إسرائيل والاغتيالات وحرب الذكاء الاصطناعي

تنزيل (7).jfif
حجم الخط

بقلم د دلال عريقات

دولة الاحتلال ارتكبت المجازر، بشكل ممنهج، دوري، ويومي في قطاع غزة. المجازر اليومية يقضي فيها أكثر من ٥٠ ‏مدنياً ويصاب أكثر من 300 بجروح متفاوتة، حتى وصلت أعداد الضحايا إلى أكثر من ٤٠٠٠٠ مسجلة. وتفيد أهم ‏المجلات العلمية "‏‎The Lancet‎‏" بأن أعداد الضحايا فاقت ١٨٦ ألف شهيد. ‏


الحقيقة التي يجب نشرها على مستوى عالمي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتمد على التقنيات التكنولوجية والذكاء ‏الاصطناعي وAI‏ في تحقيق الأهداف! ‏


تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي لإنشاء أهداف للاغتيال، متسببة بقصف غير مسبوق ضد المدنيين الفلسطينيين. ‏


الجيش الإسرائيلي في استهدافه لشخص واحد، يقوم بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيتم تحديد هدف واحد في حدود كيلومتر ‏مربع مثلا، ما يعني أنه يمكنهم استهداف الآلاف من المتواجدين في حدود المكان. هذه ما رأيناه في الخيام وفي استهداف ‏النازحين الذين نزحوا قسراً إلى منطقة مواصي خانيونس، لمجرد وجودهم في هذا الحيز المكاني والذي هو بالمناسبة يُزعم أنه ‏منطقة آمنة، حيث يعيشون في الخيام!‏


في عملية استهداف محمد الضيف، مثلاً، قال الإعلام الإسرائيلي إنه شبه متأكد من نجاح اغتيال محمد الضيف، لكن ليس لديه ‏دليل ميداني يؤكد ذلك، بينما لم تعلن المقاومة عن الاستشهاد. لقد ارتكبت إسرائيل مجزرة أعدمت فيها المئات ممن كانوا في ‏حدود المنطقة الجغرافية التي حددتها آليات التكنولوجيا لتواجد الضيف.

 

 إسرائيل تبرر ارتكاب الجرائم والعقاب الجماعي ‏ضد السكان، وتستمر عمليات الإعدام ولا تحقق الأهداف النهائية لعملياتها العسكرية. من الواضح للمتابعين:‏


‏- إن سلامة الرهائن الإسرائيليين لم تكن أولوية وقت قصف خان يونس مثلاً، ولا في كافة المجازر التي ترتكبها يومياً في ‏حدود جغرافية غير محددة الهدف، كما أن إعدام المئات أو الآلاف من الفلسطينيين يمكن تبريره دائماً بوجود شخص مطلوب ‏في هذا المكان! ‏


‏- هذا يدعونا للتفكير بأن لا نية لوقف إطلاق النار دون نصر عسكري معلن لمجرم الحرب نتنياهو، الذي يعتقد أن استهداف ‏بعض قيادات حماس سيشكل نصراً لجيشه، ولا يكتفي بعشرات الآلاف من الضحايا. وها هو اغتال رئيس الوفد المفاوض ‏باسم المقاومة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وها هي جريمة الإبادة قائمة. ‏


‏- الهدف ليس عسكرياً باستهداف قواعد أو حتى أشخاص. الهدف هو تطهير عرقي، تهجير قسري، وتطبيق لسياسة الضم، ‏وأوتوماتيكياً القضاء علئ الحق الفلسطيني في تقرير المصير من خلال استمرار الانقسام، ما يمكن إسرائيل من تنفيذ ‏المشروع الكولونيالي الاستيطاني على حساب الحقوق الفلسطينية. ‏


استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الجيش العسكري الإسرائيلي في جريمة الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب ‏الفلسطيني، تعتبر سابقة وخطراً يهدد الإنسانية. إسرائيل تستخدم ما تطلق عليه الـ ‏Gospel‏
و‏Lavdender‏، وهي أدوات ‏الذكاء الاصطناعي التي توجه موجة القصف الإسرائيلي على غزة! وقد حدد الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف من سكان ‏غزة، كمشتبه فيهم في عمليات اغتيال، وذلك باستخدام نظام استهداف الذكاء الاصطناعي، مع القليل من الإشراف البشري، ‏وسياسة متساهلة فيما يتعلق بالإصابات والإعدامات، لمجرد تحديد هدف واحد يبرر قتل الآلاف . ‏

‏ للمزيد عن التكنولوجيا وحرب الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية ‏
* https://amp.theguardian.com‏/‏world/2023/dec/01/the-gospel‏-‏how-israel-uses-ai-to-‎select‏-‏bombing-targets
* https://www.972mag.com‏/‏lavender-ai-israeli-army-gaza‏/‏

الذكاء الاصطناعي يُستخدم كأداةٍ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين. مطلوب من أصحاب ‏الاختصاص في التكنولوجيا وحقوق الإنسان عدم السكوت، فهذه جريمة إنسانية بحد ذاتها، فيما إذا بدأ توظيف التكنولوجيا ‏في استهداف البشر دون إشراف بشري، لم يعد الخطر الذي يتهدد الإنسانية محدد في الأسلحة النووية. إسرائيل تتفوق من ‏جديد في الابتكار والريادة بتوظيف التكنولوجيا في الحرب والقتل والإرهاب المنظم. إسرائيل لا تهدف لتحقيق أهداف ‏عسكرية استراتيجية واضحة، أو اغتيال قيادات معينة، بل الهدف هو اغتيال حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ‏


...........
الجيش الإسرائيلي في استهدافه لشخص واحد، يقوم بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، فيتم تحديد هدف واحد في حدود كيلومتر ‏مربع مثلاً، ما يعني أنه يمكنهم استهداف الآلاف من المتواجدين في حدود المكان. هذه ما رأيناه في الخيام وفي استهداف ‏النازحين الذين نزحوا قسراً إلى منطقة مواصي خانيونس.