مع انطلاق انتفاضة القدس قبل أربعة شهور تصدرت مدينة القدس المشهد بعمليات نوعية نفذت ضد مستوطنين وقوات الاحتلال، فكان الرد قاسيا من جانبه بإعدام العشرات منهم واحتجاز الجثامين بشروط مجحفة، ناهيك عن قرارات من المحاكم الاسرائيلية بهدم بيوت الشهداء، فتداعت جهود شعبية وفاءً لدمائهم وانطلقت اليوم الحملة الوطنية لإسناد عائلات الشهداء.
من الشعب الفلسطيني ... لمدينة القدس
يقول الصحفي وعضو اللجنة الاعلامية لحملة اليوم الوطني لشهداء القدس محمود حريبات حول الهدف من اطلاق هذه الفعالية " الحملة جاءت لإسناد شهداء القدس، عبر العمل لتوفير بعض البيوت لذويهم بعد هدم الاحتلال لها".
وتابع أنهم في الحملة لم يحددوا حتى اللحظة العوائل المستفيدة من الحملة، حتى تنتهي منوها أنه من المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي في الغد تحدد فيه المبالغ التي جمعها ".
وأكد أن الحملة انطلقت اليوم الساعة العاشرة، في مساجد وكنائس الضفة الغربية والقدس المحتلة مؤكدا أن المنظمين شباب وفعاليات ومؤسسات شعبية وإعلامية".
بدورها أكدت راما يوسف عضو اللجنة الإعلامية لحملة اليوم الوطني لشهداء القدس أن تشمل المدن المركزية في الضفة الغربية وهي (القدس منطقة العيزرية ورام الله ونابلس والخليل وبيت لحم)، منوها أن الحملة تضمنت ببيوت عوائل شهداء الهبة الجماهرية الأخيرة".
أما محمود حريبات يشدد أن استثناء غزة من الحملة يأتي لظروف الحصار التي يعاني منها، ذاكرا أن غزة في انلوجدان والخاطر، وفي مقدمة المدن السباقة في الفعل والقول .
#رح_نبنيها#يا_وطن_الشهداء_تكامل، برز هذا الهاشتاج اليوم ضمن الحملة اليوم الوطني لشهداء القدس.
واعتبر حريبات أن حجم التفاعل الشعبي مع الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشتته القضايا الكثيرة التي تشغل الشارع الفلسطيني من اضراب الأسير القيق وأزمة الكهرباء والحصار والمصالحة، لذلك تكون كميات التفاعل أقل من المستوى المأمول فيه.
ونوه حريبات أن الحملة تأتي في وقت تمر فيه المدينة بمرحلة حرجة من تهويد وسرقة لهويتها وليس فقط هدم لمنازل منفذي العمليات.
وأكد أن الحملة توصل رسالة لأهالي الشهداء أن هناك حاضنة شعبية، تحاول قدر المستطاع توفير حياة كريمة لهم، وتؤكد المسؤولية الاجتماعية تجاه أبناء المجتمع لهم.
فيما تقول راما يوسف أن استمرار الحملة التي انطلقت اليوم من الميدان مشجعة ولكن تواصلها يقرره الشعب وحده.
تذكر يوسف مشاهد مؤثره من تبرعات لأطفال وكبار السن أمام الصناديق، رغم أنه جهد شعبي ليس به أي مجهود رسمي .
شهدائنا شموع
يقول والد الشهيد بهاء عليان خلال اتصال خاص مع "وكالة خبر" أن " الحملة تدلل على أن هؤلاء الشهداء يستحقون هذا الشعب العظيم الدافئ".
ويتابع أنه رغم التهديدات للشعب الفلسطيني إلا أنه يهتم لقضايا وشؤون شعبه، ولا ينسى الشهداء وعوائلهم".
جدير بالذكر أن إسرائيل لا تزال تحتجز جثمان الشهيد بهاء عليان وعشرة جثامين أخرى.
ويقول المحامي محمد محمود محامي مؤسسة الضمير "لوكالة خبر" أنه من المقرر أن يفرج الاحتلال عن جثمان شهيد مقدسي اليوم، فيما ذكرت وسائل إعلام بالأمس أنه قد تم الإفراج عن جثماني شهيدين.
وتفرض اسرائيل حسب محمود غرامة 20 ألف شيكل، مع اشتراط التشيع ليلا حتى تسلم جثماني الشهيد لذويه كوسيلة لإرهاب ارهاب أهالي القدس وبث الحزن في نفوسهم.
وأكد والد الشهيد عليان أنهم كعوائل شهداء متمسكون بحقهم في استرداد جثامين أبنائهم دون قبول أي شرط للاحتلال وأن يتم تشييع جثامين الشهداء في وضح النهار في جنازات تليق بمقامهم وبحجم التضحية الت يقدموها".
وكشف عليان أنهم يتعذبون ثلاث مرات "الأولى بقتل أبنائنا وأما الثانية باحتجاز جثامينهم والثالثة حين نرى الجثمان وهو ممثل به ومشوه".
وتساءل عليان وهو الناطق باسم أهالى شهداء القدس أن شهدئنا شموع الوطن لماذا ندفنهم في الظلام؟.