هل سببت لقاءات الدوحة أزمة مع القاهرة ؟!

1-110
حجم الخط

قالت بعض المصادر إن القاهرة امتعضت من البيان الختامي الذي صدر عن الحركتين في الدوحة ولم يحمل أي إشارة للجهود المصرية المستمرة في ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي. 
وحملت زيارة مسؤول ملف العلاقات الوطنية عن حركة فتح عزام الأحمد إلى القاهرة تساؤلات عدة بعد قرابة العشر ساعات من المفاوضات في الدوحة على مدار يومين.

وقال القيادي الفلسطيني سفيان أبو زايدة في مقال نشره عبر وسائل الإعلام تطرق فيه لأسباب فشل المباحثات في الدوحة وجاء فيه: "المكان الذي تجرى فيه هذه المفاوضات وهو الدوحة، مع كل الاحترام والتقدير لكل الأشقاء العرب وحرصهم على توحيد الصف الفلسطيني، وهنا لا نريد أن نفترض سوء النوايا، على الرغم من إدراك حركة فتح لحساسية المكان الذي ستجرى فيه اللقاءات، ولذلك كان الحرص على أن يذهب السيد عزام الأحمد والسيد صخر بسيسو إلى القاهرة قبل توجههم للدوحة وكذلك الذهاب للقاهرة قبل عودتهم إلى رام الله بهدف وضع الإخوة المصريين في الصورة، ومع الاحترام الشديد لقطر، ورغم التصريحات التي صدرت من بعض قيادات حماس وقيادات فتح على أنه لا بديل للدور المصري، لكن مع الأسف قصدنا أو لم نقصد، لقد أدخلنا أنفسنا في وضع حساس يخدم طرفًا على حساب طرف آخر".

وفي سياق الرد على الاتهامات بتهميش الدور المصري قالت حركة حماس على لسان إسماعيل رضوان القيادي فيها: "إن الدور القطري ليس بديلًا عن دور مصر في رعايتها لملف المصالحة الفلسطينية، فدور قطر مكمل لدور مصر الذي سيبقى دورًا أساسيًا وفاعلًا"، معربًا عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة تطبيقًا عمليًا لإنهاء الانقسام الداخلي.

وتعتبر مصر الراعي الرئيسي لملف المصالحة الفلسطينية، واستضافت عدة لقاءات بين الحركتين، ووقعت حركتا فتح وحماس (أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية) في 23 أبريل/ نيسان 2014، اتفاقًا للمصالحة نصّ على تشكيل حكومة وفاق، ومن ثم إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.

ومن جانبه كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية جميل شحادة عن أن وفد المصالحة الذي يرأسه عزام الأحمد توجه إلى القاهرة قبيل المغادرة إلى الدوحة واتفق مع القيادة المصرية على كل القضايا التي ستتم مناقشتها مع حركة حماس, وعاد الآن إلى القاهرة ليعرض على القيادة المصرية نتائج الحوار.

وأضاف: حتى اللحظة حول آخر النتائج التي تم التوصل إليها في الدوحة سوى ما نشر على وسائل الإعلام.

وتابع: ننتظر عودة الوفد الى رام الله ليتم إطلاع القيادة الفلسطينية على كل القضايا التي تم الاتفاق عليها
بدوره, قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول إنه من المبكر الحديث عن فشل حوار الدوحة بين حركتي فتح وحماس.

وأضاف: الطرفان قررا أن تكون لقاءات المصالحة ومناقشة ملفاتها، بعيدًا عن وسائل الإعلام، حتى يعطوا فرصة كافية لإنجاح تلك اللقاءات والوصول للهدف المرجو منها

وفي سياق متصل, قال القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، إن لقاءً جديدًا سيجمع بين قيادات حركتي "حماس" و"فتح"، خلال الأيام القليلة القادمة، في الدوحة، لبحث آليات تنفيذ ما تم التوصل إليه بين الحركتين مؤخرًا, ولم يفصح عن موعد الانعقاد.

ويرى مراقبون أن تصريحات القيادي بحماس إسماعيل رضوان وأمين سر المجلس الثوري لفتح تحملان تفاؤلًا كبيرًا للشعب الفلسطيني وتؤكد على أن المفاوضات تسير حتى اللحظة بنجاح, دون الاصطدام بعقبات - الأمر الذي لا تؤكده الوقائع والتصريحات على الأرض.

من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة أن اللقاءات الجارية حاليًا بين حركتي فتح وحماس بشأن المصالحة الفلسطينية بالعاصمة القطرية الدوحة، يلتفها الغموض.

وأوضح أبو ظريفة أنه لا يوجد ما يؤشر إلى ما يمكن أن نبني أو نحكم عليه بما جرى التواصل إليه بين الطرفين، قائلاً: "حماس وفتح أبرزوا أن كل ما جرى الاتفاق عليه، هو الإطار العام، ولكن ما عناوين هذا الاطار ومكوناته، وعلى ماذا يستند وسقوفه الزمنية"، مؤكداً أنه يعتقد أن الغموض قائم.

وبحسب ما صرحت به عدة فعاليات فلسطينية فإن قضايا مصيرية ما زالت عالقة في نقاشات الحركتين من ضمنها ملف موظفي حماس الذين عينتهم بعد العام 2007 وكذلك السيطرة على معبر رفح وأجهزة الأمن.

لكن أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول اعتبر أن اللقاءات التي تتم في الدوحة لم تفشل مشيرًا إلى أن حركته وحماس اتفقتا على نقاش التفاصيل بعيداً عن الإعلام