فكرة أن يكون الشخص هو الأفضل تسيطر على كثيرين، سواء كان ذلك في العمل أو في البيت مع الأطفال أو في العلاقة مع الزوجة أو الزوج، ولا شك أن حلم كل أم هو أن ترى أبناءها ناجحين دراسيًا واجتماعيًا، وقد يدفعها هذا الحلم أحيانًا إلى الضغط عليهم، بل وعلى نفسها أيضًا كي تسير الأمور بشكل مثالي، وأن يبدو كل شيء رائعًا وكما ينبغي له، فنجد بعض الأمهات يقسون على أبنائهم في الدراسة ويزدن عدد ساعات المذاكرة، إلى جانب حرمانهم من أوقات فراغهم، بل ومن إجازاتهم الأسبوعية وتخصيصها لأمور ذات صلة بالدراسة، ظنًا منهن أن ذلك سيجعل منهم أشخاص أفضل ويُزيد من تحصيلهم الدراسي.
لكنهن لا يُدركن أنهن بذلك يحرمن أطفالهن من حقهم في ممارسة هوايتهم المفضلة وتفريغ طاقاتهم في أنشطة ورياضات مفيدة، قد تُساعدهم على زيادة التحصيل وتنشيط الذهن، وجعلهم أشخاص أسوياء في المجتمع، وعلى العكس نجد بعض الأمهات يفرضن على أبنائهم ممارسة رياضات معينة دون غيرها وإرهاقهم بتمرينات أسبوعية لا تحفزهم ولا تُفرغ طاقتهم لمجرد تحقيق رغباتهم الشخصية متجاهلات رغبة أطفالهن وميولهم، وهذا ما يُسميه البعض الهوس بالمثالية أو بالدرجة الأولى دائمًا.
فالأمهات والآباء الذين يسعون إلى المثالية يتوقعون الكمال من أنفسهم ومن أبنائهم، ويشعرون باليأس والإحباط عند عدم تحقيق هذا الكمال، فالحياة عندهم "إما الكمال أو الفشل المطلق"، فينظرون على أي إنجاز قام به الطفل على إنه أمرًا غير مهم، لأنه لم يُلبي توقعاتهم، ويضخمون أخطاء الطفل ما يجعله يكبر وداخله شعور عميق بالفشل وضعف الثقة والذنب.
والمثالية لا تقتصر على الدراسة والرياضة، حيث تبالغ بعض الأمهات في الاهتمام بمظهر أطفالهم، وأنهم يجب أن يظهروا بالمظهر اللائق من منظورها، ما يجعل الطفل يكبر وهو فاقد القدرة على تمييز اختيار ما هو أفضل له.
وفيما يلي، بعض النصائح التي قد تساعد الأمهات في التغلب على المثالية: