أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، على أن دولة الاحتلال تسعى لفرض هيمنتها غير الشرعية على قطاع غزة لسنوات قادمة.
ولفت إلى أن صور الأقمار الصناعية وإيفادات اهلنا في الميدان تكشف عن مخطط عسكري منهجي احتلالي تنفذه قوات الإبادة الجماعية الإسرائيلية عبر تدمير المنازل وتجريف مساحات شاسعة من الأراضي وإنشاء بنية تحتية تمكنها من فرض هيمنتها العسكرية والأمنية على القطاع.
وأضاف دلياني، أن دولة الاحتلال تسعى عبر هذا التدمير الممنهج ذات الابعاد الاستراتيجية إلى تغيير المشهد الجغرافي والديمغرافي في غزة، مشيرا إلى إن إنشاء "منطقة عازلة" بعرض كيلومتر واحد على طول المحيط الشرقي لغزة، تشمل ما يقرب من 16 بالمائة من أراضي غزة، هي جريمة صارخة لفرض التهجير الدائم لآلاف العائلات الفلسطينية، لافتا إلى إن دولة الاحتلال الإجرامية عازمة بشكل لا لبس فيه على شل القطاع الزراعي الهش بالفعل في غزة، وقطع شريان الحياة للعديد من الأسر الفلسطينية.
وبيّن أن المخطط الاحتلالي يستهدف بمحو الوجود والتاريخ والتراث الفلسطيني بشكل منهجي من الأرض، وتمتد تداعيات هذه المخطط الحربي الإجرامي إلى ما هو أبعد من النزوح المباشر، موضحا أن بناء ممر نتساريم - وهو طريق يبلغ طوله 6.5 كيلومترًا ويقطع غزة من الشرق إلى الغرب - يجسد أيضًا النية الإسرائيلية لتقسيم القطاع إلى قسمين، وخلق كانتونات وخنق أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية في فترة ما بعد حرب الابادة الجماعية.
وقال دلياني: "إن أعمال البناء واسعة النطاق على طول ممر نتساريم، بما في ذلك أبراج الاتصالات، تؤكد على التحرك المحسوب لجيش الاحتلال من أجل تعزيز السيطرة والمراقبة على شعبنا "، مؤكداً على أن "ما نشهده هو تحول غزة من سجن بلا سقف إلى سجن بلا سقف به كامل أجهزة الاحتلال العسكري للمراقبة والسيطرة والقمع.
وأشار إلى أنه تاريخياً احتفظت دولة الاحتلال بمنطقة عازلة أصغر مساحةً، وفرضت عليها إجراءات قمعية ضد شعبنا، لافتاً إلى أن مسيرة العودة الكبرى لعام 2018 التي جسدت شكل من أشكال نضال شعبنا المستمر ضد هذه الإجراءات القمعية،
مؤكداً على أن اليوم تشكل المنطقة العازلة الموسعة مناورة استراتيجية لتعزيز موقف إسرائيل التفاوضي في أي عملية سياسية مستقبلية.
وأوضح دلياني، أن التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح وما يتلو ذلك من تهجير لسكانها يسلط الضوء على السياسات الاستعمارية المستمرة، التي تتجاهل النداءات الدولية، لتواصل دبابات الاحتلال توغلها مخلفة ورائها معاناة إنسانية مستمرة دون رادع من قبل المجتمع الدولي.
وشدّد دلياني، على أن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال، وتجسيد حقوقنا الوطنية.