لسعرها ومذاقها المميز

تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها

حلوى الشتوي
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

في موعدٍ مُحدد من السنة وما إنّ يُطل فصل الخريف برأسه على فلسطين، حتى تبدأ مصانع قطاع غزّة بإنتاج حلوى رأس العبد أو "الشَتوي" أو "الكوشة" كما تُسمى محلياً، وذلك لاحتياجها إلى أنّ تكون في بيئة باردة بعيداً عن الحرارة العالية، وهي حلوى لذيذة يُحبها الكبار والصغار معاً ويتناولونها بشراهة كبيرة.

وتمر عملية صناعة حلوى "الشتوي"، بعدة مراحل؛ تبدأ من تجهيز كريمة الخفق المنكّهة بالفانيلا أو القهوة أو النسكافيه، ثم يتم ضخّها على قطعة من البسكويت والمغطاة بطبقة من الشوكولاتة اللذيذة، ويتم تغليفها بأوراق القصدير الرقيقة.

وتتميز رأس العبد بسعرها المتدني ما يجعلها في متناول الجميع، حيث يصل سعر الحبة الواحد نصف شيقل في حين تصل الكرتونة منها لحوالي 8 شواكل، وتُقدّم بعض العائلات الغزية رأس العبد كهدية متواضعة خلال الزيارات، نظراً لتدني سعرها وللأوضاع المعيشية الصعبة التي يُعاني منها قطاع غزّة.

ويتم تصدير هذه الحلوى للضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 ودول الخليج العربي ومنها البحرين، وهي سابقة في عالم التصدير والتي يتم فيها تصدير سلع غذائية مُصنعة في قطاع غزّة إلى دول الخليج، حيث إنَّ السلع المسموح بتصديرها من غزّة إلى الخارج عادةً ما تكون منتوجات زراعية مثل الفراولة والخيار والبندورة، بالإضافة إلى الورد. 

وصناعة الشتوي في غزّة ليست جديدة بل هي امتداد لـ30 عاماً من التميز في هذه الصناعة والتي توارثها الأبناء عن آبائهم والتي جعلت غزّة مميزة بتلك الصناعة.

سبب تسميتها 

وقد اختلفت سبب تسميتها في غزّة وحتى أنه أُطلق عليها عدة أسماء، وقد أرجع البعض أنَّ اسم الشتوي جاء من أنّها حلوى يتم إنتاجها في فصل الشتاء لذلك تم اقتباس الاسم من هذا الفصل، وعن تسميتها برأس العبد فقد شبهها البعض برأس الإنسان الأصلع ذو البشرة السمراء "وهذه الفئة من الناس كانوا يعملون كعبيد عند الأغنياء"، أما اسم الكوشة فلا أحد يعلم ما يعنيه ذلك المصطلح وقالوا إنهم جاءوا إلى الدنيا ووجدوا آباءهم يُطلقون عليها هذا الاسم.  

آراء المواطنين

وكما أسلفنا فهذه الحلوى لا يختص بها الصغار فقط فتجد الكبار أيضاً يشترونها بكميات كبيرة ويتناولونها وذلك لمذاقها الطيب، ولأنّها خفيفة وليست ثقيلة على المعدة.

"أتناولها بكميات كبيرة"

"عبد العزيز"، يقول: "أنا في العادة لا أُحب تناول المأكولات التي تحتوي على سكريات أو حتى تناول الحلويات بشكل عام، لكنني أضعف كثيراً حين أرى كرتونة الشتوي داخل السوبر ماركت فأقوم بشرائها كلها وأذهب بها إلى المنزل وفي طريق العودة أتناول أكثر من نصفها، والمتبقي منها أتركه لأولادي الصغار الذين يعشقونها متلي تماماً".

وأضاف في حديثه لمراسلة وكالة "خبر": "فعلاً نفخر بصناعاتنا الوطنية كثيراً ونسعد حين نسمع من أقربائنا في الخارج أنهم يتناولونها في البلاد الموجودين فيها، وهذا إنّ دلَّ فإنّه يدل على تميز تلك الصناعة".

