بقلم: حمزة حماد

فلسطين وعيد أكتوبر الـ50

حمزة حماد
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

لا أخفي عليكم، أشعر بالفخر والاعتزاز بهويتي العربية الفلسطينية، كلما اقتربنا من ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، والتي انتصرت لأمتنا العربية انتصارًا عظيمًا، بعد نكسة حزيران عام 1967م.

جسد هذا النصر روح الانتماء والوحدة العربية ومعانٍ كبيرة، رسم من خلاله لوحة مشرفة للدور القتالي والبطولي للجيشين المصري والسوري، وكل مقاتل من أبناء أمتنا العربية لاسيما المقاومة الفلسطينية، بعدما شاهدنا الفرحة في السادس من أكتوبر لعام 1973م التي على آثرها فوجئ الاحتلال الإسرائيلي وقواته بحالة الاستعداد والتخطيط المُحكم، والعقلية الفذة التي ظهرت خلال إدارة المعركة.

نزلت هذه الحرب كالصاعقة على الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول كسر إرادة الأمة العربية بفوزه في حرب الـ67 وإظهار «إسرائيل» بأنها الدولة التي لا يمكن الانتصار عليها، لكن القوات المصرية والسورية استطاعت أن تستعيد كرامة الأمة ورفع معنوياتها من خلال التنسيق المشترك، حيث تركز الدور المصري على جبهة سيناء، والدور السوري على جبهة هضبة الجولان، ومساهمة عربية بالدعم العسكري أو الاقتصادي.

منذ أن بدأت هذه الحرب في 6 أكتوبر إلى يوم انتهائها في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1973م، و«إسرائيل» تحاول التصدي ووقف التمدد المصري الذي عبر إلى قناة السويس ودمر خط «بارليف» المُحصن، في حين ذكرت مصادر صحفية مصرية أن «جولدا مائير» لوحت باللجوء إلى السلاح النووي لإنقاذ جيشها المهزوم، وإمداد أمريكي بجسر تسليح جوي لإنقاذ «إسرائيل».

يشكل هذا العيد نقطة تحول في تاريخ شعوبنا العربية والمنطقة عامة، ليؤكد أن الوحدة العربية هي كلمة السر في وجه المؤامرات التي تهدف إلى التقسيم وتجزئة المجزأ، وأن فلسطين التي ما زالت مُحتلة ليست وحدها، ويزداد الأمل مع رفرفة أعلامنا العربية فوق أراضينا المحتلة.

نتحدث عن هذا الحدث العظيم، ونحن نعيش ذروة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي فوق أراضينا الفلسطينية المُحتلة التي يعمل على ابتلاعها والسيطرة على مقدراتها وثرواتها الطبيعية، وحسمه من خلال سياسات القتل والتخريب، والإعدامات، والاعتقالات اليومية، وتهويد واقتحام المقدسات، والانتهاك الصارخ للقانون الدولي.

وبالرغم من اشتداد الصراع، إلا أن الفلسطينيين ما زالوا متمسكين بحقوقهم الغير قابلة للتصرف، بل ويجسدون رؤية الراحل عبد الناصر: «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وليؤكدوا أنه مهما طال الزمن أو قصر ستبقى فلسطين أرض عربية والاحتلال إلى زوال.

وتعد حرب أكتوبر الخالدة رمزًا نضاليًا لكل أحرار العالم الذين يأبون الضيم والاستسلام، كما نستلهم منها دروسا في غاية الأهمية لأن نستعيد مجدنا نحو مسار نضالي عربي وفلسطيني ضد نظام «الابارتهايد» الإسرائيلي وإحباط مشروع التطبيع الممتد، ومواصلة مشوارنا الكفاحي بالتمسك بحقوقنا في الحرية والعودة وتقرير المصير، وهذا يتحقق بتطبيق قرارات الإجماع الوطني ودعم المقاومة الصاعدة بالضفة، لا أن يتم التورط والانزلاق نحو مفاوضات وتفاهمات فاسدة تخدم الاحتلال في تعميم التطبيع العربي – الإسرائيلي وتقدم نظامه العنصري، ونبقى نحن نعيش الوهم والسراب.

الأبطال الذين رفعوا راية النصر في هذه المعركة المشرفة يستحقون منا أن نوجه لهم تحية فخر واعتزاز، وأن نسير على خطاهم حتى دحر الاحتلال عن أرض فلسطين واستعادة وحدة وكرامة وتاريخ أمتنا العربية، ونشر السلام القائم على رد الحقوق لأصحابها.