اين يتجه العالم والاقليم وفلسطين في المستقبل القريب ؟

79b49d91080c6f66e3de8c2e3d827910.jpg
حجم الخط

بقلم أحمد قطامش

 

إقليميا وعربيا .
النجم الصاعد " والدولة الناشئة " حسب التعبير الغربي هي الجمهورية الإيرانية التي احتوت المخططات الامريكية دون ان تحتويها أمريكا وبذلك ردت على استراتيجية أوباما ( احتواء لا مواجهة ) وراكمت قفزات علمية واقوى سلاح بحرية في الإقليم وصواريخ بالستية " جعلت من ايران قوة عظمى ، خبير إسرائيلي ، ولا احد يشكك في تحولها لقوة إقليمية بما لها من حضور في أواسط اسيا وبلدان عربية وتبادل تجاري بعشرات المليارات مع تركيا سنويا ، ناهيكم عن تعاظم علاقاتها المتنوعة مع الصين وروسيا والباكستان والهند وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية كل ذلك وهي تعلن على رؤوس الاشهاد ( سياستنا ثابتة في دعم محور المقاومة وفلسطين) . وما اصبح عليه المستوى التطبيعي بين طهران والرياض وتبادل الزيارات والسفارات وفتح المجال للاستثمار تسمح بتأسس بدايات ثابتة لمرحلة جديدة تعيد البوصلة في الاتجاه الصحيح بما يساعد على خلق مناخات إيجابية لتبريد غير ساحة عربية ، وتبهيت " اتفاقات إبراهيم " .


وفي هذا السياق احتضنت القمة العربية سوريا وتكرر اللقاء بين القيادة السورية والقيادة السعودية وغيرها من الزعامات العربية . وبلغة الصحافة الغربية ( لقد انتصر الأسد ) في تجاهل تام لرغبات العواصم الغربية ( اننا نعارض عودة العلاقات العربية والتركية مع نظام دمشق ) ولا يزال البيت الأبيض والقصور الرئاسية في أوروبا يحلمون بالإطاحة بالرئيس الأسد وسياسته المتحديه دونما استيعاب للمتغيرات على الأرض ، ولكن " الحقيقة تقدمية " لينين ولن يطول الهذيان بل وسوريا هي الرهان الستراتيجي المستقبلي لاحتصان مشروع قومي نهضوي عربي .


طبعا تواجه سوريا تحديات جمّة ، وتغلب الأولويات الداخلية على مختلف بلدان الإقليم في هذه اللحظة ، ولكن مهما كان ثقل الأولويات فهي قائمة على تناقض استراتيجي حول مستقبل الإقليم . هل هو لأمريكا واذرعتها ام لشعوب المنطقة وقواها التحررية . ولا يمكن القفز هنا عن محور المقاومة الذي يراكم إمكانات متنوعة حقيقية ويقول " بالفم المليان " لقد عانينا الكثير جداً من العدوان الخارجي وادواته المحلية ولا مهر ب من الصمود والمواجهة ، اما ( المواجهة الشاملة فهي القول الفصل الذي ينقل الإقليم من حال الى حال ومن مشهد الى مشهد . لقد انتصرنا في مرحلة الدفاع عن النفس وعلينا ان ننتصر في مرحلة الهجوم . فالإقليم يمر بمرحلتين ، دفاع وهجوم وما بينهما مجرد لحظة انتقالية لترتيب الأوراق ) جاء في وثيقة . ومن الطبيعي ان تعامل القضايا الجدية بجدية وان لا يتكرر الاستعجال على طريقة اغلاق مضائق تيران عام 67 الذي افضى لحرب وهزيمة حزيران .


فلا ( تقاس السياسة بالزمن بل بالمتغيرات ) ماركس .


والمتغيرات اليوم يغلب عليها الطابع الإيجابي التحرري في الحقل النظري والعملي . ولا ننسى ان غياب عبد الناصر كرمز كبير للقومية العربية المتحدية – بصرف النظر عن التفاصيل – وفقدان الفلسطيني الصوت الموحد حيث بات لكل فصيل صوت علاوة على أصوات الحركات الشبابية ، فمنجز كبير ان يكون لمحور المقاومة الشعبية اليوم قائد عظيم وناطق رسمي في المسائل المركزية بما يتمتع به من إمكانات القوة والصلاحيات والصدقية .....


ومن الجيد متابعة التغيرات المحتملة في الباكستان ( 230 مليون ودولة نووية ، وانتشار القبائلية والاقتصاد الطبيعي وبعض الولاء لأمريكا لا يرقى الى القدرة على الغاء التحولات البرجوازية القومية والإرادة الشعبية التحررية التي يمكن ان تحكم كراتشي في الانتخابات المقبلة ) واسقاطات ذلك على لوحة الصراع في الإقليم .


