كثير من الأطفال يحسون بمشاعر متضاربة تجاه والديهم، عند وصولهم لسنوات المراهقة؛ تترجم مابين رفض لكل توجيهاتهم وإرشاداتهم، واللجوء للأصحاب والاندماج معهم،أو الانعزال في غرفهم وحدهم.
وأصعب ما تكون عندما تُغلف تلك التصرفات بمشاعر كره وصد تجاه الأم الحبيبة، أو الوالدين عموماً! حينها تطلق الأم صرخة خافتة تنطلق من قلبها، غير مصدقة؛ "ابني يكرهني" تكررها بحسرة، متسائلة في حيرة: لماذا تسوء علاقة الطفل بوالديه في مرحلة المراهقة؟
وللإجابة كان لابد من التعرف على معالم شخصية الابن في مرحلة المراهقة،واتباع خطوات للتقرب من المراهق، اللقاء وأستاذة الطب النفسي الدكتورة فاطمة الشناوي؛ للشرح والتفسير.
الاستقلال العاطفي للمراهق
سيدتي الأم: قبل ان تشعري بالرفض والكره من جانب ابنك المراهق، عليك إدراك وتفهم أن هناك حداً فاصلاً بين الكره الذي تشعرينه والاستقلال العاطفي الذي يسعى إليه ابنك المراهق.
وتحليل ذلك أن المراهق يميل بشكل طبيعي إلى الانفصال عن والديه والسعي للاستقلال النفسي، فيما يجب على الأم؛ استيعابهم والتعامل معهم حتى لا يتحول الاستقلال العاطفي إلى كراهية.
والاستقلال العاطفي هو الانفصال النفسي والاجتماعي للمراهق عن والديه، وهو جزء من عملية إدراك الذات وتحديد متى وكيف سيكون فرداً بالغاً؟
في تلك المرحلة تلعب الهرمونات دوراً كبيراً في الحالة النفسية والمزاجية والعاطفية للمراهق، الذي يتمرد على التبعية، ويصبح الأصدقاء هم الأهم.
ويحاول أن يصبح شخصاً منفصلاً عن الأشخاص الذين سيطروا على كل جانب من جوانب حياته تقريباً حتى الآن، وتأتي الأم في المقدمة، وبالتالي، عندما يبدأ في الانفصال عنك يبدأ في انتقادك، وتحديد أي من سلوكياتك يعجبه وأي منها لا يحبه.
نصائح للتعامل مع المراهقين
-
متغيرات المراهقة
كل شخص بالغ يمكنه إدراك أن المتغيرات التي تحدث في سنوات المراهقة واحدة، لكن تعامل كل أم هو الذي يحدد إذا كانت ستمر تلك المرحلة بطريقة أسهل وأسلم، أم ستزداد الأمور تعقيداً وتصل إلى حد كره الابن لأمه.
-
الأمر لا يتعلق بك
يمكن للمراهقين قول بعض الأشياء التي يصعب سماعها،عبارات يمكن أن تكون متطرفة، وغالباً ما تكون هناك بعض الحقيقة التي يمكن أن تجعلها أكثر إيلاماً.
في تلك المرحلة قد تميلين إلى الشعور بأنك الضحية وتنغمسين في أفكار، مثل "هل كنت حقاً بهذا السوء؟"، "ألا تستطيع أن تسامحني فقط؟"، "لماذا لا يفهم كل ما فعلته من أجله؟"، متناسية أن تلك المرحلة تتميز بالمبالغة العاطفية.
لا تلقي بالاً لما يقوله ابنك المراهق، لكن لا بد من التفكير فيه ومراجعة تصرفاتك.
يمكنك مساعدته من خلال التعاطف والاهتمام بنفسك وبه، وليس بإنكار مشاعره الطبيعية والغاضبة، وتوفير المساحة التي يحتاج إليها ليشعر بما يشعر به ويتغلب على مشاعره بقوة ومرونة.