قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، إن تدمير الاحتلال المتعمد والمنهجي للمباني السكنية والبنية التحتية في قطاع غزة، يأتي ضمن استراتيجية التطهير العرقي المتأصلة في الأيديولوجية الصهيونية التي تأسست عليها دولة الاحتلال، لجعل القطاع غير صالح للسكن.
وأشار إلى تقرير مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات"، الصادر في 31 أيار الماضي والذي كشف عبر صور الأقمار الصناعية التي التقطت في الثالث من الشهر ذاته، عن تدمير حرب الإبادة الجماعية والحضارية لـ 137 ألف و297 مبنى أي ما يقرب من 55% من إجمالي مباني قطاع غزة، منذ اندلاع حرب الابادة في تشرين الأول الماضي.
ولفت إلى الاستراتيجيات الحربية عبر التاريخ المشابهة لجريمة الاحتلال في غزة، والتي تستهدف تطهير المناطق الحضرية عرقيا من سكانها وضمان عدم عودة النازحين إليها مجدداً، بداية من حرب البوسنة في الفترة من 1992 وحتى 1995، بما شهدته من عمليات تدمير منهجية للمدن بهدف منع السكان الأصليين من العودة إليها، وصولاً إلى استخدام نفس الاستراتيجية في سراييفو وحلب والموصل.
وشدّد دلياني، على أن استهداف الاحتلال المتعمد للبنية التحتية في قطاع غزة، بما تشمله من منازل ومدراس ومستشفيات ومرافق خدمية، هو مخطط ليس لقتل المدنيين الأبرياء فحسب وإنما ايضاً لتدمير الخدمات الأساسية الضرورية للحياة، مشيراً إلى أن عمليات نسف المربعات السكنية التي ينفذها جيش الإبادة الجماعية في المناطق المكتظة بالسكان، هدفه تحويل تلك المجتمعات التي كانت تنبض بالحياة إلى أراضٍ قاحلة مقفرة.
وجدد دلياني، دعوته إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة وفورية ضد جرائم الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة، مؤكدا على مواصلة النضال من أجل إعادة إعمار غزة وانتزاع حق شعبنا الفلسطيني في العيش حراً بكرامة في وطنه.