خلال أيام الحرب العدوانية التي تشنها دولة الفاشية المعاصرة بقيادة الثلاثي، نتنياهو، غالانت وغانتس، كشفت جوانب لا يجب ان تمر وسط حجم جرائم حرب غير مسبوقة، تعمل على إزالة معالم الحياة الإنسانية من قطاع غزة، وتركه يغرق في بحر الركام، وكأنه تحقيق لمقولة أحد قادتهم، الذي تمنى أن يصحى ويرى البحر قد ابتلع غزة، فبات الركام يبتلعها.
قبل عقد "هدنة الأيام الأربعة الإنسانية"، أقدمت حماس على إطلاق سراح سيدتين ممن كانوا ضمن "الرهائن"، كمؤشر الى أن عملية الاحتجاز المؤقت، أي كان ما شابها من ملاحظات "عفوية" خلال التنفيذ، يمكنها الذهاب الى سلوك مختلف..وكان مشهد عملية الافراج حدثا سيطر على مختلف وسائل الإعلام العالمية، سلوكا إنسانيا رفيعا، وتقديرا فاق التوقع من المفرج عنهن تجاه من كان خطافيهم.، فيما حاولت حركة الجهاد القيام بخطوة مماثلة ولكن فاشية الفاشيين رفضت، كي لا يعود "المشهد الصافع" ليسطر على ما يرونه "مساحة الكذب العام".
بعد التوصل لاتفاق "الهدنة الإنسانية المؤقتة"، صاحبت ذلك لغة الوعيد والتهديد من قادة الحكم الفاشي، بأن الحرب مستمرة لحظات بعد انتهاء المدة الزمنية، كلام يكشف أن منطق الوجود الكياني قائم على الجريمة سلوكا ومسارا وثقافة، فيما ذهب الفلسطيني، بل والأمريكي مع الطرف العربي المنسق (مصر وقطر)، نحو تفكير إنساني مختلف.
خلال عملية تنفيذ عناصر الهدنة الإنسانية، أكدت دولة العدو، أن الأمر لا يمكنه أن يمر مرورا وفقا ما كان "تفاهما"، رغم قوة أطراف الرعاية والإشراف، فحاولت العمل بكل ما يمكنها تمايزا إجراميا، بدأته تلاعب بقوائم المفرج عنهم في اليوم الأول، ثم تلاعب في اليوم الثاني بمكان الأفراج، خاصة مع الأسيرة إسراء الجعابيص، التي كان لها ان تذهب الى القدس فقرروا أن تبعد من السجن الى رام الله، كعقاب مضاف.
ربما لعبت وسائل الإعلام دورا خاصا – مميزا خال من "التزوير" وهي تنقل عمليات الافراج المتبادل، بين رفح وسجن عوفر، مشهد رفحي يمر بسلاسه واحترام إنساني كامل الأركان، ومشهد إجرامي وثقافة احتلالية كاملة الأركان في سجن باستيلي معاصر.
الحديث عن مقارنة سلوك فلسطيني بآخر احتلالي، كان ضرورة سياسية فكرية تذكيرا بما قالته يوما أورسولا فان دار لاين، رئيسة المفوضية الأوربية المخزونة بعنصرية فريدة، مغلفة بحنين للفاشية الألمانية، خاصة وهي وريثة ثقافة حزب لا زال بداخله جين من بقايا النازية، قبل أشهر تمجيدا لدولة الفاشية اليهودية.
العنصرية فان دار لاين، بعد مرور 75 عاما على اغتصاب فلسطين التاريخية وإنشاء دولة الكيان، قالت بأن "إسرائيل هي نبض الشرق الأوسط، وأنها "جعلت الصحراء تزهر"..مقولة لا تكشف عمق الكراهية للفلسطيني والعربي، بل كم الجهالة التاريخية حول المنطقة، عبارة لخصت بها "درجة من الاحتقار الفريد"، كان يجب أن يرى رد فعل عربي فلسطيني يتجاوز بيانا ساذجا، ثم تستقبل بكل ترحاب احتضان.
بالتأكيد، الحرب العدوانية على قطاع غزة، لم تكشف عورات العنصرية فان دار لاين فحسب، بل انها حاولت جاهدة في الأيام الأولى أن تبدو أنها قائدة في الحرب، كما بايدن وماكرون قبل ان يدرك غباءا متسرعا، ما أدى الى قيام ما يزيد على 800 من العاملين بالمفوضة الأوروبية رفض مواقفها العنصرية.
خلال 48 ساعة من أيام الهدنة المؤقتة، رد الفلسطيني بسلوكه العملي على مخزون العنصرية والحقد والكراهية التي تمتلكها فان دار لاين نحو العربي كعربي ونحو الفلسطيني كفلسطيني وكعربي، بأن الحضارة التي أرادها هتلر هي اليوم التي يريدها حكام دولة الكيان، ومن يقف معهم.
أكدت دولة الكيان، بأنها تعمل على ثقافة "التصحير الإنساني" وليس "ازدهار الصحراء الإنساني"..ثقافة استئصال نبض الإنسان من الحياة بكل مظاهرها...وتلك الرسالة الأبرز التي يجب ان تصل للموبوءة بكراهية الإنسان أورسولا.
ملاحظة: مجددا تبرز الفوضى والعشوائية بل والتحيز الحزبي في مسألة توزيع "المساعدات الإنسانية" في قطاع غزة...الناس مش ناقصة هم وغم ..اللي فيهم مكفيهم..غياب وجود لجان شعبية مشرفة سلاح من يريد "أكل السحت"...ما تستعجلوا نصيبكم المنيل..جاي جاي.
تنويه خاص: بعض مسؤولي المسميات الفصائلية مصرين على استفزاز عمق الإحساس الإنساني لأهل قطاع غزة..الواحد فيهم مزبط حالة من كل شي ومع أول هاتف إعلامي بيقلك العدو لم يحقق أي شيء..طيب ليش لساتك قاعد في جورة تحت الأرض...يا بتسكت خالص يا بتطلع خالص.