لا لتكنولوجيا الابارتايد.. الاحتجاجات مستمرة ..

تنزيل (8).jpg
حجم الخط

بقلم د. أماني القرم

 

"لا لتكنولوجيا الابارتايد" هو عنوان حملة شعبية لناشطين وموظفين في شركتي جوجل وأمازون مناصرين للحق الانساني الفلسطيني ضد التعاون التكنولوجي الوثيق بين اسرائيل وهاتين الشركتين لخدمة واستدامة الاحتلال ومشروع الفصل العنصري، خاصة ضد ما يسمى بمشروع "نيمبوس".


و"نيمبوس" هذا هو اتفاق عقد في مايو من العام 2021 ( أثناء الحرب على غزة) بين جيش الاحتلال وشركتي جوجل وأمازون لتنفيذ مشروع لتوفير تكنولوجيا السحابة شديدة التعقيد والذكاء الصناعي للكيان الاسرائيلي بقيمة مليار و 200 مليون دولار.


ويتم بموجبه تسخير خدمات الذكاء الصناعي لتمكين اسرائيل من زيادة معاناة الفلسطينيين والاستيلاء على اراضيهم وتهجيرهم وقتلهم بفاعلية أكبر وأقسى . كيف ؟ المشروع ببساطة مكون من جزأين: مركز بيانات فائق السرعة وخدمات تكنولوجية سحابية من أجل تسهيل عمليات المراقبة والجمع غير القانوني للبيانات والسيطرة والتعرف على الوجوه وملاحقة النشطاء الفلسطينيين وجعل سياسة الابارتايد التي تقودها اسرائيل ضد الفلسطينيين أكثر كفاءة . يعني تصبح فلسطين سجن كبير يتم مراقبة حركة كل فلسطيني يعيش فيه بشكل مستمر. أيضاً يقدم "نيمبوس" لسلطة الأراضي الاسرائيلية المسئولة بشكل مباشر عن الاستيطان ومصادرة الأراضي خدمات دعم بيانات أراضي الفلسطينيين لتسهيل عملية التهجير والاستيلاء على الاراضي وبناء المستوطنات.


والأشد خطراً أن اسرائيل حصلت تبعا لنيمبوس على أحقية إنشاء ثلاثة مراكز بيانات ضخمة داخلها تكون خاضعة بالكامل للقوانين الاسرائيلية دون أية رقابة دولية على المعلومات من الشركات التكنولوجية المنتجة ودون إمكانية استخدام هذه البيانات في أية مؤسسة دولية يمكنها محاسبة اسرائيل على جرائمها .

احتجاجات الناشطين والمؤسسات المناصرة لحقوق الفلسطينيين على مشروع نيمبوس منذ توقيع العقد في 2021 تتصاعد كلّ عام في كل اجتماع عالمي لجوجل او أمازون أو حتى شركات التكنولوجيا الاخرى. والحقيقة أن بطلة الاحتجاجات هي الامريكية اليهودية والموظفة السابقة في جوجل "ارييل كورين" التي فضحت المشروع وخلفها مئات الموظفين من كلا الشركتين الذين عارضوا هذه الاتفاقية باعتبارها ضد الحق الانساني والاخلاقي، ومع تجريم أرباح جوجل وأمازون القائمة على جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية وتمكين جيش عنصري ( الجيش الاسرائيلي ) من تكنولوجيا تساعده على القتل .
"كورين" تم محاربتها من شركة جوجل وخيّرت بين الانتقال الى البرازيل او الاستقالة فاختارت الثاني . وقامت بالمساهمة في تنظيم حملتي "عمال ضد نيمبوس" و "لا لتكنولوجيا الأبارتايد".


مشروع نيمبوس عاد للواجهة من جديد هذا الشهر مع الدعوة للاحتجاج امام مؤتمر تكنولوجيا السحاب الذي سيعقد في 29 اغسطس القادم في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية .


أدعو كل الناشطين والشباب للانضمام الى حملة “No Tech For Apartheid” على موقعها على الانترنت ليصبح صدى الاحتجاجات أكثر تأثيرا وأشد وطأة على الكيان الاسرائيلي وعلى شركات التكنولوجيا التي تتغذى على الدم الفلسطيني. ليس مستحيلا ان تتخلى جوجل وأمازون عن مشروعهما العسكري فقد سبق ان قامت جوجل بالتخلي عن مشروعين عسكريين مع الصين والجيش الامريكي بعد احتجاجات ضخمة ... المهم عدم اهمال سياسة الاحتجاج والتقليل من أهميتها كأسلوب يمكن أن يحدث فرقاً..