كشف مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاصيل رؤية "غزة 2035"، مع مخططات محتملة لما سيكون عليه القطاع بعد نحو 11 عاما.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مكتب نتنياهو، قوله إن الوثائق التي صدرت الجمعة، هي "محاولة من رئيس الوزراء لتحقيق سلام دائم، وإعادة دمج غزة في الاقتصاد الإقليمي من خلال البنية التحتية الكبيرة والاستثمارات الاقتصادية".
وحددت الخطة هدفا رئيسيا لإعادة إعمار غزة بشكل عصري وحديث، بهدف "تخفيف سياساتها".
ووصف مكتب نتنياهو قطاع غزة بأنه "موقع استيطاني إيراني يخرب سلاسل التوريد الناشئة، ويحبط أي أمل مستقبلي للشعب الفلسطيني".
كما سلطت الخطة الضوء على المكانة المركزية التاريخية التي احتلتها غزة في طرق التجارة بين الشرق والغرب، حيث تقع على كل من طرق التجارة بين بغداد ومصر وطرق التجارة بين اليمن وأوروبا.
3 خطوات
تحدث مكتب نتنياهو عن ثلاث خطوات كشرط لنجاح رؤية نتنياهو عن "غزة 2035"، وقال إنه من المقرر أن تستمر الخطوة الأولى، التي تحمل عنوان (المساعدات الإنسانية)، لمدة عام كامل، يقوم الاحتلال خلالها بإنشاء مناطق آمنة خالية من سيطرة حركة حماس، بدءاً من الشمال وانتشاراً ببطء نحو الجنوب.
وتابعت أن ست دول عربية ستقوم بالإشراف الكامل على المناطق الآمنة، وتوزيع المساعدات، تحت إدارة فلسطينية محلية.
والدول الست هي "السعودية، الإمارات، البحرين، الأردن، مصر، والمغرب".
وستحدث المرحلة الثانية في السنوات الخمس إلى العشر القادمة. وتهدف الخطة إلى نقل المسؤولية الأمنية الإسرائيلية إلى إسرائيل، في حين سيقوم التحالف العربي بإنشاء هيئة متعددة الأطراف تسمى هيئة إعادة تأهيل غزة للإشراف على جهود إعادة الإعمار وإدارة الشؤون المالية للقطاع، بحسب ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست".
ولفتت إلى أن فلسطينيي غزة هم من سيكونون في واجهة إدارة القطاع، بالتنسيق مع برنامج "مكافحة التطرف".
لحكم الذاتي
تحدثت الخطة عن المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي تسمى "الحكم الذاتي"، والتي تعطي الحق للاحتلال الإسرائيلي بـ"التصرف ضد التهديدات الأمنية".
وسيتم نقل السلطة ببطء إما إلى حكومة محلية في غزة أو إلى حكومة فلسطينية موحدة (بما في ذلك الضفة الغربية). ومع ذلك، فإن هذا يتوقف على نجاح "نزع التطرف ونزع السلاح في قطاع غزة، وسيكون خاضعًا لاتفاق جميع الأطراف"، بحسب الخطة.
وجاء في الرؤية التي قدمها مكتب نتنياهو، أن الهدف من هذه الخطوات هي انضمام الفلسطينيين بشكل كامل إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل "اتفاق أبراهام".
ما بعد حماس
زعمت خطة نتنياهو أن أهالي قطاع غزة سيعيشون برغد ورفاه بعد انتهاء حركة حماس، حيث تشمل الخطة إعادة إعمار القطاع بتصاميم حديثة وجذابة.
وتابعت "بالنسبة لسكان غزة، فإن أكبر المزايا بعد انتهاء سيطرة حماس ستكون الاستثمار الضخم في القطاع وفرص العمل الضخمة، فضلا عن المسار لإعادة التوحيد مع الضفة الغربية وتحقيق الحكم الذاتي".
وتشمل المزايا الرئيسية لدول الخليج المطبّعة، حرية الوصول دون قيود إلى موانئ غزة على البحر الأبيض المتوسط، من خلال السكك الحديدية وخطوط الأنابيب.
وتقول الخطة أيضًا إنه إذا نجح مثل هذا التدخل في غزة، فمن الممكن أن يتكرر في اليمن وسوريا ولبنان.
تشمل الخطة أهدافا أبعد من ذلك، حيث يطمح نتنياهو أن يتم ربط "نيوم" السعودية، وسيناء المصرية، بقطاع غزة من خلال المشاريع الضخمة.
وتابعت أنه في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها، فمن الممكن أن يعمل ميناء غزة كميناء صناعي مهم على البحر الأبيض المتوسط، وسيكون بمثابة المركز الرئيسي لتصدير البضائع الغزية، وأيضًا النفط السعودي والمواد الخام الأخرى من الخليج.
وتدعو الخطة أيضًا إلى إنشاء منطقة تجارة حرة ضخمة تغطي سديروت وغزة والعريش، "مما يسمح لإسرائيل وغزة ومصر بالاستفادة من الموقع بشكل تعاوني" بحسب مكتب نتنياهو.
ومن خلال الجمع بين الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية وتكامل المنطقة، فإن حقول الغاز المكتشفة حديثًا شمال غزة ستساعد في دعم الصناعة المزدهرة.
كما سيتم بناء حقول للطاقة الشمسية في سيناء إلى جانب محطات تحلية المياه التي ستساعد في تعويض تغير المناخ.
ولفت مكتب نتنياهو إلى أن "إحدى الأفكار التي طرحتها الخطة هي تحويل غزة إلى مركز رئيسي لتصنيع السيارات الكهربائية. والأمل هو أن كل هذا التكامل يمكن أن يحول ليس غزة فحسب، بل العريش وسديروت أيضًا إلى منافس للتصنيع الصيني الرخيص".
بدورها، تواصلت “عربي21” مع السلطة الفلسطينية، وحركة حماس للحصول على رد بشأن مخطط نتنياهو، ولكنها لم تتلقى ردا، وفي حال أرسلت الرد سوف يتم تعديل هذا النص ليتضمن موقفها.