قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، "إنّ الانقسام الجغرافي والسياسي الفلسطيني هو تعبير لحالة الانقسام والشرخ الموجود في الغلاف الإقليم والدولي حول القضية الفلسطينية.
وأعرب الرجوب في حوار مع صحيفة "اندبندنت"، باللغة التركية، عن أسفه من أن الفلسطينيين ومشروعهم أصبحوا ضحية للتجاذبات ولأجندات لا علاقة لها بفلسطين.
وأضاف: "الآن أعتقد بأن إنهاء هذا الانقسام يقتضي إرادة من الطرفين، أولاً لتجاوز الترسبات السياسية والاجتماعية والأيديولوجية، التي ترتبت على ما حصل من مأساة عام 2007.
وتابع: "الموضوع الثاني أن يكون هناك إرادة فتحاوية وإرادة حمساوية بالالتزام برؤية ملزمة للفصيلين ومعبرة عن طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني بمشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، وبمواجهة الاحتلال برؤى منسجمة مع الظروف والعوامل المؤثرة في صراعنا وتحديدا العامل الإقليمي والدولي".
وأكمل: "لكن الموضوع الأهم هو استعدادنا لمواجهة مصالح أمنية سياسية واقتصادية لأطراف إقليمية تسعى لحماية مصالحها من خلال تكريس الانقسام، وعلى رأسهم إسرائيل، وهذه الأمور بحاجة إلى حوار ثنائي فتحاوي حمساوي".
وأعرب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، عن اعتقاده بأن الظروف الآن ناضجة والمسافات ضيقة، مثل لقاء الرئيس محمود عباس، مع قيادات حماس في إسطنبول ولقاءاتنا في العلمين حتى وإن لم تنجح في تذليل المصاعب، لكنها وضعت خارطة طريق أمام الطرفين،".
وتابع: إذا حصل حوار فتحاوي حمساوي برعاية ودعم وإسناد مصري أعتقد أن هناك إمكانية لجسر الفجوات، وبناء وحدة وطنية تؤسس لعملية ديمقراطية تحقق الشراكة، وليس أمامنا إلا خيار مواصلة جهودنا والحوار هو الطريق، والشراكة هي مصلحة لكل الأطراف الفلسطينية، وهي الوسيلة الوحيدة لمواجهة أعدائنا الذين لا يريدون دولة فلسطينية".
وأشار الرجوب إلى أن هناك الكثير من المتغيرات، وهناك خط براغماتي واقعي عند حركتي فتح وحماس بالمنظور والمفهوم السياسي لمعالجة الصراع ومواجهة الاحتلال وتثبيت المصلحة الوطنية الفلسطينية التي ترى في الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة هي طموحنا كفلسطينيين، وبنفس الوقت الكثير من اللاعبين الإقليميين أصبح لهم مصلحة باستثناء الاحتلال في إنهاء الانقسام، والواقعية والبراغماتية التي برزت في صياغة الحوار تؤكد ذلك.
كما تطرق إلى المؤتمر الثامن موضحا أنه استحقاق دستوري، وقال: "إنّ المؤتمر العام في هذه المرحلة ضرورة ومصلحة لحماية مشروعنا الوطني في ظل استمرار الانقسام وتصعيد وتيرة العدوان الإسرائيلي الأحادي الجانب على الأراضي الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني وعلى مقدساتنا وتاريخنا في محاولة لحسم الصراع على حساب مشروع الدولة، وضد رغبة المجتمع الدولي، ورفضًا للإجماع العربي والإسلامي في أن الدولة الفلسطينية المستقلة هي المدخل لإنهاء الصراع".