لا بد بعد الصبر من تمكين.. فقد ظُلم في السجن من قبله كثيرين .. وهذه هي الحياة، فالصعاب بها تهون في التهوين .. ولا بد لفجر الحرية أن يحين ..
الأسير مُحمد القيق المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً على التوالي، احتجاجاً على اعتقاله الاداري ، يرقد الآن في مستشفى العفولة الصهيوني ، وهناك تحذيرات طبية جراء تعرضه لجلطة خفيفة نتيجة التدهور المستمر في وضعه الصحي، وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أرجأت النظر في قضيته، عقب مماطلة طوال يوم أمس، وفي ظل اجتماعات فردية عقدها القضاة مع النيابة العامة الإسرائيلية وممثلين عن أجهزة المخابرات خلال الأيام الماضية للبحث في طلبه، رفضت طلب القيق نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله وإلغاء الاعتقال الإداري، وقررت إبقاءه في مستشفى العفولة.
وبحسب محللين فإنه لم يسبق أن عقدت المحكمة العليا أربع جلسات مطولة حول قضية اعتقال إداري.... هذا يدل على الأزمة التي واجهت القضاة في هذا الملف.
التقصير بحق القيق
صاغ التاريخ أحرفه ُ بصبرهم .. وتبددت القضبان والأغلال بصمودهم .. أبطال الأمعاء الخاوية يفتحون أحضانهم استقبالاً للأسير القيق إلى قائمة المدافعين عن حقوق الأسرى جميعاً.
هذا البطل- القيق- يستحق كل الدعم والمساندة , ولا اختلاف على هذا، ولكن لماذا لم ترتقِ قضيته إلى مستوى الاهتمام الذي حظي به الأسرى المضربين من قبله أمثال خضر عدنان والعيسوي وغيرهم.
في هذا الإطار، يقول القيادي في الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل" لـ " خبر" : كل ما نقدمه وما يقدمه الاعلام هو جزء قليل مما يستحقه القيق الذي يعيش حالة الموت البطيء، مضيفاً: أن على الاعلام أن يجعل من القيق قضية مشتعلة باستمرار، ولا يتوقف عن فضح ممارسات العدو الاجرامية تجاه أسرانا من اعتقال اداري واهمال طبي.
وفي سياق التقصير، قال تيسير البرديني المفوض العام للأسرى والمحررين بحركة فتح وعضو الهيئة القيادية العليا لـ " خبر ": أن هيئة شؤون الأسرى ممثلة بالوزير عيسى قراقع فعل الكثير من اجل ابراز القضية مضيفاً :" لاحظنا تصريحاته الكثيرة بخصوص متابعة قضية القيق عن كثب .
وأضاف البرديني : هناك تقصير من الفصائل الفلسطينية بشكل عام، لأن المسئول عن التضامن هو مؤسسات تضامنية مع الاسرى وحقوقية أما على المستوى التنظيمي والفصائلي هناك تقصير كبير، مناشداً الفصائل زيارة الخيمة للتضامن مع القيق الذي بحاجة لكل جهد ولكل صحفي للتضامن معه.
من المسئول ؟
وفي سياق المسئول عن إبقاء القيق حتى هذا الوقت دون دفع قضيته للأمام , يقول " المدلل " أن السلطة تتحمل المسئولية الأكبر في إبقاء القيق إلى هذه اللحظة يعيش الموت، وعليها أن تتقدم لدفع قضيته إلى الأمام والضغط من أجل الافراج وانهاء الملف الأسود المسمى بالاعتقال الاداري .
وأضاف : كل فلسطيني يتحمل المسئولية تجاه القيق لأنه يدفع باتجاه انهاء الملف الاداري كسابقيه " خضر عدنان والعيساوي وهناء شلبي ."، وعلى الجميع أن يتقدم للدعم والمساندة من كافة أطياف الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن على الفصائل التأكيد للقيق ولكل الأسرى أن معركتهم هي معركة الفصائل ذاتها، وعلى كل فلسطيني أن يصرخ في كل مؤسسة و شارع مؤكدين للقيق انه لن يتركوه وحيداً يواجه القتل.
وبارك" البرديني" أي خطوة من الخطوات التي تُتخذ من أجل الاسير القيق، مشيراً إلى أنه في هذه الأثناء يوجد في الصليب خيمة اعتصام تضم مجموعة من لجنة الاسرى والقوى الوطنية والاسلامية و مجموعة لا بأس بها من الصحفيين، تضامناً مع القيق.
وأشار إلى أن المسئولية والتقصير هي مسئولية جماعية تبدأ من السلطة والفصائل والمؤسسات الحقوقية وحتى الجامعات والمتضامنين والنشطاء، فالجميع مسئولين ومقصرين بهذه القضية، مؤكداً أنه لا يجب تحميلها لطرف معين.
التضامن الالكتروني أكثر ما يمكن تقديمه ..
ربما لا يستطيع المواطن العادي أن يقدم إلا التضامن، وبالنسبة لغزة فإن أكثر ما بوسعها أن تقدمه في مثل حالتها المأساوية أن تنظم حملات تضامن على أرض الواقع
وإلكترونياً ، حيث كانت أغلب تغريداتهم استنكاراً لصمت القيادة وعدم بذل جهدها لفك أسره، وخجلاً مما يحدث، فهم يعيشون حياة طبيعية وأخاهم في الوطن يصرخ ألماً وبات أقرب للموت من الحرية.