أبرزها سقوط خسائر بشرية للاحتلال

تحليل: امتداد اجتياح جنين إلى مدن شمال الضفة يعتمد على هذه العوامل؟!

عملية عسكرية في جنين
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

فشلت "إسرائيل" على مدار سنين من إطلاق عمليتها العسكرية "كاسر الأمواج" في تصفية فكرة "كتيبة جنين" و"عرين الأسود". لكِن حدث التاسع عشر من يونيو الذي تمثل بـ"كمين جنين" ضد مركبة النمر التي يُمكن تدميرها في لبنان أو غزّة  وليس جنين، وكذلك محاولات إطلاق قذائف صاروخية في 26 يونيو الماضي، شكَّل محطة فاصلة أمام الاحتلال، للذهاب نحو اجتياح واسع لمخيم جنين، لاستعادة صورة الردع، وهو الأمر الذي تم ترجمته ليلة أمس بالاقتحام الواسع.

ما يجري مُنذ ليلة أمس حتى اللحظة في مخيم جنين، يُعيد للشعب الفلسطيني الذاكرة بمجزرة نيسان 2001 إبان عملية السور الواقي. فلا حصانة أمام رصاص القناصة لا للأطفال ولا للنساء ولا للشيوخ ولا للصحفيين ولا للمسعفين وكل شىء مستباح، الأمر الذي أكده تصريح يوآف جالانت، وزير جيش الاحتلال، عن إعطائه الضوء الأخضر لجيش الاحتلال للعمل بكامل حريته.

ما سبق يطرح تساؤلات حول السقف الزمني للعملية، وهل ستتوسع لتشمل مدن أخرى في شمال الضفة؟، وما ردة فعل المقاومة في الضفة وغزة حول تطورات الأحداث بمخيم جنين؟!.

"شيطنة" مخيم جنين

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، أنَّ "إسرائيل" تبحث عن صورة نصر أمام جمهورها، حتى لو كان إعلامياً، حتى تستعيد الردع من خلال رعب مخيم جنين، وذلك من خلال "شيطنة مخيم جنين" وتصويره بأنه بنية تحتية "للإرهاب" وبالتالي ستحاول إيجاد مختبرات لصنع العبوات والصواريخ من أجل تحقيق هدفها.

وقال عوض، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الاحتلال سيُحاول إبعاد مخيم جنين عن المدينة، وكذلك إبعاد المقاومين عن حاضنتهم الاجتماعية، وأيضاً سيُحاول إبعاد الشعب الفلسطيني عن السلطة الفلسطينية وغزّة عن الضفة"، مُردفاً: "إسرائيل ستُحاول أنّ تبدو كجراح يقوم بعملية جراحية بالغة الدقة والحساسية ولكنها ناجحة".

الفشل في اجتثاث المقاومة

وأكمل: "الحرب على مخيم تبلغ مساحته نصف كيلومتر مربع، متوحشة وضد القانون الدولي، وجريمة مكتملة الأركان"، مُعتقداً أنَّ الأهم من كل ما سبق ذكره، هو أنَّ العملية ستفشل في اجتثاث المقاومة وفي إرهاب الشعب الفلسطيني وفي جلب الأمن للإسرائيليين.

وبالحديث عن طبيعة الرد من غزة، خاصةً من حركة الجهاد في ظل مخاطر تصفية "كتيبة جنين" الذراع العسكري لها في جنين ومخيمها، رأى عوض، أنَّ "الأمر مرتبط بالسلوك الإسرائيلي في جنين ومخيمها وإلى أيّ حد ستصل الوحشية، وكيف ستتطور الأمور في الضفة الغربية، وكذلك الرؤية الشاملة للإقليم، لأنَّ الجهاد باتت جزءاً من محور، وأخيراً العلاقة الداخلية بين الجهاد وحماس والتنسيق بينهما حول شكل وزمان الرد".

وخلص عوض، إلى أنَّ الهدف المعلن للعملية في مخيم جنين، غامض وهو "اجتثاث الإرهاب"، وبالتالي غموض الهدف يعني  كامل الحرية للاحتلال في إنهاء العملية وقتما يُريد".

الميدان سيُحدد اتساع الاجتياح من عدمه

أما المختص في الشأن الإسرائيلي، محمد أبو علان، فقد رأى في حديثه لوكالة "خبر"، أنَّ الاقتحام الواسع لمخيم جنين، جاء لسببين "الأول هو الانتقام من الكمين المحكم الذي وقع فيه الجيش بتاريخ 19 يونيو الماضي، في محاولة لترميم صورته التي اهتزت"، والثاني هو ضغط المستوى السياسي الإسرائيلي لتنفيذ "عملية عسكرية" في جنين ومخيمها لإرضاء كافة الشركاء في الائتلاف الحكومي.

وبسؤاله عن الرد المتوقع من غزّة على اجتياح جنين، بيّن أبو علان، أنَّ القراءة الغير رسمية للموقف، تُشير بالاعتماد على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد بدء العدوان على جنين ومخيمها، إلى عدم وجود تهديدات صريحة وواضحة.

وقد قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية: "إنَّ العدوان على جنين والدم الذي يُراق على أرضها، سيُحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات والمسارات".

وأضاف أبو علان: "كذلك يدور الحديث في الإعلام العبري عن توسيع "العملية العسكرية" إلى مناطق أخرى لكن لا يمكن الخوض في التفاصيل بسبب الرقابة العسكرية"، مُعتقداً أنَّ الأمر يعتمد على مخرجات "العملية العسكرية في مخيم جنين"، بمعنى حجم الخسائر التي سيتكبدها جيش الاحتلال في العملية، حيث إنَّ وجود خسائر بشرية عامل مهم في تحديد انتقاله لمنطقة أخرى من عدمه، وهل سيتم الرد على الاقتحام الواسع لمخيم جنين على شاكلة عملية مستوطنة عيلي أم لا.

وأردف: "كل ما سبق من عوامل، ستُحدد اتساع إمكانية العملية في مدن شمال الضفة من عدمه، بمعنى النتائج الميدانية على الأرض ستُحدد حجم العملية ومدتها واتساعها، وبالتالي من الصعب البت حول حجم العملية ومداها الزمني".

وختم أبو علان حديثه، بالقول: "إنَّ العملية محدودة ومركبة ومقيدة وستستمر 24 أو 36 أو 28 ساعة، لكِنها مرتبطة بمجريات العملية وحجم الخسائر في المخيم وحجم الجريمة"، مُؤكّداً على أنَّ التوصيف النظري للعملية  يختلف عن الميداني، فالأمر يعتمد على الميدان ونتائج العملية، وبالتالي لا يُمكن لأيّ شخص تحديد زمن انتهاء العملية.