وجّه رؤساء الجامعات وأعضاء مجلس الأبحاث والتطوير المدني، الذي يشكل مجلسا استشاريا قوميا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في مجال الأبحاث والتطوير، تحذيرًا في رسالة إلى رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، من "مؤشرات مقلقة" من شأنها أن تدل على انهيار مجال الأبحاث في "إسرائيل".
وحسب ما أوردته صحيفة "ذي ماركر" العبرية، اليوم الأربعاء، لفتت الرسالة إلى هروب أدمغة من "إسرائيل" وتهديدات بإلغاء تعاون دولي معها وإلغاء تبرعات للأبحاث والتعليم العالي.
يشار إلى أن مجلس الأبحاث والتطوير يخضع لوزارة الابتكارات والعلوم، وهو مؤلف من ممثلين عن باحثين كبار ومبادرين وعاملين في مجال الهايتك.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى نتنياهو أن "الأضرار المتراكمة والمتصاعدة من شأنها أن تشكل خطرا حقيقيا على مستقبل ’أمة الستارت آب’. والتخوف الكبير هو أن يكون هذا الضرر غير قابل للإصلاح. ومن واجبنا أن نعلمك بهذا، كوننا مخولين بالحفاظ على التفوق العلمي الإسرائيلي، الذي يعتبر بالغ الأهمية لصالح قوة إسرائيل الاقتصادية والأمنية".
ولم يذكر أعضاء المجلس ورؤساء الجامعات في رسالتهم بشكل واضح أن هذا الخطر ناجم عن خطة "الإصلاح القضائي" الحكومية لإضعاف جهاز القضاء، لكنهم ينسبون هذا الخطر إلى "الخطوات التشريعية الدراماتيكية والمتسرعة التي تسببت بضرر في العمل العلمي".
وأضافت الرسالة أنه "في الأشهر الأخيرة، وبشكل خاص في الأسابيع الأخيرة، تراكمت مؤشرات مقلقة تشير إلى عمليات هدامة من شأنها استهداف المناعة العلمية الإسرائيلية".
وأشار أعضاء المجلس ورؤساء الجامعات إلى أنهم يشهدون "تراجعا كبيرا" في موافقة علماء إسرائيليين رائدين في خارج البلاد للعودة إلى إسرائيل، وفي موازاة ذلك "خشية متزايدة من مغادرة قوى بشرية متفوقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا في إسرائيل"، وهو ما وُصف بأنه "هروب أدمغة".
وتابعوا أن علماء رائدين في العالم يلغون مشاركتهم في مؤتمرات في "إسرائيل"، وأنه توجد "تهديدات واضحة بشأن إلغاء تعاون علمي بين علماء في إسرائيل وعلماء العالم وتهديدات واضحة من جانب متبرعين بوقف تبرعاتهم بسبب التشريعات القضائية، وأعلن عدد من المتبرعين عن وقف تبرعاتهم".
وأضافوا أنهم يشهدون في الأشهر الأخيرة تراجعا في مِنح الأبحاث التي يستفيد منها علماء إسرائيليون، و"تراجع كبير" لدى جهات دولية في الاستثمارات بالأبحاث والتطوير في شركات هايتك إسرائيلية وبالأبحاث في "إسرائيل".
ووقع جميع رؤساء الجامعات الإسرائيلية على رسالة التحذير الموجهة إلى نتنياهو، باستثناء جامعة مستوطنة "أريئيل".
وختم أعضاء المجلس ورؤساء الجامعات رسالتهم بأنه "نشدد ونقول مرة أخرى: القوى البشرية العلمية هي الأساس لنجاحات إسرائيل في مجالات العلوم والتكنولوجية والتربية والتعليم بكافة المستويات. ولأن رأس المال البشري هذا هو عامل إنتاج متنقل على مستوى العالم، وحساس لقضايا في مجال حقوق الفرد والملكية، فإن خطوات التشريع الدراماتيكية والمتسرعة التي نُفذت، تهدد هذه الحقوق وباتت تلحق أضرارا في العمل العلمي".