كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين 18 سبتمبر 2023، عن تفاصيل تبادل التهديدات بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تزامنًا مع المخاطر التي يستشعرها الفلسطينيون نتيجة مخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى.
وأوضحت الصحيفة، أن فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة، هددت بردٍ قاسٍ في حال ذهب المتطرّفون إلى حدّ إتمام طقوس دينية داخل الحرم، لأن خطوات كهذه من شأنها أن تفتح "حرباً دينية في المنطقة".
وأضافت، أن الاحتلال هدد أيضًا بردٍّ قويّ في حال صعّدت المقاومة من خطواتها خلال فترة الأعياد اليهودية، التي بدأت السبت الماضي، مشيرة إلى أن مصادر في المقاومة أكدت للصحيفة على أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي حذّرتا الاحتلال من مغبّة تغيير الوضع القائم في الأقصى، وتحويله من كونه مكان عبادة للمسلمين فقط، إلى مكان مشترك مع اليهود.
وذكرت أن حكومة الاحتلال نقلت إلى الفصائل الفلسطينية، عبر الوسطاء، تحذيرات من أنها ستردّ بشكل قويّ في حال كان هناك تصعيد في الضفة والقدس المحتلتين خلال فترة الأعياد.
يشار إلى أن مئات المستوطنين اقتحموا في ثاني أيام عيد رأس السنة العبرية، أمس، باحات الأقصى، وارتدى بعضهم ما يُعرف بزيّ "التوبة التوراتي"، فيما عمدت شرطة الاحتلال، وفق "دائرة الأوقاف الإسلامية" في القدس، إلى تفريغ ساحات المسجد من المصلّين لتأمين الاقتحام، بعدما ضيّقت أصلاً على دخولهم ابتداءً من مساء السبت. وحوّلت شرطة الاحتلال، المدينة المقدّسة وبلدتها القديمة، إلى ثكنة عسكرية، حيث نَشرت الآلاف من عناصرها ووحداتها الخاصّة، ونصبت الحواجز في الشوارع والطرق، خشيةً من تصاعد التوتّر، ووقوع عمليّات.
وأفاد بيان صادر عن دائرة الأوقاف، بأن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ضمّت كل واحدة منها 40 مستوطناً قاموا بجولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدّوا شعائر تلمودية في الجهة الشرقية من الساحات وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا المكان من جهة باب السلسلة.
وجاء ذلك في ظلّ التحضيرات التي بدأتها "منظّمات الهيكل"، وتواصُل الحشد لتنظيم اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية، في أيلول الجاري وتشرين الأول المقبل.