أكّد رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، على أنَّ ما يجري في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة من محاولات لتغيير الوضع الراهن، بالتزامن مع ما يُسمى الأعياد اليهودية، صناعة للأكاذيب وترويج للدعاية التي تُريدها الحركة الصهيونية بربط اليهود بهذا المكان وفتح أبواب التهويد للأقصى وعلى المدينة المقدسة.
وقال خاطر، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ هذه الأعياد لا علاقة لها بفلسطين ولا المدينة المقدسة ولا الأقصى، وإنّما أعياد دينية عاشها اليهود في المنفى قبل توافدهم إلى فلسطين وقبل أنّ يصلوا القدس أو أيّ مدينة أخرى".
الأقصى.. مركز الأطماع الصهيونية
وأشار إلى أنَّ الاحتلال وسَّع دائرة عدوانه في المدينة المقدسة عموماً؛ لتشمل البلدة القديمة، من خلال الاستعراضات التي يقوم بها المتطرفون الصهاينة في أزقة البلدة القديمة وعلى مداخل أبواب المسجد الأقصى؛ الأمر الذي يؤكد أنَّ صناعة الصورة التي يُريد الاحتلال ترويجها على مستوى العالم ليست محصورة فقط في المسجد الأقصى، وإنّما كان مركز الأطماع الصهيونية.
وشدّد خاطر، على أنَّ الاستعراضات والطقوس التي يُروج لها الاحتلال تم تأليفها وإخراجها وترتيب تفاصيلها من قبل جماعات الهيكل بشكل دقيق؛ خاصةً موضوع السجود الملحمي والقرابين النباتية وكأنها باقات من الورد يتم إعدادها بشكلٍ منظم، لافتاً إلى أنَّ جميعها مكونات للصورة التي يقوم الاحتلال بتأليفها من أجل خادع العالم بها وحتى اليهود أنفسهم.
تغيير الوضع الراهن.. لا يخدم مصلحة المسلمين في الأقصى
وبالحديث عن محاولات الاحتلال تغيير الوضع الراهن في الأقصى بالتزامن مع الحديث عن اتفاق وشيك بين الاحتلال والسعودية، بهدف نقل الوصاية الهاشمية على الأقصى من الأردن إلى السعودية، رأى خاطر، أنَّ سياسيات الاحتلال المعهودة هي التلاعب في العلاقات بين الأطراف المعنية؛ وبالتالي ليس غريباً أنّ يُحاول مقايضة التطبيع بمسائل تتعلق بالأقصى.
وتطرق إلى محاولات قديمة تعود إلى صفقة القرن في العام 2018، بإمكانية تبعية المسجد الأقصى مع شقيقيه الحرم المكي والمدني، مُشدّداً في ذات الوقت على أنَّ المسلمين يودون أنّ تكون كل الأمة العربية والإسلامية تحت سيادة واحدة؛ ولكن ما يجري الآن بعيد كل البعد عن مصالح المسجد الأقصى والمدية المقدسة والمصالح الدينية وما يجري عبارة عن مصالح سياسية وألاعيب عواقبها وخيمة لا يمكن أنّ تخدم القدس أو المسجد الأقصى.
واعتقد أنَّ الاحتلال يُحاول أنّ يجعل من المسجد الأقصى مركز للديانة الإبراهيمية التي تم الحديث عنها، حيث تم بلورة العديد من النقاط المتفق عليها بين عديد الأطراف؛ مُشيراً إلى أنَّ الاحتلال يُريد أنّ يجعل من المسجد الأقصى النموذج الذي تجتمع به هذه الأطراف الثلاثة داخل المسجد الأقصى المبارك؛ لأنّه لا يمكن أنّ يحدث في الحرم ولا في المسجد النبوي؛ لكِن من حيث الحسابات السياسية يُمكن أنّ يحدث في الأقصى، على اعتبار أنّه في المدينة المقدسة التي هي قبلة للأديان السماوية.
وأشار إلى أنً ما يجري لعبة خطيرة على الأردن التي يجب أنّ تُدافع عن وصايتها والتي هي ليست منحة وإنّما مسؤولية لا يمكن التفريط بها ويجب الدفاع عنها وعن الأقصى؛ ولهذا السبب كل الاحتمالات واردة وكل المؤامرات جاهزة للتلاعب بقضية القدس والأقصى ولن تكون الأمور بهذه السهولة مع شعوب تُتابع المسألة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وأكمل: "التطبيع سيترتب عليه الكثير من المتغيرات على الأرض، خصوصاً فيما يتعلق بالجوانب الدينية خاصةً مع المملكة العربية السعودية التي ليست طرفاً عادياً، فهي مركز الأرض المقدسة التي يحج لها المسلمون في العالم، ولذلك التطبيع معها لن يكون مجرد علاقة عابرة كما هو الأمر مع السودان ولا الدول الأخرى، والسبب أننا مقبلون على مرحلة ستشهد فيها المدينة المقدسة متغيرات قد تكون هي الأخطر منذ بدء الصراع مع الاحتلال".
الوصاية الهاشمية.. مسؤولية تاريخية مبنية على بني تحتية
وحول أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، أكّد خاطر، على أنَّ دعم الوصاية الهاشمية، يأتي لسبب بسيط وواضح، وهو أنَّ كل هذه الأوضاع القاتمة في القدس لا تحتمل الدخول في صراع حول من يتولي المسؤولية؛ مُستدركاً: "المسؤولية قائمة وهناك بنى تحتية ممثلة بالأوقاف الإسلامية التي ترعى مصالح الأقصى وتُدير شؤونه وتحرسه مُنذ عشرات السنين".
ولفت إلى أنَّ تعزيز الوضع القائم هو مهمة جميع من يحرس الأقصى في كل هذه الأجواء، أما التنازع على وصاية الأقصى في ظل الوضع الراهن، يعني إتاحة المجال أمام الاحتلال ليضع يده على الأقصى وإتباعه لوزارة الأديان الإسرائيلية، مُضيفاً: "نحن نعلم أنَّ الاحتلال يتربص مُنذ زمن لنزع الوصاية الأردنية ويجد الفرصة المناسبة لملأ الفراغ دون أنّ يكون هناك اتفاق بين المسلمين على تولى المسؤولية".
وختم خاطر حديثه، بالقول: "إنَّ المطلوب هو تعزيز الوصاية الهاشمية في الأقصى لتوفير الحد الأدنى من الحماية في ظل الوضع الصعب الراهن، ومن ثم بعد ذلك لكل حادثة حديث"؛ مُستدركاً: "نُريد من يُحرر الأقصى كما حرره صلاح الدين الأيوبي، وليس من يأخذ الوصاية من الاحتلال".