معادلة: قلة الرد رد ... "يا واش يا واش"

lFDcS.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

تكون أمريكا "الفاشلة" قد نجحت إذا أوصلت إيران ومحورها حتى الخامس عشر من الشهر بدون ضرب إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية في حياضها "شرفها" قبل أسبوعين. لكن هذا يقود إلى استنتاج منطقي، مفاده وعد أمريكي بتوقيع صفقة وقف الحرب على غزة، لكن هذا يفتح أمامنا السؤال إن كانت إيران ستكتفي بتوقيع الصفقة، وتلحس وعودها وتهديداتها أمام جماهيرها عن رد قاصم وموجع ونوعي.

 

وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، ومعها العربية الدائرة في هذا الفلك، بالاستناد الى مصادر أمنية، كثفت مؤخراً الحديث عن اقتراب موعد الضربة الإيرانية، وحددت "ما قبل الخامس عشر من الشهر" ، فهل هذا يعني استنتاج ان أمريكا فشلت في إقناع أو إجبار إسرائيل على توقيع الصفقة؟ الإجابة الاستنتاجية الأولية تفيد بنعم، ولكنها "نعم" متسرعة.

 

تأكيد المصادر الأمنية والإعلامية على الضربة واقترابها، يعني أن هناك توافقاً عليها بين إيران وأمريكا، بما في ذلك ساعة صفرها، ومن غير المنطقي ان تقوم إيران بالإبلاغ عن ضربتها وماهيتها وموعدها، إلا في حالتين، الأولى هي المتعلقة بتوقيع الصفقة، والثانية أن تكون إيران العسكرية/ الأمنية مخترقة، وفي الحالة الثانية بإمكان إيران تغيير الهدف المستهدف أو ساعة الصفر أو كليهما.

 

وكما أن "قلة الرد رد" وفق المأثور الشعبي الديالكتيكي، وكما قال حسن نصر الله في خطابه الأخير، مستخدماً مأثوراً شعبياً، مصرياً على الأغلب، "يا واش يا واش"، تناولته وسائل الإعلام العربية الموالية لأمريكا وإسرائيل بالكثير من التندر والسخرية، إلا أنه فاعل ومؤثر، للدرجة التي خرج فيها بعض الإسرائيليين يطالبون باستعجال الرد، بل واستجدائه، او على الأقل تخليصهم وتحريرهم من هذا الأسر المفتوح على الاستنفار والترقب والتحسب والرعب و الملاجئ.

 

"يا واش يا واش" التي تناولها الإعلام العربية بالسخرية، ستصبح في قادم الأيام، وربما الأشهر والسنوات، شعاراً قتالياً يُستخدم في المستويات التكتيكية، ليس في يد المقاومة فحسب، بل في يد إسرائيل أيضا، وبالتحديد نتنياهو، الذي قد يوقع الصفقة بناء على إملاء أمريكي لا مناص منه، لكنه قد يتلاعب في التفاصيل أو المواصفات أو المواعيد أو الأمكنة أو الترجمة، وإذا لم يستطع ذلك، فسينتظر انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة (ستة أسابيع)، بعدها يلتف على ما تبقى من الصفقة، يكون ترامب قد اقترب من العودة للبيت الأبيض، أو منافسته "الديمقراطية" كامالا هاريس، لكن بكل تأكيد يكون بايدن قد انصرف، فيعيد الحرب والقتل، وقد يطول الاستهداف أصحاب الصفقة في القاهرة والدوحة والأسرى المحررين، وإن بإعادة اعتقالهم، لكن في سجون جديدة من على شاكلة سديه تيمان، ومن غير المستبعد نسمعه يردد: يا واش يا واش.