يديعوت : إنهاء الحملة العسكرية في جنين قبل أن نخسر الإنجازات

غيورا آيلند.jpeg
حجم الخط

بقلم: غيورا آيلند



في وقت كتابة هذه السطور تتواصل الحملة في جنين. من المهم الإشارة الى سبعة أمور: أولاً، هذا اجتياح وليس احتلالاً. غاية الحملة هي ضرب أقصى قدر من البنى التحتية ونشطاء "الإرهاب" في الحد الأدنى من المخاطرة لقواتنا، وبحد أدنى من المس بغير المشاركين، وبالحد الأدنى من الزمن.
ثانياً، إنجازات حملات من هذا النوع تكون عالية في الساعات الأولى، وتميل الى الصغر مع امتداد الزمن. من المهم جدا ان نعرف كيف ننهي الحملة قبل أي تورط عملياتي، وقبل أن تنتقل النار الى مناطق أخرى أيضاً، وقبل أن تترجم التنديدات ضدنا من جانب الأصدقاء في العالم العربي الى خطوات سياسية. آمل أن يكون الوزراء، الذين ادعوا، أول من أمس، في وسائل الاعلام بأن هذه ليست حملة يوم – يومين، بل حملة طويلة ستستمر "الى ان يقضى على الإرهاب"، مخطئين.
ثالثاً، من المهم أن نميز بين ساعة الزمن السياسي وساعة المعلومات الاستخبارية العملياتية. فبعد قتل الأربعة قرب عيليه طرحت مطالبات غاضبة، بما في ذلك من جانب بعض الوزراء ممن دعوا لعملية رد "هنا والآن"، بل هاجموا قادة الجيش واتهموهم بالوهن. فاعداد حملة من هذا النوع يتطلب زمنا، وأساسا لأجل جمع معلمات استخبارية دقيقة. غير أن الجيش ابدى طول نفس ولم ينجر "ليهاجم فورا من الجو ويدمر المباني"، كما أوصى بن غفير. في الحملتين الناجحتين أيضا ضد "الجهاد الإسلامي" في غزة، قبل نحو سنة وقبل نحو شهرين كان الواقع مشابها. فقد تحمست بعض المصادر السياسية، وطالبت بردود فعل فورية، بينما فضل الجيش وعن حق انتظار الفرصة المناسبة وتنفيذ احباط مركز دقيق وسلس.
رابعا، صحيح حتى زمن كتابة هذه الأمور تمتنع "حماس" في غزة عن اطلاق النار، لكن يحتمل أن تسمح بنار محدودة، نار تضامن لكن من الواضح أنها غير معنية، الآن، بجولة واسعة في غزة. هذا دليل آخر على ان المردودات الاقتصادية التي تتلقاها غزة من إسرائيل في شكل تصاريح دخول للعمال والتعاون الهادئ في إعادة بناء البنى التحتية خطوة ناجعة لا تقل عن استخدام القوة.
خامسا، بعد حملة "السور الواقي" في 2022 عرفنا كيف نستغل ضربة قدرات "الإرهاب" في صالح استئناف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.  نشأ واقع أمني صعب في شمال السامرة بسبب عوامل غير متعلقة بنا – ضخ المال والسلاح بمبادرة إيرانية، وضعف داخلي للسلطة أو وجود الاف الشباب الفلسطيني اليائس ممن يرتزقون باطلاق النار على الإسرائيليين. إضافة الى ذلك، اذا كنا نريد الا ينتشر "الإرهاب" في كل "المناطق" فعلينا أن نتخذ قرارا واضحا بين نهجين متضاربين: سلطة فلسطينية مستقرة تؤدي مهامها هي مصلحة إسرائيلية، أم عدو وبالتالي، المصلحة الإسرائيلية هي اسقاطها؟ يؤدي نتنياهو (تصريحيا) النهج الأول، سموتريتش يؤيد البديل الثاني. توجد معان بعيدة الأثر في كل خيار لكنه لا يمكن الا نقرر.
سادسا، يتجه الانتباه الآن الى جنين، لكن من المحظور أن ننسى بان التهديد العسكري الأكبر هو "حزب الله". فهو يحاول ان يناور بين التخوف من حرب شاملة وبين الحاجة الى إرضاء زعيم طهران وتبرير مئات الملايين التي يتلقاها منه. طريقة نصرالله هي تنفيذ عمليات صغيرة وخلق استفزازات. إقامة خيمتين في الجانب الإسرائيلي من الحدود في هار دوف هو تعبير عن ذلك.
سابعا، تتطلع إيران الى توحيد الساحات ضد إسرائيل. وهي تشعر بأن مكانتها المتحسنة تخلق الفرصة لخطوة كهذه. من المهم أن نعرف، حتى عند التركيز على جنين، كيف نشخص ميولاً أكبر وأكثر خطراً.

 عن "يديعوت"