تحول مهرجان الذكرى الـ ٤٧ لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم نهر البارد، الى تظاهرة وطنية حاشدة وغصّت صالة جار القمر وهي كبرى صالات المخيم بحشود المشاركين التي فاقت الألف مُشارك يتقدمهم الوزير السابق فيصل كرامي مُمثلا بالمحامي عادل الحلو، وممثل رئيس تيار المردة الوزير والنائب الاستاذ سليمان فرنجية، وممثلو الأحزاب اللبنانية والبلديات والمخاتير والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات والاتحادات والحراكات، وحشد من الشخصيات الوطنية والاجتماعية اللبنانية والفلسطينية وشرائح واسعة من الفئآت الوسطى أطباء، مهندسين وعاملين في الاونروا، وجامعيين وخريجين، وجمهور كبير من ابناء مخيمي نهر البارد والبداوي ومدينة طرابلس، وكوادر وأعضاء وأنصار واصدقاء الجبهة ومنظماتها الجماهيرية/الشبابية والنسوية والعمالية وتجمعاتها المهنية.
وتزينت الصالة بصور الشهداء اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وقيادات ومناضلي الجبهة بمخيمي نهر البارد والبداوي، وصور الأمين العام المناضل الكبير نايف حواتمة، والشعارات السياسية وأعلام فلسطين ولبنان ورايات الجبهة.
وابتدأ المهرجان بكلمة ترحيب من رئيس اتحاد الخريجين في لبنان المهندس نبيل احمد، ثم الوقوف دقيقة صمت احتراما للشهداء والنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. والقى كلمة الوزير السابق الاستاذ فيصل كرامي، المحامي عادل موجها التهاني والتباريك للجبهة وأمينها العام المناضل الكبير نايف حواتمة ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية وقيادتها في الوطن والشتات وفي لبنان والشمال بمناسبة ذكرى الانطلاقة، مُشيداً بالدور الريادي والمتقدم الذي لعبه هذا التنظيم العربق في صفوف الشعب الفلسطيني الشقيق، وتميز بالمبادرات الوطنية الإنقاذية وقدم ألاف الشهداء والجرحى والاسرى والعذابات والتضحيات على طريق المقاومة و النضال المتواصل حتي تحقيق الاهداف الوطنية في العودة و الحرية والاستقلال الوطني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مؤكدا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي والتوحد حول خيار المقاومة والانتفاضة، نقيضا لخيار المفاوضات العقيمة. وجدد الدعوة لدعم نضال الشعب الفلسطيني وتمكينه من حق تقرير مصيره واقامة دولته بالضغط على اسرائيل للانسحاب من الارض الفلسطينية والعربية المحتلة، معلنا دعمه للتحركات الجماهيرية ضد تقليصات الاونروا نظرا لأهميتها كمؤسسة دولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين حتى تحقيق العودة الى الديار والمتلكات تطبيقا للقرار الدولي رقم ١٩٤، داعيا الى استكمال اعمار المخيم وتوفير الأموال المطلوبة لذلك، وتأمين الخدمات للأخوة المهجرين الفلسطينيين من سوريا، وإقرار الحقوق الانسانية للفلسطينيين في لبنان. والقى كلمة تيار المردة، عضو المكتب السياسي الاستاذ رفلي ذياب، ناقلا تحيات الوزير والنائب سليمان فرنجية، محييا الجبهة وقيادتها ودورها واثنى على تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، داعيا الى أوسع تحرك دولي داعم لحقوقه الوطنية في تقرير المصير واقامة الدولة وحق العودة . والقى كلمة الحزب الشيوعي اللبناني، عضو لجنتها المركزية محمد بشير الذي أشاد بالجبهة وعطاءاتها وتضحياتها ، وحيا نضالات الشعب الفلسطيني وانتفاضته داعيا الى دعمها بإسدال الستار على المفاوضات العبثية وتصعيد الانتفاضة والمقاومة، وجدد مطالبة الدولة اللبنانية إقرار الحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني في لبنان وفي المقدمة حق العمل والتملك دعما لنضاله من اجل العودة نقيضا لمشاريع التوطين المرفوضة لبنانيا وفلسطينيا.
والقى كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عضو لجنتها المركزية ابو لؤي اركان بدر، عرض لمسيرة الجبهة ودورها ومحطاتها النضالية منذ الانطلاقة وتضحياتها وشهدائها تلك القافلة الطويلة التي تزيد عن ٣٧٠٠ شهيد قادة ومناضلون، ومئآت الاسرى يتقدمهم اعضاء لجنتها المركزية وعلى راسهم المناضل سامر العيساوي، موجها التحية لشعبنا في الوطن والشتات وللشهداء والاسرى والصحفي المضرب عن الطعام محمد القيق.
