لا يكاد يمر يوم واحد بدون ان نسمع عن مخطط للاستيطان والبدء بالتنفيذ العملي فعلاً، وآخر هذه المخططات وليس أخيرها بالتأكيد، هو المصادقة على بناء اكثر من ١٢٠٠ وحدة استيطانية جديدة في القدس، وهي تتضمن اقامة ابراج سكنية ومتاجر ومحلات عامة مختلفة.
وبعد اعتداء الاحتلال على مخيم جنين وتدمير العشرات من مساكنه، بات مصير العشرات من أبناء المخيم مجهولاً رغم انتهاء العدوان ميدانياً وانسحاب قوات الاحتلال من المنطقة، كما جاءت تبرئة الشرطي الاسرائيلي قاتل الشهيد اياد الحلاق ضوءاً اخضر لمزيد من جرائم القتل المشابهة والشعور بالأمان والتبرئة رسمياً من بعد ذلك.
وبينما الاستيطان لا يتوقف في كل المواقع بالضفة لا نتوقف نحن عن تكرار وترديد الكلام الفارغ الذي لا يساوي شيئاً ولا يوقف التوسع الاستيطاني، ولا يجعل الاحتلال يفكر جدياً في ما عليه ان يتوقعه بعد كل عملية عسكرية لانه يبدو مطمئناً وواثقاً من ان شيئاً جدياً لن يحدث وان الرد الاكبر هو البيانات التي تفيض بالكلام عديم الفائدة وقليل الاهمية فقط...
التساؤل الكبير هو ماذا علينا ان نفعل وماذا على القيادات بصورة خاصة من واجبات ومسؤوليات للرد على هذه الاعتداءات المتكررة، بعيداً عن تكرار الادانات لفظياً ودعوة الرأي العام العالمي ان يتحرك وهو النائم منذ زمن طويل وغير مستعد لفعل اي شيء جدي، وهذا ما نعرفه وتعرفه القيادات بصورة خاصة، ولكنها تبدو راضية عما يجري ولا تملك شيئاً لتفعله سوى تكرار الادانات والمطالب التي لم يعد أحد يستمع اليها.
الجزائر تتحرك فعلياً .. ولها كل الاحترام !!
قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، تقديم ثلاثين مليون دولار للمساهمة في إعادة إعمار جنين التي دمر الاحتلال الكثير من مبانيها ومؤسساتها اثناء عدوانه الاخير عليها.
وعلى حد علمنا، فإن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تتحرك فعلياً لدعم جنين واصلاح ما دمره الاحتلال فيها، وهذه خطوة ايجابية وتستحق الاحترام والتقدير لبلد المليون شهيد، بعد ان سمعنا الكثير من الدول العربية تستنكر وتدين ممارسات الاحتلال وتقف كالمتفرج الذي لا يملك سوى اجترار البيانات والتصريحات.
والتساؤل الكبير اين هم اصحاب المليارات من الدولارات واين هم من التصريحات الجوفاء التي لا يتوقفون عن تكرارها وترديدها بلا اية فائدة أو احساس وشعور بالمسؤولية الواجبة واللازمة!!