اسرائيل اليوم : بن غفير وسموتريتش يعرّضان إسرائيل للخطر

داني ايالون.jpg
حجم الخط

بقلم: داني أيالون

 

 


الحق في الحياة هو قيمة عليا، وهو يتغلب حتى على الحق في الحركة. يفترض أن يكون مفهوما من تلقاء ذاته أن هذا الحق ليس من ناحية دينية، قومية، أصل، نوع اجتماعي، أو أي ميزة إنسانية أخرى. ومع ذلك، يجب التمييز بين مواطنين أبرياء يحترمون القانون وبين "مخربين" و"قتلة".
إن السياسة الحكيمة التي اتخذتها إسرائيل في التمييز بين السكان الفلسطينيين الأبرياء في مناطق "يهودا" و"السامرة" وبين "المخربين" وفرت حياة إنسانية للفلسطينيين واليهود على حد سواء. فمكافحة "الإرهاب" الفلسطيني هي مكافحة مركزة، دقيقة، ومسنودة بالمعلومات الاستخبارية، وليست عقاباً جماعياً يدخل مزيداً من الفلسطينيين إلى دائرة "الإرهاب".
لو كان هكذا يفكر بن غفير ويعبر عن نفسه بما يتناسب مع ذلك، لكان ممكنا فهم هذا وبالتأكيد شرحه في أرجاء العالم. لكن لأسفنا الشديد، القول البائس لبن غفير بأن حقه وحق عائلته في الحركة على الطرقات يفوق حق الفلسطينيين، وضمنا كل فلسطيني هو قول عنصري، غير أخلاقي، بل غبي من ناحية سياسية ودبلوماسية.
بقوله هذا يشهر بسمعة إسرائيل ويتسبب بعملية إعلامية مضادة لم يُشهد لها مثيل.
منذ سنوات عديدة تكافح حكومات إسرائيل في محاولة لتأكيد الطابع الديمقراطي لدولة إسرائيل، والمبادئ التي أقيمت على أساسها، والمبادئ الأخلاقية لأنبياء إسرائيل، المساواة، الديمقراطية، والتنور.
يحاول أعداء إسرائيل منذ سنين تأطير إسرائيل كدولة أبرتهايد، وإخراجها بذلك من خانة الدول الديمقراطية المتنورة.
مقارنة ليست فقط مهينة ومسيئة للسمعة، بل وأيضا خطيرة جدا. لقد فهم الفلسطينيون أنهم لن يتمكنوا من هزيمة إسرائيل عسكريا أو اقتصاديا، ولهذا فإنهم يركزون جل جهودهم على المستوى السياسي - الدبلوماسي. وتثبيت الرواية الفلسطينية بأن إسرائيل دولة أبرتهايد، مثل جنوب إفريقيا، وهو هدف أعلى للسياسة الخارجية الفلسطينية.
مع هذا القول لبن غفير، سيكون من الصعب حتى لأكثر الدبلوماسيين كفاءة الدفاع عن مواقف إسرائيل وإظهار وجهها الجميل. لكن الخطر في أقوال بن غفير، التي تمثل أيضا سياسة حزبه وحزب سموتريتش، ليس فقط خطرا خارجيا لإسرائيل بل داخلي أيضا. بالنسبة لمشروع الاستيطان في "يهودا" و"السامرة" وللمستوطنين هناك.
لا شك في أن أغلبية سكان "المناطق" هم أناس يحترمون القانون، ويؤمنون ويطبقون أخلاقا يهودية وديمقراطية. أما اليوم فإنهم يعرضون من قبل زعماء متطرفين.
بهذا السلوك لبن غفير وسموتريتش لا يعرض للخطر إسرائيل فقط بل وأيضاً الدعم الممنوح لإسرائيليين كثيرين للاستيطان.
إذا كانت المحافل المعتدلة وسوية العقل في أوساط مستوطني "المناطق" لا تنبذ زعامتهما وزعامة الجهات المتطرفة فإنها تعرض كل المشروع الاستيطاني للخطر.
إن المستوطنين في "المناطق" سيخسرون إذا لم يعتمدوا على الروح الأخلاقية لدولة إسرائيل والشعب اليهودي. سموتريتش وبن غفير أثبتا أنهما ليسا شريكين في هذه القوة.

عن "إسرائيل اليوم"