مع دخول المنخفض الجوي وتساقط الأمطار بغزارة على قطاع غزة، تتزايد مخاوف الفلسطينيين من فيضان مياه بركة "الشيخ رضوان" شمال مدينة غزة.
وتعد بركة الشيخ رضوان أكبر مكان لتجميع مياه الأمطار في مدينة غزة، إلا أن تدمير جيش الاحتلال لخطوط الصرف الصحي الناقلة أدى إلى تسرب المياه الملوثة إليها ما يهدد حياة الكثير من الأهالي.
وفقدت بلدية غزة القدرة على تقديم الخدمات الأساسية بالمدينة بسبب استمرار العدوان ونفاد الوقود واستهداف جيش الاحتلال لمعظم معداتها ومقراتها، ما أدى إلى توقف تصريف المياه من البركة.
ويخشى الفلسطيني محمد الخضري الذي يقطن في حي المنارة المجاور للبركة، من فيضان مياهها وإغراق المنطقة بأكملها، خاصة في ظل انعدام الإمكانيات لتجنب هذا السيناريو الكارثي.
ويقول الخضري: "هذه البركة تمتلئ بالمياه في كل عام، حتى إن فيضان المياه المتجمعة بها عام 2013، أدى إلى وصول المياه إلى الطوابق الأرضية والأولى في المنازل السكنية".
ويضيف: "القصف الاسرائيلي لهذه المنطقة وتدمير مساحات واسعة منها سيفاقم الكارثة في حال عدم تداركها، وفيضان المياه باتجاه منازل المواطنين".
ويشير إلى توقف مضخات بركة الشيخ رضوان بفعل نفاد الوقود، مطالباً الدول العربية بالتدخل وإيجاد حل لهذه المشكلة المتكررة في حي المنارة.
أما المسن نائل اليازجي الذي يسكن قرب البركة أيضاً وتعرض منزله لأضرار جزئية كبيرة جراء القصف الإسرائيلي لمحيطه قبل عدة أسابيع، فيؤكد أن كارثة محققة ستقع حال فيضان مياه بركة الشيخ رضوان نظرًا للكثافة السكانية في تلك المنطقة.
ويبين اليازجي أن الدمار والقصف الإسرائيلي المكثف الذي استهدف المنطقة أدى إلى نزوح أعداد كبيرة، لكن لا تزال هناك أعداد من السكان والنازحين أيضاً.
وأعرب عن مخاوفه من تساقط الأمطار بغزارة والتسبب في فيضان مياه البركة المخلوطة بالصرف الصحي، ما سيتسبب بمكاره صحية وبيئية وانتشار الأمراض.
من جانبه، حذر متحدث بلدية مدينة غزة حسني مهنا، من خطورة فيضان بركة الشيخ الرضوان، وإغراق مئات المنازل المحيطة بمياه الصرف الصحي، بعد أن وصل منسوب المياه المتجمعة إلى مستويات حرجة.
وقال مهنا، إن "استمرار تساقط الأمطار على مدينة غزة ليوم واحد أو يومين، سيؤدي حتماً إلى فيضان مياه البركة والتسبب في خسائر فادحة سواء أكان في الأرواح أو الممتلكات وتعميق الأزمات الصحية والبيئية".
وأضاف: "هذه البركة مخصصة لتجميع مياه الأمطار لكن استهداف الجيش الإسرائيلي لخطوط الصرف الصحي الناقلة في المناطق المحيطة أدى إلى تسرب مياه الصرف الصحي إليها واختلاطها بمياه الأمطار وتلويثها".
وأوضح أن نفاد الوقود اللازم لتشغيل مضخات البركة من أجل ضخ وتفريغ المياه باتجاه شاطئ البحر يزيد الأوضاع خطورة وتعقيدًا، مؤكدًا أن البلدية لم تستلم أي كميات من الوقود منذ نوفمبر الماضي.
وطالب متحدث البلدية، المؤسسات الدولية والأممية بضرورة التدخل العاجل وتوفير الوقود اللازم لتشغيل مضخات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي وتدارك الأزمة.
المصدر: الأناضول