شاركت دولة فلسطين، في "مـؤتمر الدبلوماسية المائية في المنطقة العربية الفرص والتحديات"، الذي افتتحت أعماله، اليوم الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمان، ويستمر على مدار يومين.
ومثل فلسطين في المؤتمر، اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، حيث ينفذ بالشراكة مع شبكة خبراء المياه العرب، وكراسيي اليونسكو للإدارة المستدامة للموارد المائية وحقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في جامعة النجاح، بتمويل من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".
وحضر الجلسات الافتتاحية كل من: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ونخبة من الخبراء والمختصين والمستشارين والباحثين، وصانعي سياسات وممثلي هيئات ووزارات مختصة، ومتحدثين دوليين في قطاع علوم المياه في الدول العربية والعالمية.
وفي كلمته، قال رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم علي أبو زهري: "إنّ المؤتمر ركز على استخدام أدوات ومصطلحات في دبلوماسية المياه، حيث يعتبر الماء حقا سياسيا وجزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وأساسي لكرامته.
وأضاف: "نعمل لأن تكون فلسطين والدول العربية كافة حاضرة في البرامج الدولية والعالمية على الصعيد العلمي والثقافي والتربوي، وهذا هو التحدي الأكبر، كما نطمح للقاءات مثمرة وبناءة لتبادل المعرفة والخبرات العلمية والبحثية في كافة المجالات ذات الصلة".
من جهته، تطرق رئيس شبكة خبراء المياه العربية مازن غنيم، إلى الأزمات المفروضة على الواقع العربي المائي، والتي تأخذ منحى أعمق من كونها محددة في نطاق الدول منفردة، بل تتعداها لتأخذ بعدا استراتيجيا إقليميا، خاصة فيما يتعلق بالمياه المشتركة، والأرض، والحدود وفي ظل وضع المياه الصعب في منطقتنا.
وأشار إلى أنّ التقارير الدولية أكدت وجود ما يقارب 50 مليون شخص بالدول العربية يفتقرون الى مياه الشرب الأساسية، ومعاناة 390 مليون اخرين من ندرة المياه وهي ناتجة عن جملة من التحديات منها ما هو مفروض علينا جراء طبيعة الإقليم الجافة ومنها ما هو بأيدينا كاستنزاف المياه والتلوث وعدم ترشيد استهلاك المياه، ناهيك عن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة جراء التغيرات المناخية.
وتحدث غنيم عن أطماع الاحتلال الإسرائيلي بالمياه العربية، وهي أحد أهم التحديات التي تحول دون تحقيق الأمن المائي العربي، وذلك من خلال سعيه الدائم للسيطرة على مصادر المياه الجوفية والسطحية، خاصة ما يحدث أيضا في فلسطين بشكل خاص جراء سرقة ونهب الاحتلال للمياه الفلسطينية، بهدف تنفيذ مخططاتها التوسعية والاستيطانية غير الشرعية.
وأكد غنيم أننا نواجه مجموعة من التحديات التي تزيد من عمق الأزمة المائية الخطيرة، التي تتفاقم يوما بعد يوم، ما يتوجب علينا تحمل مسؤولياتنا من خلال العمل العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات، وتجنب آثارها التي تهدد حاضر ومستقبل الحياة والتنمية كاملة.
بدوره، شدد أمين عام وزارة المياه والري الأردنية جهاد المحاميد، على أن المنطقة العربية تواجه واحدة من أشد أزمات المياه قسوة على مستوى العالم، فمعظمها تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة، وذات أمطار شحيحة ومتباينة في كمياتها، وأخرى يصعب التنبؤ بها في أغلب المناطق، مشيرا إلى أن دول عربية عديدة، تعاني من عجز مائي وأخرى في الطريق لتواجه نفس المصير.
وتابع: "إنّ الاستنزاف الشديد للمياه التقليدية والمياه غير المتجددة، والتلوث الذي طال معظم المورد المائية وتتداخل مياه البحر، أصاب الخزانات الرسوبية الساحلية، واهم المعيقات التي تواجهنا هي الفقر في الموارد المائية وتابع يعتبر الأردن من افقر دول العالم من حيث وفرة المصادر المائية المتاحة، حيث يتم الاعتماد على مياه الامطار لتغذية المياه الجوفية والسطحية في تلبية كافة احتياجاته.