في مخيمات اللجوء اليونانية

شاهد بالفيديو والصور: قصص مروية.. لاجئون هربوا من ديارهم للبحث عن "حياة"!

شاهد بالفيديو والصور: قصص مروية.. لاجئون هربوا من ديارهم للبحث عن "حياة"!
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

يتزايد أعداد الشباب المهاجرين من قطاع غزّة إلى أوروبا يوماً بعد يوم، رغم التحذيرات التي يُطلقها المختصون والوسائل الإعلامية لهؤلاء الشباب لمنعهم من الهجرة الغير شرعية والتي أصبحت محفوفة بالمخاطر، خاصةً المحطة الثانية التي يسلكها الشباب المهاجرين بعد تركيا وهي دولة اليونان عن طريق بحر "إيجة" أو نهر "إيفروس". 

وقد ازدادت حالات الغرق والفقدان وانقلاب القوارب و"البلمات" التي تحمل العشرات من النساء والأطفال والشباب من عدة دول عربية وآسيوية وافريقية ومن ضمنها قطاع غزّة المحاصر.

فحين تطأ أقدامهم إحدى الجزر اليونانية بعد معاناة ورحلة صعبة عبر البحر أو النهر تأخذهم السلطات اليونانية وتضعهم داخل مخيمات "كامب" خاصةً باللاجئين وهي عبارة عن مجموعة من "الكرفانات" التي لا تصلح للحياة سواء في الشتاء أو الصيف، وهي أشبه بالسجن الكبير.

c1b86cef-c1bf-4f26-bc77-e6d18674c62f.jfif
ظروفٌ صعبة يعيشها هؤلاء الشباب في تلك المخيمات، رغم تأكيدهم بأنَّ وجودهم داخل تلك المخيمات ما هو إلا وقت محدد سينتقلون بعده لأوروبا التي لطالما حلموا بها بعيداً عن أوطانهم التي لم تستطع أنّ توفر لهم أبسط احتياجاتهم الإنسانية.

وفي دولة اليونان، حيث أعداد المهاجرين غير الشرعيين قد ارتفع بشكلٍ كبير، مما دفع الحكومة اليونانية لمنع حوالي 260 ألف مهاجر من عبور حدودها مع تركيا خلال عام 2022، مُعتبرةً أنَّ الجدار الحدودي الذي شرعت ببنائه ساهم في تحسين قدرات حرس الحدود على أداء مهماتهم بهذا الخصوص، حيث تسعى إلى استكمال بناء الجدار الذي يبلغ طوله حالياً حوالي 27 كلم تقريباً بارتفاع خمسة أمتار ومزوداً بتقنيات حديثة وكاميرات مراقبة على طول الحدود مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين إلى أراضيها. 

586a630b-1a30-4794-99d3-8ec8d86f1b36.jfif
تراشق الاتهامات بين تركيا واليونان لم يتوقف لحظة، حيث اتهمت الأخيرة تركيا باستخدام أزمة المهاجرين كسلاحٍ بوجه الاتحاد الأوروبي، من خلال تشجيعهم على عبور الحدود للضغط على اليونان وبقية دول الاتحاد والتعاون بشكل فعال مع مهربي البشر، واتهمت تركيا اليونان بارتكاب عمليات صد عنيفة بحق المهاجرين تُعرض حياتهم للخطر، وسبق لخفر السواحل التركي أنّ وثَّق عدداً من عمليات الإنقاذ لمهاجرين في بحر "إيجة"، قالوا عقب إنقاذهم إنّهم تعرضوا للإعادة القسرية من قبل خفر السواحل اليوناني، وفي بعض الحالات تعرضوا للضرب والتهديد بإغراق مراكبهم.

وبالعودة للمعاناة والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها هؤلاء المهاجرين الذين حالفهم الحظ كما يقولون بالوصول للأراضي اليونانية، تحدثت مراسلة وكالة "خبر" مع بعض الشباب الغزّيين والسوريين الذين ناشدوا منظمات حقوق الإنسان ووكالة الغوث بالنظر إلى حالهم وحث السلطات اليونانية على اعتبارهم لاجئين إنسانيين لهم حقوقهم التي كفلها لهم القانون الدولي، وليس كما تُعاملهم هي مثل الحيوانات. "على حد وصفهم".

إغراق قوارب المهاجرين

ae6de3a6-58dc-4acc-999a-7fba1e7ac14e.jfif
الشابان "محمد وعثمان" من سوريا، هربا من الوضع السياسي والإنساني الذي تعيشه سوريا منذ سنوات طويلة، ولجئا إلى البحث عن حياة في أوروبا "جنة الأرض" كما استمعا من الشباب الذين حالفهم الحظ واستقروا في إحدى الدول الأوروبية واستطاعوا أنّ يُرسلوا لأسرهم لتستقر معهم، يقولا لمراسلة "خبر": "لقد واجهنا الموت بكل معنى الكلمة في بلادنا وبعدها في انتقالنا من الأراضي التركية لليونان عن طريق البحر، فقد كلفتنا الرحلة 3000 دولار لكل واحد منا، هذا المبلغ الذي اقترضنا جزءًا منه من أصدقاء لنا على أنّ نرده لهم بعد أنّ نستقر في أوروبا وباقي المبلغ عملنا به في تركيا لأيام وشهور، حيث واصلنا الليل بالنهار حتى حصلنا عليه ومن ثم دفعناه للمهرب الذي أقلنا إلى جزيرة ساموس اليونانية، وقد اتفقنا معه على أنّ ينقلنا على ظهر يخت لا يتجاوز عدد المهاجرين عليه أكثر من عشرين مُهاجراً، لكننا يوم الرحلة تفاجئنا بأنّه لا يوجد بالأساس يخت كما قال، والموجود وقتها كان (بلم مطاطي) وعلى الشاطئ كان أكثر من 40 فرداً ينتظرون، وحين غضبنا وكدنا أنّ نضربه، قال لنا إنّه إذا لم نصعد مع الأخرين لن يرد لنا أموالنا ونحن لنا الاختيار، مما دفعنا للصعود مع العشرات على ظهر البلم المطاطي، وبعد أنّ تحركنا لمسافة طويلة تعطل البلم وكدنا أنّ نغرق لولا لطف الله وبجهود الموجودين معنا استطعنا إصلاح المحرك المتهالك نوعاً ما".

