فلسطين توحد ما فرقته السياسة في ليبيا

جلال نشوان.PNG
حجم الخط

بقلم جلال نشوان

 

 

 لم تغب فلسطين وقضيتها عن المشهد السياسي العربي ، فرغم اتفاقيات أبراهام التطبيعية، مازالت الشعوب العربية تنبض بحب فلسطين ...
في ليبيا شوهد العلم الفلسطيني مرفوعاً في شوارع العاصمة الليبية، حيث خرجت الجماهير العربية الليبية محتجةً على اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بوزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية
ما حدث في ليبيا ليس مجرّد تعبير عاطفي للجماهير العربية الليبية عن مناصرة قضية فلسطين، فرفع الأعلام الفلسطينية، ورفض التطبيع ، هو تصويت شعبي جمعي ضد التطبيع مع دولة الإحتلال، وهذا ما يجب أن تفهمه الحكومات والأنظمة، فخروج الجماهير أعطت مساحةً، كانت مفقودة أو ضيقة، لتعبير الشعوب عن معارضتها القوية والحاسمة كلّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويبقى السؤال الأكثر أهمية:
من هى نجلاء المنقوش؟
نجلاء محمد المنقوش سياسية ومحامية ليبية، تولت منصب وزيرة الخارجية في حكومة عبد الحميد الدبيبة من 15 آذار/مارس 2021 حتى إقالتها في 28 آب/أغسطس 2023 على خلفيّة لقاءها السري بوزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما والذي كشفتهُ وزارة الخارجية الصهيونية تسبَّب في اندلاع احتجاجاتٍ ضدّ الوزيرة ...
والوزيرة نجلاء المنقوش أول ليبيّة تتولى حقيبة الخارجية في بلدها، ضمن الحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي منحها البرلمان الثقة في 10 مارس/آذار عام 2021.
و هي أستاذة قانون، ومحامية في القانون الجنائي، وتركز في بحوثها وعملها على عملية الانتقال من الحرب إلى السلم وبناء السلم،
وقد حصلت على الماجستير في القانون الجنائي من جامعة قاريونس (حالياً جامعة بنغازي)، ثم ماجستير إدارة الصراع والسلم من جامعة إيسترن مينونايت ثم دكتوراة إدارة الصراع والسلم من جامعة جورج مايسون
وبعد خروج الجماهير الليبية الممتعضة إلى الشوارع ، قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي تتّخذ طرابلس مقراً لها، عبد الحميد الدبيبة، أن يوقف وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش عن العمل احتياطياً بعد الإعلان الأحد عن لقاء بينها وبين نظيرها الصهيوني الأسبوع الماضي.
وقالت حكومة الدبيبة في بيان نشر على شبكات التواصل الاجتماعي مساء الأحد إنها قررت وقف المنقوش عن العمل احتياطياً على أن تحال إلى التحقيق ...
الشعوب العربية التي تنبض بحب فلسطين تؤكد للعالم كله أن كل المساعي الدولية والإقليمية لجعل دولة الإحتلال الصهيوني كياناً طبيعياً في ‏المنطقة، عبر محاولات دمجها في العالم العربي، لن تنجح في وضع الإحتلال على ‏خارطة التاريخ أو الجغرافيا
من فلسطين نتوجه بتحية اجلال واعزاز وتقدير لشعبنا العربي الشقيق في ليبيا الذي لم يتخل يوماً عن القضية الفلسطينية والذي،تضامن دائماً مع كل ‏الجراحات التي مر ‏بها شعبنا الفلسطيني ...
وأنّ الفرقاء السياسيين مهما اختلفوا فيما بينهم ، يعتبرون قضية ‏فلسطين هي قضيتهم الأولى التي لن يحيدوا عنها.‏
وتبقى الحقيقة الراسخة أن الحكومات ترحل و لكن لن تزول الشعوب التي تؤمن بحتمية تحرير فلسطين يوماً ما .‏
وأن خدمة المطبعين للإحتلال للإنضمام في العالم العربي جريمة لن يقبلها ‏الشعب العربي ولن يغفرها، ولن تنجح في إضفاء شرعية تاريخية أو سياسية له في العالم
وتبقى فلسطين دائماً توحد ما فرقته السياسة