بقلم: ناحوم برنياع
التقيتُ وزير الاستيعاب، زئيف الكين، في الكنيست، الاربعاء الماضي. ويعتبر الكين صاحب الوزن الاكبر في الحكومة، وهذا المديح لا يقول الكثير. خلال الاسبوع حاول الكين اقتراح قانون يسمح بإقالة اعضاء كنيست من منصبهم. وحينما التقيته كان على قناعة أن الانتصار في الطريق. «تعودوا»، قال لي. «اليمين يُشرع». رغم العقل والتجربة الطويلة له في الألاعيب البرلمانية فان الكين لم يفهم ما فهمه كل شخص في المقصف: لن يمر القانون. الكثير من اعضاء الائتلاف يخشون من أن تهديد الإقالة سيوجه ضدهم. أغلبيتهم عملوا بجهد من اجل الوصول الى الكنيست: المقاعد فاخرة بالنسبة لهم، والحصانة مطلقة. ليس ثمة سبب يدعوهم لوضع منصبهم موضع الشك.
كان نتنياهو هو الشخص الذي وقف من وراء قانون الإقالة ، رداً على لقاء اعضاء الكنيست من «بلد» مع اقارب «المخربين». وكعادته كان الاول الذي رأى، الاول الذي أثار الضجة، والاول الذي تراجع. يوجد برق ورعد لكن لا توجد أمطار. افيغدور ليبرمان، الذي أخذ منه نتنياهو الناخبين، اعتبره في نهاية الاسبوع «مخادعا». المخادع هو الذي يعطي شيكات بدون رصيد. واذا كان الخيار بين الكين الذي يسعى بجدية الى تغيير الحكم، فان نتنياهو الذي يكتفي بالخداع الكلامي، سختار نفسه وليس الكين.
الكين يزعم أن اعضاء في القائمة العربية المشتركة قالوا له في نقاشات خاصة أنتم ملزمون بفعل شيء ضد «بلد». تصريحاتهم «المتطرفة» تحظى بالمجد، ونحن ننجر وراءهم. صحيح أن «بلد» تنشئ مشكلة للعرب، وتُفشل شركاءها في القائمة المشتركة وكذلك الوسط الذي تمثله، لكن ايضا هناك العائلات التي تريد دفن جثامين أبنائها. ولو لم تكن «بلد» موجودة لقام اليمين الاسرائيلي باختراعها.
ذهبتُ، الاسبوع الماضي، الى باسل غطاس، أحد اعضاء الكنيست الثلاثة من «بلد»، وسألته: لماذا ذهبتم للقاء؟ فأجاب: لأسباب إنسانية. لماذا وقفتم دقيقة صمت؟ سألت. لأنه يتم الوقوف دائما، أجاب. لماذا تفاخرتم باللقاء على صفحات الفيس بوك؟ سألت. حاول غطاس إبعاد المسؤولية عنه. قال في البداية ليس نحن فقط. محمد سعدي ايضا أراد المجيء وتأخر صدفة في الكنيست. وكان النشر عن طريق الخطأ: «كنا ننوي العمل بصمت، لكن يوجد بيننا متطوع واحد. شاب، رأى صورتنا في الشبكات الاجتماعية، وتحمس وقام بنشرها في الفيس بوك دون أن يسأل أحداً.
لقد قال لي ما هو اسم المتطوع. وبعد بضع ساعات طلب مني عدم ذكر اسمه. قلت له ألم ترغبوا بالنشر؟ لكنكم تصورتم بالفيديو. فقال دائما يتم أخذ الصور. وبعد يوم أرسل لي رسالة تفاخر فيها أنه في أعقاب العاصفة انضم شبان عرب الى حزبه. مثل الكثير من السياسيين في الوسط الاسرائيلي، هو ايضا أراد أكل الكعكة وابقاءها كاملة.
الساذج فقط يصدق أن دوافع إنسانية فقط هي التي كانت وراء زيارة اعضاء «بلد». الاستفزاز هو من صلبهم. ومع ذلك لم يتجاوزوا القانون. «من يقف دقيقة صمت للشهداء فهو في نظري يساعد الارهاب»، قال الكين. بهذه الطريقة يمكن اتهام كل من يثير الاستفزاز بمساعدة «الارهاب»، بما في ذلك الكين نفسه، حينما يذهب الى الحرم.
المسؤول عن وجود «بلد» في الكنيست هو اليمين. إن قرار رفع نسبة الحسم من 2 في المئة الى 3.25 في المئة، كان يهدف الى اخراج العرب. وخلافا لتقديرات ليبرمان، الذي كان من وراء التشريع، فقد توحد العرب، وهكذا فازت «بلد». من المشكوك فيه أنها كانت ستستطيع دخول الكنيست لو كانت الانتخابات الأخيرة حسب نسبة الحسم السابقة. دافيد بيتان من «الليكود» يحاول تجنيد اغلبية في الكنيست الحالية من اجل اعادة نسبة الحسم السابقة على أمل أن ينقسم العرب مجدداً. الفرص ضعيفة: آريه درعي، الذي يخشى من قائمة منافسة لايلي يشاي، يستخدم الفيتو.
اللقاء الذي تم تصويره مع عائلات «المخربين» يشمل دقيقة صمت لذكرى الشهداء. وسيعود ويطرح على البرنامج اليومي في الانتخابات القادمة. رؤساء القائمة المشتركة يجب عليهم أن يقرروا هل يدخلون «بلد» معهم أم لا. اذا كانت «بلد» معهم فهم يعرضون أنفسهم للشطب من لجنة الانتخابات أو فقدان السيطرة على الحركة في الكنيست القادمة، واذا كانت «بلد» خارج القائمة فسيخسرون المقاعد.
في هذه الاثناء ستتواصل اقتراحات القوانين من اليمين. ولن نعرف اذا كانت هذه خدعة اخرى لحرف الانظار أو خطوة اخرى على طريق ضياع الديمقراطية.
عن «يديعوت»