لأول مرة في فلسطين

تقرير: أحلام طلبة الثانوية العامة في غزة تتحطم أمام بطش الاحتلال الإسرائيلي

توجيهي
حجم الخط

غزة - خاص وكالة خبر - فدوى نصار

أحلامٌ مُبعثرة... آمالٌ متناثرة... مستقبلٌ ضبابي... فرحة ونتيجة صبر واجتهاد تحطّمت أمام صخرة عدوان همجي غاشم من قِبل آلية بطش الاحتلال الإسرائيلي الحاقدة على صمود وتحدي شباب وشابات حلموا بيوم قطف ثمرة جدهم واجتهادهم على مدار 12 عامًا من التفوق والنجاح.

وللمرة الأولى يُحرم طلبة قطاع غزة من تقديم امتحانات الثانوية العامة، بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدار 9 أشهر متواصلة استهدف خلالها البشر والحجر والحيوان والنبات.

وفي حوارٍ خاص مع مراسلة وكالة "خبر" الفلسطينية بغزة، أفادت الطالبة "ض. س" وهي إحدى النازحات من مشروع بيت لاهيا إلى دير البلح، بأنَّ استعداداتها كانت مُحفزة وكان الشعور بالإقدام الكبير وتجهيز كافة المُحفزات الممكنة ووضع خطط يومية للسير عليها بشكلٍ منظم.

وبيّنت أنّها كانت تأمل برؤية نتائجها والشعور بالفخر بالنهاية بالحصول على المُعدل الذي سيمنحها الدخول بتخصص طب الأسنان.

واستدركت بالقول: "إنَ الحرب أهدرت عامًا كان مليئًا بالمخططات والطموحات، ولكن ما زال للحلم بقية"، مُنوهةً إلى أنّها ستترك لنفسها فرصة لدعمٍ ذاتي قبل الرجوع للدراسة للعودة بنفسية أفضل وإعادة العام الدراسي كاملًا.

وأكد الطالب "ش.ز"، وهو أحد النازحين من مخيم البريج إلى دير البلح، على أنه كان مليء بالشغف والحماس، وعلى أهبة الاستعداد للبداية، مُضيفاً أنَّ طموحه تمثل بالالتحاق بكلية التمريض في دولة الجزائر.

وحول تأثير الحرب على تخطيطه لمستقبله بعد نجاحه المتوقع في الثانوية العامة، أشار إلى أنها أثرت عليه كأي طالب تناثرت أحلامه وفقد شغفه وآماله، كونها مرحلة مهمة ومصيرية وعليها تبني مستقبلك.

وبيّن أنّه في حال توقفت الحرب يُفضل إعادة العام الدراسي كاملًا برفقة "من تبقى من زملائه في المدرسة".

فيما ذكرت الطالبة "ر.ن"، وهي نازحة من مدينة غزة لدير البلح، أنها كانت مستعدة من أول أيام العام الدراسي، من خلال تجهيز جدول لمتابعة الدروس أولًا بأول مع عدم تراكمها، مع الاستعداد لمتابعة المواد المستعصية عليها، إضافة إلى تجهيز الأجواء البيئية والاجتماعية داخل المنزل من قِبل كافة أفراد الأسرة.

وأوضحت أنَّ طموحها بعد التفوق هو دراسة هندسة الحاسوب والتقنيات، مُؤكّدةً على أنّ أحلامها تبعثرت بسبب الحرب المستمرة على القطاع.

ولفتت إلى أنّه في حال توقفت الحرب فإنها تُفضل إعادة العام الدراسي كاملًا، كون برنامج شهر ديسمبر 2024 لن يكون كافيًا للإلمام بالمنهاج على مدار العام.

بدورها، ذكرت الطالبة "ب.ب"، سكان مخيم النصيرات، أنّها استعدت للعام الدراسي بكل حماس ونشاط واجتهاد وقامت بالتجهيز لكافة الأدوات المدرسية، والنفسية المهيأة للمرحلة الدراسية، منوهة إلى أنها كانت تطمح باستكمال دراستها بتخصص اللغات والترجمة.

وشدّدت على أنَّ الحرب أجّلت حلمها، إلا أنه لديها تصميم على استكمال تحقيق حلمها، مبينة أنها ستخضع لقرارات وزارة التربية والتعليم من خلال الالتحاق في برنامج ديسمبر 2024، وستكون من أوائل المسجلين للبرنامج لتحقيق حلمها.

فيما نوّه الطالب "م.ز"، وهو أحد النازحين من بيت لاهيا إلى دير البلح، إلى أنَّ الحرب أثرت عليه بشكل سلبي من الناحية النفسية بعدم استكمال المرحلة الدراسية، وفي حال قرر الاستكمال فإنه سيتوجه بعدها إلى خارج قطاع غزة، فقد كان يأمل استكمال دراسته في أي تخصص يسمح به معدله التراكمي.