بدا الأمر وكأن نتنياهو سارع إلى لعق تعهده بعدم إقامة دولة فلسطينية خلال ولايته الرابعة، في إطار حملته الانتخابية الأخيرة، اندهش البعض من السرعة التي أعلن فيها نتنياهو أنه ما زال عند كلمته في بار إيلان حول التزامه بقيام دولة فلسطينية وفقاً للرؤية الإسرائيلية لهذه الدولة، بدا وكأن الموقف الأميركي الذي أعلنه غاضباً البيت الأبيض تعقيباً على تصريحات نتنياهو هذه، إضافة إلى تحريضه المعلن والمكشوف ضد الناخبين العرب، وكان هذا الموقف هو الذي دفع نتنياهو إلى الإسراع بلعق تصريحاته، خوفاً من تهديد البيت الأبيض، المعلن والمكشوف أيضاً بالاعتراف بدولة فلسطينية والتقدم إلى مجلس الأمن بمشروع يجعل من هذه الدولة عضواً كاملاً معترفاً به من المنظمة الدولية خاصة مجلس الأمن، بالتوازي مع دعوة لحصار سياسي دولي ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بهذا القرار، الذي يشير - على مستوى آخر - إلى اعتراف فلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية، وهو الأمر الذي تتوافق عليه دول الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة.
واقع الأمر أن نتنياهو قد يكون قد لعق تصريحاته، إرضاء للولايات المتحدة وحتى لا تشعر إدارة أوباما بالإهانة مجدداً من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي اتخذ من إهانة هذه الإدارة أسلوب عمل، وأسلوب حياة، وأسلوب علاقات مع الولايات المتحدة، في الولاية الثانية لاوباما، والولايتين الثانية والثالثة لنتنياهو والتي قد تمتد إلى ولايته الرابعة، التي بدأت على خلاف السابق، باسترضاء البيت الأبيض الذي بدوره أعلن عن مراجعة شاملة لمواقفه إزاء الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي إثر الفوز الكاسح لحزب الليكود برئاسة نتنياهو، مراجعة تتضمن تعديلاً جوهرياً على هذا الملف، خاصة أن بعض المقربين من طاقم البيت الأبيض، أشاروا إلى بعض ما قد تتضمنه هذه المراجعة، كخفض مستوى العلاقات، من خلال نواب لوزير الخارجية، وتطوير العلاقات مع أحزاب المعارضة الإسرائيلية بزعامة هيرتسوغ، وما إلى ذلك من إجراءات تعبر عن إفلاس إدارة اوباما، التي لم تجد أمامها سوى خطوات ذات أبعاد بروتوكولية، طالما أن هذه الإدارة وجدت في لعق نتنياهو لتعهداته حول حل الدولتين، مرضياً، الأمر الذي لن يفسر سوى أن إدارة اوباما، قد لا تلجأ إلى رسم سياسة جديدة إزاء الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، خاصة ان هناك بعض الأطراف لدى إدارة اوباما، تتخوف من الانعكاسات السلبية لعلاقات متوترة مع إسرائيل وحكومة نتنياهو على مستقبل الحزب الديمقراطي وفرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية بعد عامين، وبالتالي، فإن لعق نتنياهو الانتهازي، إزاء موقفه من حل الدولتين، ربما يفضي بالمقابل الى لعق إدارة اوباما لحديثها ونواياها المعلنة حول مراجعة لسياساتها، ذلك أن أحداً لن يصدق نتنياهو في تراجعه، لكن أحداً لن يقبل هذا التراجع الانتهازي، ليس لشيء، سوى أن ذلك يوفر قليلاً من ماء وجه إدارة اوباما.
بصرف النظر عن هذه التراجعات والمراجعات، ذات الطبيعة اللفظية الانتهازية، فإن موقف نتنياهو من حل الدولتين، لا يتعلق بتصريح هنا ونفي هناك، أو تراجع عن تصريح ما، بقدر ما بات مؤكداً، أن نتنياهو، ليس لديه أية قناعة بضرورة التوصل الى تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني من خلال التوصل إلى حل الدولتين، هو غير مقتنع بالأمر من الاساس. كافة المحاولات الجدية من قبل واشنطن خاصة في عهد ولاية اوباما الأولى والثانية، وبرعاية مباشرة من وزير الخارجية كيري، أكدت أن السياسات التي اتبعتها حكومة نتنياهو، والتي كان من المؤكد أنها ستؤدي إلى إفشال الجهود الأميركية على هذا الصعيد، ولوحظ أنه كلما كانت هناك إشارات على أن العملية التفاوضية تمضي قدماً ولو بصعوبة، رأينا كيف يختلق نتنياهو، خطوة ما لتعكير أجواء هذه العملية والعودة بها إلى الوراء، وتظل تدور هذه العملية حول نفسها.
نتنياهو الفائز الأكبر في انتخابات الكنيست بات أكثر قوة مما كان الأمر عليه في ولايته السابقة، سيؤلف حكومة أكثر تماسكاً واستقراراً من يمين ويمين متطرف، تتنافس أطرافها على مزيد من العنصرية والارهاب وإدارة الظهر للقرارات والقوانين الدولية، زادت شعبيته بعد تحديه إدارة اوباما، كما زادت بعد حربه الثالثة على قطاع غزة، الأمر الذي يشير إلى أن الجمهور الإسرائيلي، بات أكثر قناعة بما حققته هذه الحرب من إنجازات لإسرائيل، ولو كان الأمر عكس ذلك، لعاقب الجمهور الإسرائيلي نتنياهو من خلال صناديق الاقتراع، لكن الأمر حدث عكس ذلك، كما بات الأمر أكثر وضوحاً بنتائج انتخابات الكنيست الأخيرة.
وستستند إدارة اوباما، الى تراجع نتنياهو التكتيكي والشكلي، لكي تتوقف عن الالتزام بما أشارت إليه من مراجعة لموقفها إزاء الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، رغم قناعتها بأن نتنياهو لن يفسح أي مجال لمفاوضات تؤدي فعلاً إلى حل الدولتين، ورغم قناعتها بأن نتنياهو إنما أراد «المصالحة» مع إدارة أوباما، بعدما عادت رئاسة الحكومة له ولحزبه، فلم يعد بحاجة إلى مواجهة ذات أبعاد انتخابية مع إدارة اوباما، وبالتالي، فإن أي حديث عن مراجعة أميركية، ربما لن يتكرر إلاّ لتسويق سياسات شكلية في الشرق الأوسط، خاصة وأن الصراع بين إدارة اوباما والكونغرس على خلفية البرنامج النووي الإيراني وزيارة نتنياهو للكونغرس تتمركزان أساساً حول دور نتنياهو الذي من المحتمل أن يقوم به لوقف إطلاق التصريحات بين الجانبين، الكونغرس والبيت الأبيض!!
واقع الأمر أن نتنياهو قد يكون قد لعق تصريحاته، إرضاء للولايات المتحدة وحتى لا تشعر إدارة أوباما بالإهانة مجدداً من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي اتخذ من إهانة هذه الإدارة أسلوب عمل، وأسلوب حياة، وأسلوب علاقات مع الولايات المتحدة، في الولاية الثانية لاوباما، والولايتين الثانية والثالثة لنتنياهو والتي قد تمتد إلى ولايته الرابعة، التي بدأت على خلاف السابق، باسترضاء البيت الأبيض الذي بدوره أعلن عن مراجعة شاملة لمواقفه إزاء الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي إثر الفوز الكاسح لحزب الليكود برئاسة نتنياهو، مراجعة تتضمن تعديلاً جوهرياً على هذا الملف، خاصة أن بعض المقربين من طاقم البيت الأبيض، أشاروا إلى بعض ما قد تتضمنه هذه المراجعة، كخفض مستوى العلاقات، من خلال نواب لوزير الخارجية، وتطوير العلاقات مع أحزاب المعارضة الإسرائيلية بزعامة هيرتسوغ، وما إلى ذلك من إجراءات تعبر عن إفلاس إدارة اوباما، التي لم تجد أمامها سوى خطوات ذات أبعاد بروتوكولية، طالما أن هذه الإدارة وجدت في لعق نتنياهو لتعهداته حول حل الدولتين، مرضياً، الأمر الذي لن يفسر سوى أن إدارة اوباما، قد لا تلجأ إلى رسم سياسة جديدة إزاء الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، خاصة ان هناك بعض الأطراف لدى إدارة اوباما، تتخوف من الانعكاسات السلبية لعلاقات متوترة مع إسرائيل وحكومة نتنياهو على مستقبل الحزب الديمقراطي وفرص نجاحه في الانتخابات الرئاسية بعد عامين، وبالتالي، فإن لعق نتنياهو الانتهازي، إزاء موقفه من حل الدولتين، ربما يفضي بالمقابل الى لعق إدارة اوباما لحديثها ونواياها المعلنة حول مراجعة لسياساتها، ذلك أن أحداً لن يصدق نتنياهو في تراجعه، لكن أحداً لن يقبل هذا التراجع الانتهازي، ليس لشيء، سوى أن ذلك يوفر قليلاً من ماء وجه إدارة اوباما.
بصرف النظر عن هذه التراجعات والمراجعات، ذات الطبيعة اللفظية الانتهازية، فإن موقف نتنياهو من حل الدولتين، لا يتعلق بتصريح هنا ونفي هناك، أو تراجع عن تصريح ما، بقدر ما بات مؤكداً، أن نتنياهو، ليس لديه أية قناعة بضرورة التوصل الى تسوية سياسية مع الجانب الفلسطيني من خلال التوصل إلى حل الدولتين، هو غير مقتنع بالأمر من الاساس. كافة المحاولات الجدية من قبل واشنطن خاصة في عهد ولاية اوباما الأولى والثانية، وبرعاية مباشرة من وزير الخارجية كيري، أكدت أن السياسات التي اتبعتها حكومة نتنياهو، والتي كان من المؤكد أنها ستؤدي إلى إفشال الجهود الأميركية على هذا الصعيد، ولوحظ أنه كلما كانت هناك إشارات على أن العملية التفاوضية تمضي قدماً ولو بصعوبة، رأينا كيف يختلق نتنياهو، خطوة ما لتعكير أجواء هذه العملية والعودة بها إلى الوراء، وتظل تدور هذه العملية حول نفسها.
نتنياهو الفائز الأكبر في انتخابات الكنيست بات أكثر قوة مما كان الأمر عليه في ولايته السابقة، سيؤلف حكومة أكثر تماسكاً واستقراراً من يمين ويمين متطرف، تتنافس أطرافها على مزيد من العنصرية والارهاب وإدارة الظهر للقرارات والقوانين الدولية، زادت شعبيته بعد تحديه إدارة اوباما، كما زادت بعد حربه الثالثة على قطاع غزة، الأمر الذي يشير إلى أن الجمهور الإسرائيلي، بات أكثر قناعة بما حققته هذه الحرب من إنجازات لإسرائيل، ولو كان الأمر عكس ذلك، لعاقب الجمهور الإسرائيلي نتنياهو من خلال صناديق الاقتراع، لكن الأمر حدث عكس ذلك، كما بات الأمر أكثر وضوحاً بنتائج انتخابات الكنيست الأخيرة.
وستستند إدارة اوباما، الى تراجع نتنياهو التكتيكي والشكلي، لكي تتوقف عن الالتزام بما أشارت إليه من مراجعة لموقفها إزاء الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، رغم قناعتها بأن نتنياهو لن يفسح أي مجال لمفاوضات تؤدي فعلاً إلى حل الدولتين، ورغم قناعتها بأن نتنياهو إنما أراد «المصالحة» مع إدارة أوباما، بعدما عادت رئاسة الحكومة له ولحزبه، فلم يعد بحاجة إلى مواجهة ذات أبعاد انتخابية مع إدارة اوباما، وبالتالي، فإن أي حديث عن مراجعة أميركية، ربما لن يتكرر إلاّ لتسويق سياسات شكلية في الشرق الأوسط، خاصة وأن الصراع بين إدارة اوباما والكونغرس على خلفية البرنامج النووي الإيراني وزيارة نتنياهو للكونغرس تتمركزان أساساً حول دور نتنياهو الذي من المحتمل أن يقوم به لوقف إطلاق التصريحات بين الجانبين، الكونغرس والبيت الأبيض!!