إسرائيل تهدد وحزب الله يتوعد.. الجبهة الشمالية بين مناورات «التصعيد» وجهود «التبريد»

حزب-الله-5-750x430.jpeg
حجم الخط

وكالة خبر

مع ارتفاع حدة التصعيد والتوتر على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلي، دخلت السفينة الهجومية البرمائية الأميركية «واسب» منطقة شرق البحر المتوسط هذا الأسبوع، مع سفينة النقل البرمائية «نيويورك» والتي يمكنها نقل القوات إما عن طريق المروحيات الموجودة على سطح السفينة أو سفن الإنزال.

والأمر «يتعلق بالردع»، بحسب بيان البنتاغون، وذلك على غرار تحركات عسكرية أميركية سابقة، بارسال السفينة الهجومية «باتان» إلى المياه المحيطة بإسرائيل بعد وقت قصير من  عملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

البحث عن خيارات لإنهاء الصراع

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن احتمال نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة في لبنان يرعب الناس على جانبي الحدود، لكن البعض يرى أنها نتيجة حتمية للحرب الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في غزة.

ونقلت  الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، إنه قد توجد خيارات لإنهاء الصراع بين إسرائيل ولبنان دون وقف إطلاق النار في غزة، ولكن حزب الله قد لا يقبل اتفاقا  يقيد خياراته العسكرية دون وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وأن الولايات المتحدة طلبت من قطر المساعدة في وساطة لوقف التصعيد في لبنان.

أميركا لن تمنع إسرائيل من غزو لبنان

وبدأت تحركات دبلوماسية أميركية، في محاولة لمنع التصعيد والذي ينذر بحرب إقليمية واسعة.. وذكر موقع «أكسيوس» الأميركي، أن مبعوث الرئيس بايدن، إلى بيروت الأسبوع الماضي، عاموس هوشستين، أخبر المسؤولين اللبنانيين أن حزب الله مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان، إذا واصل الحزب هجماته، وفقًا لمسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي.

تحذير إيراني

بينما أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، إذا خاضت إسرائيل حربا في لبنان فإن كل الخيارات ستكون مطروحة، وسوف يؤدي ذلك إلى حرب مدمرة، في إشارة لتدخل إيران في الحرب.

مخاوف جر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع

ويؤكد «أكسيوس»، أن إدارة بايدن  تشعر بقلق بالغ من أن كلاً من إسرائيل وحزب الله يسيئان التقدير عندما يصعدان خطابهما والقتال على الأرض، بينما يعتقدان أنهما قادران على تجنب حرب شاملة.

كما يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أنه بدون وقف إطلاق النار في غزة، ستصبح الحرب بين إسرائيل والجماعة المسلحة اللبنانية أكثر احتمالا، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير وجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع.

قلق دولي من تصاعد القتال بين إسرائيل و«حزب الله»

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية، نهاد  أبو غوش، أن هناك  قلقا دوليا من تصاعد القتال بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.. وأن  التحذيرات الإيرانية من نشوب أي تصعيد على الجبهة الشمالية مع لبنان، يتزامن مع تحذيرات الولايات المتحدة، ومع المناشدات الدولية بنزع فتيل النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

واشنطن تطرح الحل الدبلوماسي

وقال «أبو غوش»في حوار على شاشة الغد: إن الولايات المتحدة، تعتقد أن هناك طريقا دبلوماسيا لإنهاء الصراع، إذا وافق الطرفان على ذلك.. كما أن الحرب في هذا التوقيت ليس في صالح الولايات المتحدة التي  تستعد لجولة انتخاب رئيس جديد، فضلا عن أن الولايات المتحدة لديها  أدوات الحل السياسي سواء بالنسبة لإيران أو لبنان وحتى إسرائيل.

الولايات المتحدة تعيد حساباتها

ومن جانبه، يؤكد الباحث السياسي، سليمان بشارات، أن قضية جبهة الشمال من القضايا الهامة  للولايات المتحدة، لأن اشتعال الجبهة في هذا الوقت سيسبب ضررا للولايات المتحدة، ومن الواضح أن الولابات المتحدة تعيد حساباتها جيدا بشأن ما حدث في قطاع غزة والدعم اللامحدود لإسرائيل بمختلف الأسلحة النوعية، مما جعل إسرائيل تواصل عدوانها رغم فشلها عسكريا على مدى 9 أشهر.

الوضع في جبهة الشمال يختلف عن الحرب في غزة

وقال في مداخلة على شاشة الغد: «جبهة الشمال لها حساسيات وحسابات خاصة للولايات المتحدة قبل أن تتورط في حرب شاملة في الشرق الأوسط، ومن المحتمل إنها  سوف تواجه إيران أيضا في المنطقة، وكذلك حلفاء إيران من مليشيات عراقية، ومن الحوثيين، ومن حزب الله، فالوضع مختلف عن الحرب في غزة، مما جعل الإدارة الأميركية تطرح الحل الدبلوماسي، والتدخل سياسيا وليس عسكريا لتبريد جبهة الشمال.. وهذا على هامش التهديدات الإسرائيلية المبالغ فيها وغير المنطقة  قياسا على ما يحدث من اشتباكات في الميدان وتهجير أكثر من 100 ألف مستنوطن من مستوطنات الشمال.

  • وفي مواجهة التهديدات الإسرائيلية نجد التحذيرات من جانب حزب الله ومن جانب إيران.. وسيبقى الحل السياسي هو المطروح حاليا واستبعاد احتمال حرب موسعة في المنطقة.