"أحبها بطعم القهوة" 

"سوزان" وهي مدمنة على شرب القهوة بكميات كثيرة تقول لمراسلة "خبر": "أنا أعشق أيّ شيء فيه طعم القهوة أو حتى مشتقاتها، وحين يأتي موسم الشتوي في غزّة أداوم على شراءه الشتوي بطعم القهوة وان تعذر وجودها فإنني أشتري الشتوي بطعم النسكافيه، إنه حقا لذيذ، وأنا بالعادة أشتري الشتوي بطعم القهوة وأخصصه لي، أما أولادي فأشتري لهم بطعم الفانيلا اللذيذة فيفرحون جدا حين يرونها أمامهم".

وعن رضاها عن جودة المنتج قياساً بالمنتجات التي نستوردها من الخارج، تقول: "أعطيها بنسبة 100% من الجودة والنظافة والطعم، والدليل على صحة كلامي أنّه يتم الآن تصديرها للخارج وتلقى رواجاً كبيراً وحباً من الأشقاء العرب، ونتمنى أنَّ يتم تصديرها لجميع أنحاء العالم ويُكتب علبها صنع في غزة، ليعلم العالم أنَّ غزّة لديها مصانعها والأيدي العاملة القادرة على منافسة المنتجات العالمية".

"أسعارها في متناول الجميع"

وحول مدى رضا المواطن عن أسعار حبات الشتوي وهل يستطيعون شرائها لأولادهم، يقول محمود عزيز: "سعرها قياساً بالحلويات المصنعة في الصين والمضرة للجسم لا يذكر، شو يعني الحبة بنص شيكل، أولادنا بدل الشيكل بيصرفوا اتنين، وبنكون طول الوقت خايفين يشتروا حلويات من الصين أو ببلاد مش عارفين قرعة أبوهم من وين، وكلها دمار ومواد مسرطنة على المدى البعيد، فوجود الشتوي يعطينا شوية راحة من عناء التفكير أنه أولادنا ممكن يتناولوا منتجات لذيذة ومش مضرة بالإضافة لإنه سعرها الكل بيقدر يشتريه". 

أما عن أمنيته فيما يتعلق بإنتاج الحلوى في غزّة، يقول: "غزة ما بينقصها اشي، موجود فيها مصانع كبيرة وقادرة تنتج أي نوع من الحلويات وما شاء الله موجود، احنا صرنا بنصنع البسكوت والشيبس والأسكيمو والشتوي والسكاكر وكتير من الصناعات الي بنفتخر فيها وبنشجعها، لهيك بنتمنى من الحكومة تساعد على تطور هيك صناعات، ولا تفرض عليهم ضرائب كثير وتعطيهم كهرباء بسعر أقل حتى تقدر المصانع إنها تستمر وما تتوقف، وبهيك ما بيكون مصير آلاف العمال البطالة والضياع، يعني باختصار استمرارية عمل المصانع وتصدير منتجاتها راح يحمي مستقبل عائلات بأكملها". 

"أطفال يعشقونها" 

في إحدى رياض الأطفال بشمال القطاع يستعيضون عن بيع السكاكر والحلوى الأخرى بحبات الشتوي بالإضافة للبسكويت الخالي من السعرات السكرية العالية، فيُقبل على شرائها الأطفال ويُفضلون تناول أكثر من حبة، حيث تقول الطفلة لين: "أنا بحب الشتوي كتير، وبأخذ مصرف من ماما شيكل مشان أشتري حبتين شتوي وكمان بس أروح على البيت بطلب من بابا أنه يجيبلنا شتوي وهو مروح من الشغل، بحب طعمها كتير وأكثر شي لما بنوصل للبسكوتة طعمها كتير زاكي".

"أمير" الذي يبتسم على خجل يقول: "بحب الشتوي وبحب الشيبسي، وماما بتوصي المس بالروضة إنها ما تشتريلي مصاص وحلو وشيبس كل يوم بس مرة بالأسبوع، وبتسمحلي آكل الشتوي كل يوم بس حبة وحدة وعلى طول بتخلص، ياريت تحكيلهم يكبروها شوية مشان احنا بنحبها".

وعن عشق المواطنين ومدى رضاهم عن حبات الشتوي المصنعة في غزة، استطلعت مراسلة "خبر" آراءهم عبر موقع "فيسبوك" والتي كانت كالتالي:

 

 

تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها
تقرير: صناعة غزاوية.. حلوى الشتوي يعشقها الكبار والصغار ويُقبلون على شرائها