متى نخلص من هذه المعادلة : من يحكم ... لن يتنازل !!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم ابراهيم دعيبس

 

صار  الانفصال بين غزة والضفة أمراً واقعاً ولم يعد أحد يناقشه، وصار من يحكم غزة حاكماً أبدياً ومن يحكم الضفة هو كذلك، حتى الناس لم يعودوا يتحدثون عن هذا الانقسام الذي صار كالواقع المقبول الذي لا حل له، وصار كل طرف يمسك بالكرسي بقوة ويعتقد كثيرون ان هناك التصاقاً ولا امكانية للتنحي أو فك هذا الواقع، والشيء الوحيد الذي لم يتوقف هو ثرثرة الكلام وتكراره بدون أية قيمة أو معنى واقعي ...


ويدرك الجميع ان الحكم عندنا يعني ان من يحكم لن يتنازل أو يتخلى حتى نهاية العمر، ومع ان كثيراً من دولنا هي جمهوريات فإنها صارت ممالك ومن يستلم السلطة أو يسرقها ويسيطر عليها، لن يتخلى ولن يتنازل مهما كانت الظروف حتى يتوفاه الله أو يجيء اليه من يسيطر هو الآخر ويقتلعه ويسرق الكرسي لكي يلتصق هو بها بدلاً ممن سبقه.


هذا الواقع ليس خيالياً ولا فيه أية مبالغة وانما هو حالنا ليس في دولة واحدة وانما في كل دولنا مهما تغيرت أحوالها أو اختلفت تسمياتها، ومن يرى في هذا الكلام مبالغة فإن المطلوب منه ان يفكر بواقعية في حال بلادنا من المحيط الى الخليج وان يرى كيف يحكموننا وما هي الاسماء الذي يرددونها والشعارات التي ينادون بها.


ولو كان واقع الحال مختلفاً لكانت الاوضاع كلها مختلفة، ولكن قضية الالتصاق بكراسي الحكم تبدو واضحة ومكشوفة حتى اولئك الذين يجلسون فوق هذه الكراسي يعرفون الواقع ويتعامون عنه أو هم يحاولون ويغطون هذا الواقع المخزي بأقنعة لم يعد أحد من المواطنين يصدقها.


هذه الابواب المغلقة لن تظل مغلقة الى الأبد بالتأكيد، ومهما تطاول الحكام واستبدوا والتصقوا بالكراسي فمن المؤكد في تقدير المنطق والتاريخ، ان الايام القادمة ستكون مختلفة، والقادمة تعني المستقبل سواء أطال الزمان أو قصر ولن تبقى الأمور على حالها أبداً، ولن يبقى الناس على حالهم ولن تظل الأمور كما يريد المتغطرسون الممسكون بكراسي الحكم أو الذين يلتصقون بها، وسوف يدرك الجيل القادم أو حتى بقايا الجيل الحالي، ان الانتظار قد طال ولم يعودوا راغبين بهذه الاحوال، وبالتأكيد فإن المستقبل سيكون مختلفاً مهما طال الزمان أو قصر.