"تدمرنا، ممكن نبيع دورنا، ونشتغل شحاديين بالشوارع"، بهذه الكلمات عبَّر التاجر عامر الزيناتي (53) عاماً، صاحب مصنع عامر الزيناتي للملابس الجاهزة، عن حزنه غضبه من قرار الاحتلال منع تصدير كافة البضائع عبر معبر كرم أبو سالم مُنذ الرابع من سبتمبر الجاري حتى تراجع عن قراره مؤخراً واستنئاف التصدير صباح اليوم.
تدمير قبل الانتعاشت
"أكثر من 150 عامل كانوا مهددون بالتوقف عن العمل؛ والانضمام لصفوف العاطلين عن العمل، حال لم يتم استئناف تصدير الملابس الجاهزة". يُوضح الزيناتي في حديثه لوكالة "خبر".
ويُضيف واليأس يُسيطر عليه: "مصانع الخياطة، عانت من كوارث كبيرة جراء حصار غزّة على مدار 15 عاماً، ومُنذ ثلاث سنوات فقط، بدأنا بالتقاط أنفاسنا؛ لكِن قرار الإغلاق كان بمثابة انتحار لنا، فنحن ملزمون أمام شركات داخل إسرائيل".
وكان الاحتلال قد أعلن عن وقف تصدير كافة أنواع السلع والبضائع من قطاع غزّة إلى أسواق الضفة الغربية والداخل، من خلال معبر كرم أبو سالم، في الرابع من سبتمبر الجاري، بزعم اكتشافه مواد متفجرة مخبأة داخل شحنة ملابس كانت في طريقها للضفة الغربية.
شبح البطالة يُطارد عمال الخياطة
ولا يختلف الحال، لدى مصنع سعيد صالحة للملابس الجاهزة، حيث أكّد صاحب المصنع أيمن صالحة، على صعوبة أوضاعهم جراء توقفهم عن تصدير منتجاتهم لعدة أيام، مُضيفاً: "نحن متخصصون في صناعة الملابس الجاهزة لشركات في تل أبيب، وجراء هذا القرار كنا سنضطر للتخلي عن 120 عامل فمن أين لنا أنّ ندفع الأجرة لهم؟!".
وأوضح صالحة، في حديثه لمراسلة وكالة "خبر"، أنَّ هناك جهات وقطاعات أخرى تعتمد على تصدير الملابس، تضررت بشكل كبير، كالسائقين وأصحاب التكاسي والمغاسل وعديد القطاعات الشريكة.
وختم صالحه حديثه والحسرة تتملكه، قائلاً: "خسائرنا تجاوزت الـ100 ألف شيكل، وحال استمر الإغلاق كنا سنعرض مصنعنا للبيع، وسيتحول إلى كومة حديد"، مُردفاً: "مُنذ ثلاث سنوات فقط، انتعش عمل مصانع الخياطة في غزّة، لكن هذا الإغلاق يُدمر الصناعة".
استمرار منع تصدير الخضروات والملابس الجاهزة
بدوره، أكّد الناطق باسم هيئة المعابر والحدود في قطاع غزّة، هشام عدوان، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، على أنَّ الاحتلال الإسرائيلي، سمح اليوم 9 سبتمبر، بعد خمسة أيام من الإغلاق، بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، مُتابعاً: "في ذات الوقت نحن لا نعلم أسباب إغلاق المعبر باتجاه الصادرات، ولا نعلم أيَضاً السبب الذي لأجله أعاد الصادرات".
ولفت إلى أنَّ قرار منع التصدير يؤدي إلى تفشي البطالة في بعض القطاعات التي تعمل في مجال التصدير مثل الزراعة وصيد الأسماك؛ وبالتالي تكبد خسائر فادحة.
ونفى ما يُشاع بأنَّ كل البضائع مسموح تصديرها من غزّة للخارج، مُضيفاً: "لوذكرنا هذه الأصناف، تكاد تُعد على أصابع اليد الواحدة، فقائمة المنتجات في غزّة عريضة وكبيرة، كذلك يمنع الاحتلال دخول الكثير من البضائع إلى قطاع غزّة، تحت بند ما يُسمى "البضائع ثنائية الاستخدام"؛ وبالتالي لا يزال الاحتلال يُحاصر القطاع من خلال هذا المعبر".
ودعا جميع الجهات القانونية والدولية إلى فتح المعابر من وإلى قطاع غزّة، بحرية وبدون قيود، خاصةً التجارية؛ لتنشيط القطاعين التجاري والاقتصادي، مُشدّداً في ذات الوقت على ضرورة وقوف جميع الجهات الدولية والمعنية، لتراقب مسألة فتح معابر غزة بشكل دائم.
وخلص عدوان، في ختام حديثه، إلى أنَّ إغلاق معابر قطاع غزّة، سيؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي في قطاع غزّة المُحاصر، بالإضافة إلى زيادة معدلات البطالة جراء فقدان العديد من العمال لوظائفهم جراء المنع والإغلاق.