ومن نافل القول التأكيد على ان الجمهورية الإيرانية هي العمود الفقري والقوة الحاسمة في محور المقاومة ، وقيادتها اليوم اكثر انسجاما مع رؤية المرشد وقد يتبدد قلق الشهيد الكبيرالجنرال سليماني ( لا تتركوه وحيداً) فمؤسسات النظام القيادية تعزف اليوم على نفس لحن المرشد، وهو بدوره ينطلق من ( الموقف الثوري) كما صرح مراراً .


وفي الآونة الأخيرة امتدحت القيادة في طهران ( دور حركة الجهاد الريادي وتضحياتها) ولكنها لم تنس " فصائل المقاومة " التي سفكت دمها في المواجهة الأخيرة في فلسطين .


فلسطينيا
لا يحتاج الى كبير ذكاء القول ان عربة أوسلو وصلت الى ما وصلت اليه ولم يعد احد يتحدث عن تسوية او مسار تسووي او يبني توقعاته على الغمغمات الامريكية وابتسامات هذا الموفد او ذلك . فبعد رفض الكل الفلسطيني لصفقة القرن ( علما ان هذه المقاربة الترامبية تنفذ على الأرض من ناحية التوسع الاستيطاني القافز وسياسة الهراوة الثقيلة) والذهاب للمؤسسات الدولية التي لا حول لها ولا قوة ،مع أهمية هذا الخط ،والتوجه للصين تناغماً مع توجه عشرات الدول،فهذا كله لا يكفي.


تحولات جديرة بالذكر :
1: شهدت الساحة الفلسطينية في العامين الأخيرين منعطفين سطرّ فيهما الفلسطيني قدره على الاشتباك الواسع على ارضه ، هما مواجهة أيار 2021 ( سيف القدس ) ومواجهة أيار 2022 (ثأر الاحرار ) بما لهما من اسقاطات على الوعي الفلسطيني والخارطة السياسية ، ناهيكم عن فاعليات عديدة أخرى .
2: ما راكمته الظاهرة الفدائية في الضفة الفلسطينية سيما في شمالها من إمكانات الصمود والاستمرار ، بما لدى الجيل الشبابي من عزم وتضحية وبسالة واحتضان شعبي وتغليب للوطني على الفصائلي ، مع تمايز للسرايا يليها الكتائب بمختلف اسمائها ، فضلا عن المبادرات الفردية مع الاشاره الى ان النجم الصاعد هو الجهاد القادر بكل تأكيد على حماية مفاصله ( فللانتصارات أخطاء) كما يقول هوتشي مينه
3: زيادة قوام الحركة الاسيرة الى نحو خمسة الاف ( اذ باتت تجربة الاسر ركن من اركان الهوية الوطنية ) اكثر من 20% اعتقال اداري يتأهبون بين الوقت والأخر للانخراط في خطوات احتجاجية ترقى أحيانا لمستوى الاضراب العام عن الطعام ، حيث يتمتع الاسرى بوحدة التفكير النضالي والإرادة الصلبة والاستعدادية ونسيج من العلاقات الإيجابية ، مع تمايز في الحجم لفتح يليها حماس ، وعلاقات اقوى بين الشعبية والجهاد ولكل منهما بين 7-8 %، وانتقال المحسوبين على فتح في أوساط الإداريين من احاد الى اكثر من النصف بما لذلك من دلالات . وشعار الوحدة الميدانية والقواسم المشتركة يتجسد ان اليوم اكثر ما يتجسدان في المحطات النوعية وقلاع الاسر وشمال الضفة وكثير من المناشطات المحلية والاضرابات الجماهيرية العامة ، في تراجع ملحوظ لتأثيرات التراشقات السياسية والاصوات المتشنجه.


4: ارتفاع منسوب التعاطف الشعبي العالمي مع عدالة القضية الفلسطينية بشكل عام ، وهذا يتمظهر في التحركات والمنتديات الشعبية والاختراقات الملحوظة لأحزاب كبرى تجاهر بأدانتها للابارتهايد والسياسيات الاحتلالية .


واحد العوامل المؤثرة هو النشاط الدبلوماسي والإعلامي الفلسطيني الرسمي وغير الرسمي .


في نفس الوقت ثمة دور فاعل لشخصيات قيادية فلسطينية في المؤتمر القومي العربي التي تقوم بتوثق العلاقة مع امتدادات عربية تحررية وبناء جسور مع سفارات دول صديقة .. وكان لافتاً ان يتكون احد الوفود من ممثلي الشعبية والجهاد .


وبكلمة واحدة ، لقد غادرت القاطرة الفلسطينية مرحلة الجزر " انتهى زمن الهزائم " وهي تمضي في مسيرتها الملحمية للأمام ولكن لا ينبغي الظن سواء في التحليل او التكتيك اننا في ربع الساعة الأخير . حتى المواجهة الجارية منذ