وتجذب المراهقين والأطفال

طبيب يوضح لـ"خبر": الشيشة الإلكترونية تُسبب التهابات حادة بالحلق والرئة 

الشيشة الإلكترونية
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

ليس موضوعاً جديداً، فقد بدأ بالظهور قبل سنوات ومنذ ذلك الوقت والأطباء والمختصين يدقون ناقوس الخطر لما له من ضرر كبير على صحة الإنسان.

"الشيشة الإلكترونيّة" والتي تُعرف بأنّها بديلٌ جديدٌ لتدخين التبغ أو الأرجيلة، وهي عبارة عن جهاز إلكترونيّ يعتمد في عمله على بطاريّة لتسخين الفتيلة، وعلى تبخير محلول خاصّ، حيث يُنتج بخاراً كثيفاً ذو رائحة زكيّة تختفي بسرعة، وقد صنفها الطب الحديث على أنّها أخطر من التدخين التقليدي أو حتى تناول الأرجيلة التقليدية بنكهاتها المختلفة، وقد جذب هذا النوع من التدخين انتباه الكثيرين بوصفه خياراً يبدو أقل ضرراً من الشيشة الاعتيادية.

والترويج لها كبديل صحي يُغري المدخنين بمواصلة عادة التدخين، وقد يُغري غير المدخنين للبدء بالتدخين بشكل ترفيهي، بالإضافة إلى وجود قلق من احتمال أنّ تجذب الأطفال والمراهقين لعادة التدخين، بسبب شكلها الجذاب ونكهاتها المتعددة بمعدل أعلى مما كان متوقعًا في حالة لو كانت لم تُبتكر أبدًا.

تُسبب مشاكل كثيرة في الجهاز التنفسي

الطبيب رائد عسلية، أخصائي أمراض الباطنية والصدرية، يكشف عن الأضرار الجسيمة التي تُخلفها الشيشة الإلكترونية على الإنسان والمجتمع ككل، مُوضحاً أنَّ بعضها يحتوي على كحول الإيثيلي "الإيثانول" المُحرم تناوله بسبب خطورته على صحة الإنسان، وضرره الكبير.

وقال عسلية، في حديثٍ خاص بمراسلة وكالة "خبر": "إنَّ استخدام الشيشة الإلكترونية لفترة طويلة، يؤذي الرئتين كثيراً ويؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض كسرطان الرئتين وأمراض الشعب الهوائية المُزمنة وغير ذلك من الأمراض الناتجة عن التدخين شأنها في ذلك شأن السجائر والشيشة التقليدية".

وتابع:"يُمكن أنَّ يتسرب المحلول الموجود داخلها إلى الفم مُسبباً بذلك العديد من الالتهابات والمشاكل الصحية الأخرى"، لافتاً إلى أنّه يدخل في تصنيع الشيشة الإلكترونية بعض المواد التي تتأكسد مع الأكسجين وتُسبب العديد من الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان.

وأشار إلى أنّها تحتوي على بطارية، وبالتالي هناك احتمالية لانفجار البطارية فيها أثناء التدخين حتى لو كانت هذه الاحتمالية قليلة جداً، وقد حدثت بالفعل مع بعض الأشخاص الذين استغنوا عن التدخين وتوجهوا لإدمان الشيشة الإلكترونية، فقد انفجرت عند الاستخدام وسببت لهم حروق كبيرة.

ودعا الطبيب عسلية، المواطنين للعزوف عن استخدامها، مُضيفاً: "التدخين الإلكتروني عادة سيئة في المجتمع إذا ما أصبحت رائجة ومنتشرة بشكل كبير، وعلى الناس أنَّ يقتنعوا ويتأكدوا أنّها مضرة كثيراً وليس كما يعتقدون بأنّها ليست مضرة وتُساعدهم على الإقلاع عن التدخين".

وأوضح أنّه من المحتمل إدمان النيكوتين الناتج من استخدام الشيشة الإلكترونية حال استخدامها، وهناك قلق أيضاً من توجه الأطفال والمراهقين للبدء في تدخين السجائر التقليدية، بالإضافة إلى أنها لا تترك رائحة في الفم، فقد تجد المراهقين وطلاب المدارس يستخدمونها خلسةً بعيداً عن رقابة الأهل.

