المناعة النفسية التي بداخلك تساعدكِ على فهم الأحداث إما بطريقة إيجابية أو سلبية. ويُعتبر الجهاز المناعي النفسي بمثابة حاجز لا يصدق ضدّ ضغوط الحياة اليومية التي تواجهنا، والتي لا يمكن الفرار منها، فلا أحد يمكن أن يمنع حدوث الأمور السيئة غير المتوقعة، ولكن إذا تمكن الفرد من تعلم كيفية تطوير جهازه المناعي النفسي وجعله قوياً؛ فيمكنه دون شك إعادة عقله تحت السيطرة ومراقبة استجاباته.
ما هو جهاز المناعة النفسي؟
تحمي المناعة النفسية من الانهيار في مواجهة أحداث الحياة السلبية، والمشاعر السلبية الناجمة عن تجارب شخصية وأزمات. في هذا الصدد، يستخدم نظام جهاز المناعة النفسية الأجسام المضادّة النفسية التي تشكّل موارد للمرونة والتكيف للحماية من الضرر النفسي الناتج عن صدمة أو حالة من الإجهاد وغير ذلك.
وبالتالي، يشتمل نظام جهاز المناعة على تقنيات متعددة تتعامل من خلالها النفس مع التدفق المستمر للمعلومات، وذلك للحفاظ على مرونتها وقدرتها في الحفاظ على حياة منتجة وسعيدة، باستخدام العديد من المهارات والموارد التي يتطلبها التهديد المتصوّر للصحة العقلية.
ترتبط وظيفة جهاز المناعة النفسية المناسبة بالرضا عن الحياة والرفاهية؛ نتيجة للصحة العقلية والجسدية التي تعززها الأجسام المضادّة المقابلة.
بناء المناعة النفسية
يمكنكِ بناء المناعة النفسية من خلال ممارسة مهاراتها وتتضمن بعض الخطوات المهمة:
- الحفاظ على التفاؤل في جميع الظروف.
- السعي إلى النمو في كل موقف.
- البحث عن طرق لإدارة كل موقف من خلال تغييرات يمكن التنبؤ بها.
- زيادة المعرفة بالمهارات الضرورية.
- توقع مواقف جديدة بإثارة واستعداد.
يُظهر تعلم تطوير الأجسام المضادّة الصحيحة ارتباطاً قوياً بالسيطرة على البيئة التي يعيش ضمنها الإنسان، وتطوير الهدف في الحياة، وقبول الذات، والاستقلالية. عندما يكون لديكِ شعور قوي بالسيطرة والنمو الذاتي والأجسام المضادّة لـجهاز المناعة، إذن أنتِ تتمتعين بصحة جسدية وعقل سليم.
والمطلوب في هذه الحالة:
- المثابرة حتى في مهمة مملة أو صعبة.
- تطوير القدرة على قيادة الفريق جنباً إلى جنب مع التعاطف.
- القدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة أو مع العمل.
أهمية المناعة النفسية
إن الشعور بالسيطرة يساعدكِ على أن تصبحي أقل اكتئاباً وأكثر أملاً، في حين أن الشعور بالنمو الذاتي يساعدكِ على أن تصبحي منفتحةً ومستعدةً لتجربة أشياء جديدة.
يساعدكِ مفهوم الذات الإبداعي والتوجيه على التحدي والحفاظ على الأفكار الإيجابية حول نفسكِ لتحقيق النجاح. إن فقدان التوجه نحو التحدي يجعلكِ عرضة للإرهاق والضغط النفسي بدلاً من ذلك.
التنافر هو سبب رئيسي لانتهاك احترام الذات. إن القدرة على التغلب على هذا التنافر، من خلال التحكم في عواطفكِ وسرعة انفعالك، يمكن أن تؤدي إلى استخدام إيجابي حتى لمشاعر الإحباط.
المناعة النفسية من وجهة نظر علم النفس
ينتابنا شعور الإحباط عند نهاية عطلة الأسبوع. تُزعجنا فكرة أننا اقتربنا من اليوم الأول من الأسبوع الذي يتزامن مع العودة إلى العمل. ولكن مهلاً، من خلال تطوير مناعتنا الذاتية يمكن النظر إلى الأمر بإيجابية أكثر والتكيّف مع الفكرة وتقبلها.
فكرة "تعزيز المناعة النفسية لتغيير نظرتنا تجاه الأشياء وتقبّلها بإيجابية". وعن مصطلح المناعة النفسية، تقول إنه "انطلق في العام 1998 تزامناً مع دراسات موثقة عنه، وأنّه كما لدينا مناعة جسدية تتحكم بصحتنا، هناك مناعة نفسية تُظهر مرونة وتكيّف الأشخاص وقدرة الاستجابة لدى الأشخاص في شتّى الظروف".
"حين تكون المناعة النفسية مرتفعة، ننظر إلى الأمور بإيجابية مطلقة؛ لأننا مررنا بتجارب عديدة".
"الحياة مدرسة نتعلم منها، والمناعة النفسية ترتكز على عاملين:
- عامل داخلي مهم للعقل ويساعدنا على كيفية النظر إلى الأمور، وهنا يجب ترسيخ فكرة التكيّف مع النفس وعدم الشعور بالحقد والحسد تجاه الآخرين، وأن نتمتّع باكتفاء ذاتي وتطور.
- عامل خارجي، وهو البيئة، الأهل، والمدرسة، حيث من الضروري تجنّب الأشخاص الذين ينشرون طاقات سلبية، كذلك كل من يعاني من اضطرابات نفسية ينقل الأجواء السامّة".
"صحتنا النفسية هي أولوية، ويكمن الحلّ في تفادي جميع الأشخاص السلبيين وتحصين أنفسنا بطريقة فعّالة؛ كي لا ندع الامور السلبية تخترقنا". كذلك تدعو إلى "تجديد مناعتنا النفسية مع الوقت وعدم التوقف على تعزيزها، وفي حال فشلنا بذلك هناك ضرورة لاستشارة اختصاصي في علم نفس؛ كي يساعدنا على ترسيخ الإيجابية في اللاوعي لدينا".
وتمارين اليوغا والتأمّل، التي تساعد على تأمين الصفاء الذهني وتقبّل الأفكار الإيجابية والجديدة، والأهم بالنسبة لها "عدم الشعور بـ القلق تجاه المستقبل، ونسيان جميع مشاكل الماضي".