لم تقف معاناة المواطنين في قطاع غزة على ظلم الاحتلال الاسرائيلي من حصار دام لأكثر من تسع سنوات متتالية وحروب لم ترحم بشراً لا شجراً ولا حجراً ,بل زادت لتصل الى ظلم الحكومات الفلسطينية المتتالية لفئة ما زالت تعاني وتواجه الموت مع أطفالها.
فئة ما يُعرف بتفريغات 2005، هذه الفئة المحرومة من حقوق الموظف البسيطة، لا تزال على حالها وذلك لسوء الوضع المعيشي الذي يعيشونه من هذا الراتب القليل الذي يتقلص جزء منه إلى شركة الكهرباء مبلغ مقدراه "500 شيكل", في قرارٍ جديد فرضته السلطة الفلسطينية في رام الله على موظفيها في قطاع غزة
فماذا تبقى من 1500 ؟!!
في جولة قامت بها وكالة "خبر" للحديث مع موظفين هذه الفئة وابراز قضيتهم بالصوت والصورة لكنهم رفضوا الظهور خوفاً من الدخول في أمور أخرى تؤدي بهم إلى قطع رواتبهم بالكامل.
الموظف في قوات الأمن الوطني التابع لحكومة رام الله "محمد أبوطه" في حوارنا معه وكان قد بدأت عليه علامات الغضب قال: "بالنسبة الي أنا موظف من تفريغات 2005 وأتقاضى مرتب 1500 شيكل ولدي عائلة مكونة من 8 أفراد, خُصم من المرتب 558 شيكل لصالح شركة الكهرباء بالإضافة إلى 300 شيكل خُصمت ولم اعرف ما السبب, تبقى لي 600 شيكل لا تكفي لسد الإحتياجات في ظل الوضع الإقتصادي والمعيشي في قطاع غزة.
عبدالله أبو زيد موظف في قوات الأمن الوقائي وهو أيضا من فئة تفريغات 2005 ويتقاضى 1500 شيكل ,قال"بعد قرار خصم 500 شيكل لصالح شركة الكهرباء لم يبتقى من الراتب سوى 200 شيكل يُقسم بين تسديد لقرض بنكي, وتسديد إيجار للمنزل الذي يسكنه وثمن لشراء دواء, وبعد هذا كله ماذا تبقى لنا من الراتب !! ما يتبقى منه نعيش به يومين أو ثلاثة في بداية الشهر وباقي الشهر نصبح نحن والفقراء أسوياء ،إلى متى ستبقى القرارات المجحفة بحقنا؟؟ ووجه كلمته وناشد حكومة رام الله والجهات المسؤولة "يُرجى أن تتفهموا وضعنا الاقتصادي فالحياة لها حاجاتها التي يجب أن توفر وكل واحد منا لديه عائلة لا يخلو يومها من المتطلبات الضرورية، الراتب الذي نتقاضاه ما هو الا لتيسير الخصومات المفروضة وليس للعيش والإنفاق على أبنائنا ولا نتحمل أن يخصم كل هذه الخصومات من الراتب.
ويذكر ان موظفي تفريغات 2005 فما فوق لازالوا يتقاضوا راتب 1500 شيقل شهريا ويتم أيضاً خصم 170 مقابل رسوم كهرباء الأمر الذي يضيق بهم الحال في ظل ارتفاع أسعار المعيشة بقطاع غزة نتيجة الحصار الذي يعاني منه قطاع غزة منذ أكثر من تسع سنوات على التوالي.
