"مكور ريشون" : خطر فوري: هل إسرائيل جاهزة للحرب متعددة الجبهات؟ (2من2)

20231008221657.jpg
حجم الخط

بقلم: أورن سولومون




قدرات الجيش ودولة إسرائيل

إذاً، وإذا كان "حزب الله" تقدم بهذا الشكل، فماذا يحدث للجيش الإسرائيلي؟ فعلاً، إسرائيل ليست يتيمة. قام الجيش خلال الأعوام الماضية بـ"قفزة" جدية إزاء كل ما يخص بناء القوة، وعقيدة العمل في حرب متعددة الجبهات، في الوقت الذي يشكل "حزب الله" السيناريو الأكثر اهتماماً. لدى الجيش قدرات استخباراتية من الأفضل في العالم، ومن ضمنها قدرات مقابل "حزب الله"، وبنك الأهداف هو المثال لذلك. آلاف الأهداف موجودة في نطاق قدرة سلاح الجو وقدرات القصف لدى الجيش، وضمنها مهاجمة أشخاص واغتيال كبار مسؤولي الحزب، وضمنهم نصر الله نفسه. بالإضافة إلى أن لدى الجيش قدرات مناورة محسّنة، وضمنها الدفاع وتصفية قوة الرضوان والعمل في مناطق مختلفة. هذا بالإضافة إلى تحسين قدرات الملاجئ والدفاع الجوي في مقابل القذائف ذات المسار الملتوي على أنواعها.
صحيح أنه لا يوجد دفاع مطلق، وسيكون هناك مصابون، وسيكون هناك سقوط كثيف للقذائف، ولكن الجيش ودولة إسرائيل جاهزان بشكل أفضل مما كانا عليه في الأعوام السابقة. التحدي الأكبر بالنسبة إلى الجيش سيكون في القتال على عدة جبهات وساحات في الوقت نفسه، أما بالنسبة إلى دولة إسرائيل، فسيكون العمل في دمج الجهود القومية، حيث الأهم فيها سيكون الجهد السياسي، وضمنه القدرة على الحفاظ على الشرعية الدولية من دون تدخّل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أو دول وقوى عظمى أُخرى، كروسيا أو أوروبا.
ولإيضاح الإمكانات: يستطيع "حزب الله" إلحاق الضرر بإسرائيل بشكل غير بسيط، لكن الثمن الذي سيدفعه التنظيم - من عناصره والبنى التحتية والسلاح الخاص به، وأيضاً الثمن الذي سيدفعه لبنان - سيكون فادحاً جداً وغير محتمل. سيكون هناك حاجة إلى عشرات الأعوام لإعادة إعمار لبنان، إذا حدث هذا أصلاً، ومن غير المؤكد أن "حزب الله" سيبقى في لبنان بسبب الكارثة التي سيدفع الدولة إليها.
لذلك، من مصلحة نصر الله أن يفهم هذا الحساب، وألّا يقع في سوء تفاهم.
كقاعدة، إن أفضل طريقة للتعامل مع مشكلة موضعية (الآن، الخيمة والاستفزازات الموضعية) هي أن تكون من خلال استراتيجيا. ماذا نريد من لبنان؟ المصلحة الأمنية العليا: هدوء أمني (من دون إرهاب، ومن دون استفزازات). أهداف عليا أكثر: تفكيك سلاح "حزب الله"، أو على الأقل، وقف عملية مراكمة القوة لديه، والحفاظ على حرية الحركة لإسرائيل - بالتشديد على حرية الحركة الجوية. ولتحقيق هذه الأهداف، يجب صوغ استراتيجيا شاملة (دمج الولايات المتحدة وأوروبا كأدوات ضغط على لبنان، والدول العربية، ومن المؤكد ردّ عسكري كامل). هذه الاستراتيجيا موجودة "على الورق"، لكنها "نائمة"، وتتطلب تحديثاً في مقابل الواقع المتغير.

وماذا بشأن الوضع الحالي؟
لا يوجد لإسرائيل مصلحة في الحرب (دائماً هذا هو الوضع، لكن هذا يزداد أهمية، في ظل الوضع الحالي).
على إسرائيل الفصل بين الاستفزازات وبين العمليات "الإرهابية" الواضحة.
على إسرائيل استخدام المفاجأة - تكتيكياً، وأيضاً في مقابل الاستفزازات واستراتيجيا التنظيم. الحوارات بشأن "الضربة الاستباقية" يجب أن تبحث في العمق.
"معركة لأيام" هي تمنيات، يجب الاستعداد للحرب.
يجب الاستعداد لحرب متعددة الجبهات، وضمنها داخل إسرائيل، وفي الضفة.
لذلك، إن حوارات رئيس الحكومة ليست الحوارات الصحيحة. المطلوب؟ سلسلة من الحوارات في "الكابينيت"، وتجهيز "الجهود الوطنية"، وضمنها السياسية، والاقتصادية، وأيضاً على صعيد الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى الجهاز الدعائي، وتحديد الهدف الاستراتيجي وأهداف المعركة وغيرها. إن لم نقم بهذا، فمن المؤكد أننا سنحتاج إلى استخلاص العبر من لجنة "فينوغراد 2" [لجنة التحقيق الإسرائيلية في تقصيرات حرب تموز 2006].

عن "مكور ريشون"