لا أحب التشرد، لكنني وجدت نفسي ذات حلْمٍ بأنّني جالسٌ على رصيف شارع في مدينة تكثرُ فيها الضوضاء، فهناك شاهدتُ الحزن في عيون أُناسٍ يائسين من تردي وضعنا .. أذكرُ عطفَ النّساء عليّ، حينما كُنّ يناولنني بعض الساندويشات لسدِّ جوعي، وعند اقترابهن مني كُن يبتعدن عن دخانِ سجائر اللفّ الرخيصة، التي أرهقتني ..
لقد مللتُ التشرد في تلك الشوارع، لأنّ عيونا كثيرة كانتْ تحدّق فيّ، وكأنّها تحتقرني، لمْ أنس ذات شتاء بارد بقيتُ جالسا على الرصيف بلا غطاءٍ، ولكنّ امرأة ساحرة الجمَال مرّتْ عني، وحينما رأتني أرتجفُ من شدة البرْدِ خلعتْ معطفها الثّمين وغطتني فسررتُ وشكرتها وذهبتْ، لكنّ رائحة المعطف دفّأتني، وصحوت من ذاك الحُلْم مصعوقا، هل أنا فعلا متشرد .. نظرتُ إلى مرآتي ووجدتُ بأنني هو أنا.. فقلتُ في ذاتي لا، إنّه حلم ..