ذكرت وكالة رويترز اليوم (الجمعة) أن قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني التقى الشهر الماضي مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت وحثه على تجنب حرب شاملة مع إسرائيل. وهو اللقاء الثالث بين الطرفين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وورد أيضاً أن نصر الله توسل خلال اللقاء إلى قاآني قائلاً: "هذه حربنا، ولا نريد توريط إيران في حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة". واتفق الجميع عند ختام اللقاء على أن إسرائيل هي المعنية بتوسيع الحرب، و"علينا تجنب الوقوع في هذا الفخ الذي يبرر بقاء المزيد من الجنود الأميركيين في المنطقة".
وقال مصدران مطلعان على مواقف الحكومة في طهران لرويترز إن إيران وحزب الله يدركان التداعيات الوخيمة للحرب في لبنان ويدركان أيضا أنها تجلب معها خطر الانتشار الذي سيؤدي أيضا إلى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وقالت مصادر أمريكية وإسرائيلية لرويترز إن إيران تريد تجنب عواقب الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع في حديث مع رويترز إنه يبدو أن إيران غير معنية بحرب شاملة - وشدد أيضا على رد طهران "المنضبط" على الرد الإسرائيلي على مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقال المصدر "يبدو أنهم يشعرون أنهم يواجهون تهديدا عسكريا حقيقيا. لكن هذا التهديد يحتاج إلى أن يصبح أكثر مصداقية".
وقالت مصادر إيرانية نقلتها رويترز إنه إذا شنت إسرائيل هجوما ضد لبنان وحزب الله، فقد تجد طهران نفسها مضطرة إلى زيادة استخدامها للقوات التابعة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أمني إيراني إنه رغم أن ثمن مثل هذا التصعيد سيكون باهظا للغاية بالنسبة لهذه التنظيمات، إلا أن التدخل المباشر من جانب طهران قد يخدم مصالح إسرائيل و"يبرر بقاء القوات الأمريكية في المنطقة"، على حد تعبيره.
وعقد الاجتماع بعد فترة وجيزة من زيارة قاآني لبغداد ونقل رسالة إلى الميليشيات الموالية لإيران لوقف الهجمات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا مؤقتا، وبحسب مصادر إيرانية تحدثت لرويترز فإن إيران فهمت أنه في حالة التصعيد وعليها أن ترد بقوة أكبر.