل الدولتين، كما اوردت في نفس المقال مزيد من الادلة على نظام التمييز ضد الفلسطينيين.
نتنياهو يعرف ما الذي تعنيه هذه الاحداث وفي اي اتجاه نسير، ويعرف ان اسرائيل تقترب كل يوم من وضع العزلة الذي عاشه نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، وليس لديه رد على ذلك الا تصعيد حملته المكارثية ضد حركة المقاطعة BDS ونشطائها، وتعميق نفس السياسات التي تؤدي للعزلة كالاستيطان ومصادرة اراض الاغوار والاستيلاء على بيوت للفلسطينيين في الخليل.
ويحاول نتنياهو واركان حكومته مجابهة العزلة بتضخيم وقاحتهم ضد الفلسطينيين وضد المتضامنين الدوليين وضد كل من يعترض على سياسات اسرائيل .
واحد اشكال الوقاحة المبالغة في الكذب وتشويه الحقائق.
قد تمنح هذه الوقاحة نتنياهو شعورا بالراحة المؤقته، ولكنها لن توقف انزلاقه هو وحكومته نحو مزيد من العزلة والاشتباكات مع المجتمع الدولي، اما الافراط في الكذب فلن يعمق الا خداع النفس.
وكل ما ذكر يؤكد ان الشعب الفلسطيني ليس امامه سوى طريق واحد مفتوح على مصراعيه، مقاومة الاحتلال ونظام الابارتهايد العنصري وعزله، اما الذين يمنون النفس بتكرار ما فشل من مفاوضات مع نتنياهو فسيجدون انفسهم جالسين على الهامش في انتظار ماض ولن يعود.