وجاء في حديثهما: "كان معنا عدد كبير من النساء والأطفال الذين دبَّ الرعب والخوف في قلوبهم، خصوصاً بعد أنّ اقتربنا من الوصول لجزيرة ساموس، حيث اعترضنا خفر الساحل اليوناني وأخد يُجبرنا على العودة لتركيا، وحاولوا إغراق المركب وذلك باستخدام عصا حديدية مسننة يقومون بإغراق القارب بها عن طريق غرسها فيه فتقوم بإفراغ الهواء وبالتالي سيغرق القارب بمن عليه".

وتابعا: "بعد صراخنا عليهم وتوسلاتنا لهم بأنّ يتركونا لنصل للجزيرة، واستنجاد النساء والأطفال، ولأنّه لم نكن نبعد عن ساحل الجزيرة سوى أمتار قليلة، فقد سحبوا قاربنا الهالك لا محالة حتى وصلنا للجزيرة وسلمونا لحرس الحدود حتى استقرينا هنا في ظروف صعبة جداً".

"كنت أصرخ من الألم ولم يكترثوا لي"

"عبد الله شاب من قطاع غزّة"، لم يتجاوز الثلاثين من عمره، يقول: "أنا مريض أعاني من الصرع وأتناول علاجي في الموعد المحدد، وحين وصلت الجزيرة أخبرتهم بمرضي لكي يساعدوني في تقديم الرعاية الصحية اللازمة، لكِنهم لم يكترثوا لي حتى بعد أنّ جاءتني حالة الصرع، وبفضل بعض الشباب أنجاني الله، وبعد مناشداتهم لعناصر الأمن، أرسلوا لنا سيارة إسعاف ونقلوني للمشفى، ومن ثم أعطوني علاجي حتى استقرت حالتي".

وأشار عبد الله، إلى أنَّ الحكومة اليونانية بدلاً من التعامل معه كمريض بمعاملة خاصة وتضعه في مكان يُناسبه حالته الصحية، أعادوه للمكان الذي أخذوه منه فقط".

"طعام لا يكفي لطفل وبجودة سيئة"

fae6ab33-e912-4a48-bd57-aeea5a2b2e08.jfif
82ff7ad4-c8cd-4639-bef4-0b58eaff6d23.jfif
"سعيد رفيقه في الكرفان"، يقول لمراسلة وكالة "خبر": "إنَّ الخدمة هنا سيئة جداً، يعاملوننا كالحيوانات، ولا يكترثون لنا، بل يعتبروننا عبء عليهم ويودون التخلص منا، حتى الطعام الذي يقدمونه لنا بارد ولا يكفي لطفل صغير، وفي معظم الأوقات تكون الوجبة بائته وليست طازجة، وحين طلبنا منهم الاهتمام بغذائنا وبزيادة نصيب الفرد منا لم يستمعوا لنا، وناشدنا المنظمات الإنسانية التي وعدتنا أنّ تُتابع الأمر ولكن حتى اللحظة لا شيء يحدث".

"سجن كبير"

"رأفت. ع"، قال: "جميعنا نشترك في بعض الكرفانات للنوم على أسرة متراصة فوق بعضها، ويوجد في الكامب تقريباً 10 دورات مياه، يغلقون ثمانية منها ويفتحون لنا اثنين فقط، عدا عن أنّ المياه تنقطع في كثير من الأحيان، وتنتشر هنا الزواحف والقوارض والصراصير والبعوض"، مُضيفاً: "الحياة فعلا لا تُطاق".

2b45939a-1dd8-4244-9285-e9c59a5dabfc.jfif
وبسؤاله بعد عبارة "الحياة لا تُطاق" عن أنه لو بقي في بلده لكانت الحياة ربما ستتحسن وتُصبح أفضل، ويكفي أنّ يكون بين أهله وأبناء بلده، أجاب: "صحيح الحياة هنا لا تُطاق ولكن الجزيرة مرحلة مؤقتة فقط حتى نحصل على الإقامة اليونانية، بعضنا سيفكر بالانتقال لقبرص للعمل بها وجمع بعض المال والبعض الآخر سيبحث عن طريقة لنقله إلى أوروبا (بلجيكا -ألمانيا- السويد -كندا- إيطاليا) وغيرها من البلاد التي سنبدأ حياتنا فيها بعيداً عن بلادنا التي لم نرى منها سوى القهر والفقر وانعدام الحياة، صحيح أنّه لا يوجد حياة على الجزيرة ولكنها تبقى مؤقتة، أما في بلادنا فهي لا تُطاق إلى الأبد".

شاهد بالفيديو والصور: قصص مروية.. لاجئون هربوا من ديارهم للبحث عن "حياة"!
شاهد بالفيديو والصور: قصص مروية.. لاجئون هربوا من ديارهم للبحث عن "حياة"!
شاهد بالفيديو والصور: قصص مروية.. لاجئون هربوا من ديارهم للبحث عن "حياة"!
شاهد بالفيديو والصور: قصص مروية.. لاجئون هربوا من ديارهم للبحث عن "حياة"!