قالتْ تلك المرأة التي أُحبها ومَنْ تكونُ سوى زوجتي: ماذا ستهدينني في عيدِ الحُبِّ؟ فصمتُ وقلتُ لها : لا يوجد عندي سوى الحُزن، سأهديك حزنا صامتا، لكنها صمتتْ وفهمتْ الحكاية، وقالتْ أنتَ على حقّ، فكيف يكون هناك عيد، والناسُ هنا يعيشون في معاناة وذلٍّ على الطرقات، وفي المعابر، وعلى الحواجز، فكيف سيكون الحُبّ والشبان يستشهدون من أجل وطنٍ يقضم كل يوم على مرأى العالم الصامت .. فاقتربتُ منها وقلتُ لها : أتفهمين الآن ما معنى الحُبُّ هنا، في أرضٍ ما زالت ترزح تحت احتلالٍ، لكنني سأُهديكِ ابتسامة حزينة فيها الكثير من الحُبّ.. فقالتْ يكفي أنْ تكون بجانبي فهذا هو الحُبّ ..
فلا عيد للحب لأن لا يعقل أن نحتفل وأوضاعنا تبكي.. فحينما نصبح دولة بلا احتلالٍ فوقتها سنحتفل بكل الحب في عيد العشاق الذي يجنن النساء مع أن الحب ليس في يوم فلانتاين فكل أيامنا حب للوطن ولنساءنا الصامدات على أرض الوطن وخلف قضبان السجون .. فتحية لكل النساء اللواتي ما زلنا يعانين من ذلٍّ على الحواجز وفي الطرقات وفي حقولهن من اعتداءات مستمرة بحقهن.. فهدية لتلك المرأة التي أُحبها الحزن ..