ودعا ابو لؤي الى تحويل الهبة الشعبية الى انتفاضة شاملة بتشكيل قيادة وطنية موحدة لها ولجان ميدانية لتوسيعها وتعزيز مشاركة كل فئآت وشرائح المجتمع، وطالب بوضع الآليات لتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورته الاخيرة لجهة وقف التنسيق الامني وتجميد بروتوكول باريس الاقتصادي، وعدم العودة للمفاوضات العبثية بصيغتها السابقة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، والتحضير لإجراء الانتخابات الشاملة على اساس التمثيل النسبي الكامل وتدويل القضية الفلسطينية واستكمال معركة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كي تصبح دولة كاملة العضوية وتدخل دولي لإرغام اسرائيل على الانسحاب واقامة الدولة المستقلة على كامل الاراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ بعاصمتها القدس، والمشاركة بكافة المؤسسات الدولية وتقديم شكوى في محكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال على جرائمه ضد شعبنا. وثمن ابو لؤي وحدة الشعب والحقوق الوطنية التي تجلت بالهبة الجماهيرية في القدس والضفة وغزة والحراك في اراضي عام ١٩٤٨ وحركة اللاجئين، مجدادا الترحيب بالتعاون اللبناني - الفلسطيني الذي تجلى بمبادرة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم واجتماعه مع الفصائل الهادف الى ايجاد حلول صحيحة وشاملة لأزمة وكالة الغوث، مقدرا ما سيقوم به من جهود واتصالات مع السفارات الاوروبية والغربية لدفعها على الايفاء بالتزاماتها تجاه موازنة وكالة الغوث. واعتبر بان هذا التعاون المدعوم بتحركات شعبية في جميع المخيمات الفلسطينية كفيل باجبار وكالة الغوث والدول المانحة على انهاء الازمة المالية المفتعلة التي تعيشها الاونروا، والتي ستترك انعكاسات سلبية على اكثر من صعيد وخاصة تجاه البارد وملف بدل الايجار لأكثر من ١٨٨٠ عائلة ومساعدة الإيواء للمهجرين من سوريا، والاستشفاء ولاسيما لاصحاب الأمراض المستعصية وبرنامج التعليم ، محذرا من القبول بمقايضة المطالب بعضها ببعضها الاخر ، مؤكدا على انها رزمة واحدة غير قابلة للتجزئة باعتبارها ملف واحد وموحد على مختلف المستويات الصحية والتعليمية والاغاثية واعمار مخيم نهر البارد وتطوير خطة الطوارىء على جميع الاصعدة وانصاف المهجرين من سوريا بما فيها الحماية القانونية التي يجب توفيرها .. وحيا ابو لؤي التحركات الشعبية في البارد وعموم المخيمات مؤكدا انها سوف تتواصل وتتصاعد بوحدة الموقف وما على ادارة الاونروا الا التراجع عن قراراتها الجائرة بحق اللاجئين الفلسطينيين واستكمال اعمار البارد وسحب ما يسمى بالاستراتيجية الجديدة للاعمار من التداول لانها تشكل تراجعا و تهربا من المسؤولية في اعمار المخيم ، لصالح الاستراتيجية الفلسطينية البديلة التي بادر اليها نخبة من مهندسي وكفاءات شعبنا، وذكر بوثيقة مؤتمر فيينا لعام ٢٠٠٨ داعيا الى التزام الشركاء الثلاثة بها بإنجاز عمار المخيم بجزئيه القديم والجديد والتعويض على العائلات في الجديد وعلى التجار والمتضررين واعادة خطة الطوارئ الشاملة ولاسيما بدل الايجار حتى انهاء الاعمار . وحذر ابو لؤي من مغبة تساوق الاونروا مع بعض المشاريع السياسية المنسجمة مع مصالح العدو الاسرائيلي الهادفة الى الغاء وكالة الغوث وتصفية اعمالها ، وبالتالي فان اي تخفيض للخدمات لا يمكن تفسيره الا محاولة للابتزاز السياسي بهدف الضغط على الشعب الفلسطيني لتقديم تنازلات سياسبة تخدم مشروع استهداف قضية اللاجئين وحقهم بالعودة . وختم ابو لؤي بمطالبة الدولة اللبنانية دعم نضال اللاجئين من اجل العودة نقيضا للتوطين والتهجير وذلك عبر إقرار الحقوق الانسانية والشروع بحوار فلسطيني - لبناني لبلورة رؤية مشتركة تخدم مصالح الشعبين الشقيقين وحماية المخيمات وتعزيز أمنها في سياق أمن وسيادة واستقرار لبنان، مطالبا بتطوير دور منظمة التحرير وتكريس الشراكة في ادارتها على المستوى الوطني والسياسي والمالي ومضاعفة تقديماتها. وقد تخلل المهرجان وصلة فنية فلكلورية لفرقة اتحاد الشباب، وهتافات وطنية صاخبة من لجان الوحدة العمالية.