"التهاب رئوي حاد"

"محمود إسماعيل" في العقد الثالث من عمره، يروي لمراسلة وكالة "خبر" تجربته في الإدمان على الشيشة الإلكترونية، قائلاً: "منذ أنّ كان عمري 15 عاماً وأنا أدخن السجائر التقليدية، وكلما تقدمت في العمر يزداد استهلاكي للسجائر، حتى بدأت صحتي بالتراجع وكثيراً كنت أصاب بالتهاب حاد في الصدر وسعال شديد، حتى قررت مرات عديدة الإقلاع عن التدخين ولكني لم أستطع، حتى نصحني بعض الأصدقاء باستخدام الشيشة الإلكترونية والتي ستعوضني عن استهلاك السجائر ولن تكون مضرة أبداً لي".

وأكمل: "في الأسبوع الأول من استخدامها شعرت أنّ صدري سيتوقف عن التنفس، وازدادت مشاكل الجهاز التنفسي عندي وازداد السعال، ولم أتعظ وأقنعت نفسي أنَّ النيكوتين يخرج من جسمي بسبب اقلاعي عن شرب السجائر واستبدالها بالشيشة الإلكترونية، ولم أكن أعلم أنّ سُماً أكبر وأخطر يدخل لرئتي ويصيبني باختناق شديد طوال اليوم".

ولفت إسماعيل، إلى أنّه توجه للطبيب ليكتشف أنّه مصاب بالتهاب رئوي حاد من استخدام الشيشة وآثار إدمان السجائر طوال سنوات عمره السابقة، مُستدركاً: "أُصبت بالخوف والحزن الشديد لما وصلت إليه، وبعد أنّ أخبرني الطبيب بأضرار الشيشة الإلكترونية وبأنّه يُمكن أنّ تكون هي السبب الرئيسي بما وصلت إليه، حطمتها وأقلعت عن تناولها، وأنا الآن أشعر بأنَّ روحي يومياً تخرج مني، فلا أدري ماذا أفعل لا أستطيع أنّ أعود للسجائر التقليدية مرة أخرى بعد إصابتي بالتهاب الرئة، ولن أقبل بالعودة للشيشة وها أنا كالغريق في منتصف البحر، لا أستطيع التقدم أو العودة إلى الشاطئ"، وفق حديثه.

"آذتني كثيراً"

"توفيق أبو ربيع"، يبلغ من العمر 18 عاماً، بدأ باستخدام الشيشة الإلكترونية منذ سنة، وقد جذبه إليها رائحتها الزكية، علماً بأنّه ليس مدخناً، وقد أدمن استخدام الشيشة الإلكترونية فقط، يقول لمراسلة "خبر": "وجدت أنَّ النكهات تُسبب الإدمان، واستخدامي لها جعلني بالكاد قادراً على الكلام، وأصبت بالتهاب في الحلق لدرجة شعوري بأنني أُتلقى طعنات حادة في الحلق عندما أبتلع أي شسئ، فتوقفت فوراً عن استخدامها وتوجهت للطبيب الذي نصحني ببعض الأدوية للقضاء على الاحتقان والالتهاب الذي سببته لي الشيشة الإلكترونية".

"قد تكون أكثر ضرراً لكني أعشق تناولها"

"محمد الأستاذ" يسرد تجربته في إدمان الشيشة الإلكترونية، ويقول لمراسلة "خبر": "أنا لست مدخناً للسجائر العادية، بل كنت أتناول الشيشة التقليدية بين الفترة والأخرى ولست منتظما عليها، حتى لفت انتباهي بعض الزملاء في العمل وهم يدخنون الشيشة الإلكترونية، في البداية جذبتني الرائحة التي تخرج منها ، فهي بعدة روائح من الفواكه الرائعة، بالإضافة إلى أنّها لا تترك دخاناً أو أثراً في المكان، وكنت أرى زملائي يدخنوها يومياً وحين سألتهم عنها قالوا لي ليس لها أضرار وهي سهلة الاستخدام وممتعة أيضاً، فقررت استخدامها وأحببت طعمها، وعزفت عن تدخين الأرجيلة العادية والآن لا أستخدم غيرها".

وأردف: "من الممكن أنّ يكون لها أضرار كبيرة على الصحة، ولكِني لم ألمس أيّ ضرر على صحتي ، بل أراها أخف وأحن على الإنسان من التدخين العادي، وبكل ثقة أقول إنّي أعشق تناولها، وحين ينتهي المحلول الخاص بها أسارع بشراء آخر برائحة جديدة"، بحسب حديثه.