حتى لا يقع ضحية "المشاركة المفرطة".. 10 نصائح لحماية طفلك قبل نشر صوره على الإنترنت

علي-باقري-1718188081.jpeg.webp
حجم الخط

وكالة خبر

قد يجد البعض صعوبة في مقاومة نشر صور أطفالهم الصغار على الإنترنت، بداية من صورة السونار التي تعلن قرب قدوم المولود الجديد، وصولا إلى كل لفتة صغيرة تستحق فخر الوالدين، وتشعل فيهم الرغبة في المشاركة.

لكن نشر المحتوى الرقمي عن لحظات الأمومة أو الأبوة، أو ما بات يُعرف في قاموس اللغة الإنجليزية بـ(Sharenting)، في مزج بين كلمتي (Share) أي "مشاركة"، و(Parenting) التي تعني "الأبوة والأمومة"، وهو المصطلح الذي يشير للنشر المستمر للصور ومقاطع الفيديو والمعلومات حول أطفالك على الإنترنت، يمكن أن يكون خطيرا للغاية.

وقد وصل الأمر إلى أنه بحلول عام 2030، من المُتوقع أن تكون مشاركة الآباء والأمهات للمحتوى عن أطفالهم هو السبب وراء ما يقرب من ثلثي عمليات الاحتيال وسرقات هوية صغارهم لاحقا.

"معضلة" يصعب السيطرة عليها

لكن لسوء الحظ، لا توجد طريقة آمنة بنسبة 100% لمشاركة حياة الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تفوق مخاطر هذا السلوك فوائده في معظم الأحيان.

هناك، بالطبع، بعض الإيجابيات لمشاركة المحتوى الرقمي الذي يرتكز حول أطفالك ويوثّق مراحلهم العمرية المختلفة. على سبيل المثال، غالبا ما يقوم الآباء بتكوين مجتمعات عبر الإنترنت من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

كما يمكن أن يمثّل مصدرا مثاليا للمعلومات حول التربية والرعاية، وقد يمنح الآباء والأمهات الجدد إحساسا بالصداقة والروابط الحميمة مع الآباء الآخرين، خاصة خلال الوقت الذي قد يشعرون فيه أنه ليس لديهم أي فكرة عما يفعلونه.

وبالمثل، بالنسبة للآباء الذين يعيشون بعيدا عن أفراد الأسرة والأصدقاء الآخرين، فإن مشاركة صور أطفالهم عبر الإنترنت توفر طريقة لإشراك هؤلاء الأشخاص المهمين في حياة أطفالهم بالرغم من التباعد.

ومع ذلك، عندما يشارك الآباء صورا تحتوي على تفاصيل شخصية عن الطفل، أو تفاصيل قد تكون محرجة للأطفال عندما يكبرون، يمكن أن تتحول "المشاركة المفرطة" إلى مشكلة، علاوة على مشكلة نشر هوياتهم بصورة تفصيلية، مثل الاسم وملامح الوجه، وحتى أحيانا الموقع ومقر الإقامة أو الدراسة.

يوصي خبراء التربية بتجنب مشاركة الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات الخاصة بالصغار تماما والانتظار حتى يبلغ أطفالهم 13 عاما على الأقل (شترستوك)

ما مخاطر "المشاركة المفرطة"؟

تنطوي مشاركة الآباء والأمهات للمحتوى عن أطفالهم على مخاطر متعددة، قد يبدو بعضها بعيدا في المستقبل، لكنها مع ذلك حقيقية جدا وخطيرة، وتتضمن بعض مخاطر مشاركة المحتوى عن أطفالنا عبر الإنترنت ما يلي:

  • تحميل صور الأطفال وإضافة أسمائهم الكاملة وموقعهم تسهل سرقة الهوية والبيانات.
  • التقاط صور عارية أو شبه عارية للأطفال الصغار في أية سياقات قد يتم سرقتها واستخدامها كمواد إباحية على "الويب المظلم" المرتبط بعالم الجريمة.
  • يطلب العديد من الآباء الدعم عبر الإنترنت، ويعلقون علنا على مشكلة يواجهونها مع أطفالهم، أو مشاكلهم الصحية، أو سوء سلوكهم، أو ظروفهم الأكاديمية مثل صعوبات التعلم وغير ذلك، وبرغم ما يراه بعض الآباء على أنه طلب مساعدة أو مشاركة بسيطة يمكن أن يؤدي إلى التنمر على أطفالهم على المدى القصير، كما يمكن أن تكون له عواقب سلبية على حياة أطفالهم الشخصية والمهنية المستقبلية على المدى الطويل.
  • قد يبلّغ العديد من الأطفال عن شعورهم بالحرج، أو انتهاك حقهم في الخصوصية، أو تعرضهم للخيانة من خلال نشاط المشاركة الذي يقوم به آباؤهم، خاصة عندما يتصلون بالإنترنت لأول مرة، عادة في سن المراهقة أو المراهقين، لرؤية حياتهم بأكملها بالفعل تم تحميلها أمامهم.

بناءً على المخاطر العديدة المرتبطة بالمشاركة المفرطة أو حتى البسيطة للمحتوى المرتبط بالأطفال من قِبل الآباء والأمهات، يوصي خبراء التربية والأمومة بتجنب مشاركة الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات الخاصة بالصغار تماما، والانتظار حتى يبلغ أطفالهم 13 عاما على الأقل، وهي السن القانونية لامتلاك حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد ذلك، يتم الأمر بموافقة الطفل أولا.

انتبه لاستمرارية المحتوى الرقمي

وعلى الرغم من أن العديد من المنصات التي يستخدمها الآباء والأمهات لمشاركة الصور عبر الإنترنت توفر إمكانية حذف المنشورات، فإن هذا قد لا يكون كافيا لحماية الطفل.

يرجع ذلك إلى أن كل ما تتم مشاركته على الإنترنت يمكن أن يترك دليلا إلكترونيا دائما، حتى لو قام الناشر بإزالة منشوره الأصلي، لذلك، غالبا ما يكون من الأفضل عدم نشر صورة في المقام الأول، بدلا من المخاطرة بـ"الإفراط في المشاركة" بصورة تحتوي على تفاصيل حساسة يمكن أن تعرض الطفل للخطر.

ضع في اعتبارك أن أي محتوى تنشره عبر الإنترنت لم يعد ملكا لك، ولم تعد هذه المعلومات سرية ويمكن لأي شخص استخدامها، كل ما تكشفه عن طفلك عبر الإنترنت سوف يتبعه حتى مرحلة البلوغ، وقد لا يتمكن من حذفه حتى لو أراد ذلك، قد تؤثر هذه المعلومات على كيفية رؤية الآخرين لطفلك، وتؤثر على فرص العمل المستقبلية أو مكانتهم الاجتماعية.

فيما يلي 8 نصائح يجب مراعاتها قبل النشر عن طفلك:

  • تعرَّف على سياسات الخصوصية الخاصة بالمواقع التي تشارك عليها، على سبيل المثال، يحتفظ فيسبوك وإنستغرام بالحق في استخدام صورك.
  • استخدم دائما إعدادات الخصوصية الأكثر صرامة.
  • قم بإعداد الإشعارات لتنبيهك عندما تظهر أسماء أطفالك في نتائج البحث على غوغل.
  • قم بتنظيم وتنقيح قائمة المتابعين الخاصة بك، على أن تسمح فقط للأشخاص الذين تعرفهم وتثق بهم بالمتابعة إذا كنت ترغب في نشر المحتوى عن صغارك.
  • عندما تشارك موقعك، يزداد خطر استهداف طفلك من قبل المحتالين عبر الإنترنت.
  • لا تشارك الصور التي تظهر طفلك في أي حالة عري أو بملابس السباحة.
  • ضع في اعتبارك أن أي شيء تشاركه من شأنه أن ينتشر ويؤثر على طفلك وعائلتك.
  • كذلك كن حذرا عند نشر صور أو معلومات عن أطفال آخرين، إذ قد يُعتبر ذلك انتهاكا لخصوصيتهم ما لم تطلب الإذن من والديهم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية