نتنياهو يحقق أهدافه الاستراتيجية بنجاح كبير

نتنياهو
حجم الخط

قالت صحيفة معاريف في مقال للكاتب اوري سفيرأن  بنيامين نتنياهو  راض عن ذاته ومغرور كما هو دوما.

وهو مقتنع بانه ينتصر في المعركة الوحيدة التي تهمه حق؛ في أن ينتخب مرة اخرى لرئاسة الوزراء. الولاية الخامسة لا تزال بعيدة، ولكنها برأيه في جيبه. وهدفه هو ألا يودع شارع بلفور، مع سارة بالطبع. قيصرية خالدة.

عشية الانتخابات السابقة كان يمكن أن نفهم اهداف نتنياهو الاستراتيجية – خلق قاعدة يمينية صلبة بشراكة ايديولوجية مع المستوطنين، منع اقامة دولة فلسطينية، وتعظيم العنصر اليهودي في اسرائيل على حساب العنصر الديمقراطي.

  كل أفعاله موجهة لهذه الاهداف؛ ما يعتبره الكثيرون فشلا سياسيا مثل الصدع مع الادارة الأميركية يعتبر عنده نجاحاً بالنسبة لما وضعه لنفسه من اهداف.

المعركة شبه المسيحانية وعديمة الاحتمال في الكونغرس ضد الاتفاق النووي مع ايران كانت موجهة لمنع اوباما من ابداء أي اهتمام بالمسألة الفلسطينية.

فهجومه غير العقلاني على الرئيس الأميركي في ملعبه السياسي في الكونغرس خلق صدعا عميقا مع البيت الابيض، حيث لم يعد لاوباما أي رغبة في العمل مع نتنياهو على مسيرة الدولتين مع الفلسطينيين. في نظر نتنياهو هذا انتصار.

فهو يسلم بالاتفاق الايراني، في هذه الايام بالذات.

والصدع مع الولايات المتحدة واوروبا في كل مسائل المنطقة يسمح لرئيس وزرائنا، حسب رأيه، بمواصلة طريقه لتوسيع المستوطنات.  أوباما والحزب الديمقراطي متنازعان عميقا مع نتنياهو.

ففي تاريخ العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة لم يكن للزعامة الأميركية رأي سلبي في هذا القدر في الزعامة في اسرائيل – من عوقب بعدم التدخل الأميركي في المسيرة السلمية هي اسرائيل. ونتنياهو ينتصر كالمعتاد.

كما أن نتنياهو يصر على موقفه من تعزيز العنصر اليهودي في الهوية الاسرائيلية.

حتى وان تآكل العنصر الديمقراطي نتيجة لذلك. فمشروع قانون القومية هو مجرد مثال واحد. واليد الحرة التي يحصل عليها بينيت في وزارة التعليم، لتعليم تراث الاباء على حساب التعليم للديمقراطية، يخدم الحلف بين نتنياهو والمستوطنين.

نتنياهو رئيس الوزراء الاول الذي يتبل خطاباته بتلميحات عنصرية.

في التأبين الذي القاه في 2 كانون الثاني بعد «الارهاب» في بار هسمتا في شارع ديزنغوف تحدث عن عموم الجمهور العربي، وليس عن «مخرب» فرد. 

تنكيلات «تدفيع الثمن» والعنصرية العنيفة لـ «فتيان التلال» تحظى بانتقاد هزيل فقط.

لم تمر سنة بعد على ولاية حكومته الرابعة، ويمكننا القول ان بيبي نتنياهو انتصر. الأميركيون يتنازلون عن موضوع الدولتين. المعارضة ضعيفة أمام تآكل غير مسبوق لاساسات الديمقراطية. الجمهور اليميني، الذي يسانده المستوطنون، سينتخبه من جديد.

في نظرهم هو ليس يمينيا وعنصريا بما يكفي، هو ضد الضم، ويحترم القوانين حتى بالنسبة للعرب حين تكون ثمة حاجة، ولكن لا يوجد مثل نتنياهو لتحقيق هدف «بلاد اسرائيل الكاملة» (التي هي عمليا دولة ثنائية القومية وليست ديمقراطية) حيال الأميركيين والعالم. قيمه ظلامية، ولكن الاستراتيجية ناجحة.