وثّقت مشاهد من مؤتمر لجماعة "شبيبة التلال" الاستيطانية رحلة بحرية "استكشافية" نظمتها عائلات إسرائيلية للاطلاع على أراضٍ في قطاع غزة تخطط للاستيطان فيها.
وكشف فيلم وثائقي بعنوان "الفداء المقدس" عن مخططات المستوطنين الذين ينتمون إلى اليمين الإسرائيلي المتطرف وتكتيكاتهم لاقتلاع الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، عبر بناء المزيد من البؤر الاستيطانية.
وتأتي هذه الرحلات الاستيطانية في ظل حرب إسرائيلية مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب الآلاف من المفقودين، وسط دمار شامل ومجاعة قاتلة.
يركز هذا الوثائقي على "شبيبة التلال" وهي مجموعة شبابية متطرفة تدعي أنها تنحدر من نسل النبي يعقوب (عليه السلام) وتؤمن بحقها في امتلاك كل ما تقع عليه أعينهم من الأراضي الفلسطينية. وتتزعم هذا التوجه دانييلا فايس التي أكدت أن هدف الجماعة هو السيطرة على غزة وتحويلها إلى أرض يهودية بالكامل حتى لو كان الثمن إبادة الفلسطينيين.
تم تصوير الفيلم الذي أنتجته قناة "تي آر تي ورلد" التركية من خلال التسلل بين الجماعات المتطرفة في الضفة الغربية بعد شهرين من اندلاع حرب غزة. ويعرض الوثائقي تكتيكات هذه الجماعات في تنفيذ أعمالها العدائية باستخدام الإرهاب المنظم لإجبار الفلسطينيين على الهجرة القسرية.
ونال "الفداء المقدس" عدة جوائز، من بينها جائزة أفضل وثائقي في مهرجان "الجزيرة البلقان" الدولي للأفلام الوثائقية في سراييفو. وأثارت المشاهد التي عُرضت ردود فعل غاضبة على منصات التواصل، حيث وصف العديد من المستخدمين الفيلم بأنه "مروع" وأشار أحدهم إلى أن "هذا مجتمع تجاوز جميع حدود الوحشية".
وتأسست حركة "شبيبة التلال" عام 1998 بتشجيع من وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون. وتؤمن بضرورة إقامة "دولة يهودية" على "أرض إسرائيل الكبرى" عبر طرد الفلسطينيين جميعاً. ويتمركز أعضاؤها على رؤوس التلال في الضفة المحتلة، حيث يقيمون في ظروف قاسية، ويعتمدون على الرعي والتنقل.
ويأتي هذا الوثائقي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ومع تزايد النزاع، تسعى جماعات مثل "شبيبة التلال" إلى توسيع مستوطناتها والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية.
المصدر : الجزيرة + الأناضول + مواقع التواصل الاجتماعي