ما زالت العلاقة السورية الفلسطينية غير واضحة المعالم, و لم تحدد السلطة الفلسطينية والقوى الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطيني و الحركات الاسلامية طبيعة العلاقة الفلسطينية اتجاه القضية السورية و ذلك بالتزامن مع التهديدات الدولية اتجاه سوريا فهناك من القياد ة الفلسطينية أعلنت موقفها الواضح من التحالف السعودي, بينما, يبقى موقف القيادة الفلسطينية منقسما ما بين مؤيد ومعارض ومنهم من يقف على الحياد.
استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة قال لوكالة "خبر" بإن القضية الفلسطينية ستشهد خلال الفترة الراهنة محصله نتاج الاحداث السورية, ولا أحد يعلم بالفائدة او بالضرر على القضية و لكن تراجع القضية الفلسطينية أحد أسبابه الازمة السورية .
وأضاف: "لو رجعنا بالتاريخ لشاهدنا بأن حركة حماس كانت تتمتع لعلاقات وطيدة مع النظام السوري, و لكن سرعان ما تغيرت طبيعة هذه العلاقة القائمة, وأعلنت حركة حماس رفضها دعم النظام واعلانها معارضة ما يقوم به, مما أدى إلى تدهور العلاقة السورية الحمساوية.
و تابع: "أيضا خسرت الحركات الاسلامية في فلسطين الدعم الروسي و الايراني و السوري بناء على موقفها ضد النظام السوري، و عدم الوقوف معه على الرغم من دعمه المستمر سابقا للمقاومة في فلسطين, و لم تكن سوريا بحاجة الفصائل الفلسطينية بالوقوف إلى جانبها عسكريا بل كانت تحتاج الى الدعم السياسي او عدم التدخل بتاتا بشؤونها و اتخاذ التنظيمات الفلسطينية الاسلامية موقف المحايدين.
وشدد أبو سعدة على ان حركة حماس غير قادرة على حسم موقفها السياسي الدولي القائم بين التحالفين سواءا تحالف محور المقاومة التي تقوده إيران, أو التحالف السني الذي تقوده السعودية, و موقفها يشبه "الشخص الذي لا يدرك أين يضع قدمه هنا او هناك لكي يحظى بما يريده".
ولفت إلى أن ايران, تريد من حركة حماس ان تكون واضحة معها بطبيعة العلاقة المطلوبة .
و وبدوره ,قال المحلل السياسي, هاني حبيب, بإن ما تقوم به حركة حماس, يعطي مؤشرا صحيحا للمقولة التي تقول "بأن حركات التحرر الاسلامية اكثر ذكاء و ديناميكية في الفكر السياسي وقدرتها على التلون اكثر من الاحزاب الاخرى"، و هذا ما تجسده حركة حماس بأفعالها و تحركاتها الدولية فإعطاءها شكل الذكاء في التعامل و التلون بين المعطيات الدولية بين الحين والاخر.
و أضاف بأن حركة حماس الان تعلب دوا واضحا بعدم رغبتها في خسارة العلاقة مع السعودية وكذلك ايران و الجميع يعلم جيدا بان حركة حماس تشهد نوعا من تعدد العلاقات و لعبها دور الصديق المتحالف تارة و دور الصديق المراقب تارة اخرى، مما يعطي ذلك مؤشرات بأن حماس لن تخسر علاقاتها مع السعودية على حساب ايران و العكس كذلك ولن تقع بخطأ خسارة سوريا مع غيرها.
وأشار حبيب إلى أن ما تقوم به الحركات الاسلامية و خاصة حماس هو تقسيم الادوار بين القيادة في توطيد العلاقات مع الدول ولعب دور الاختلاف في الآراء امام العامة ولكن فيما بينهم فهذا امر مدروس و ان الحركات الاسلامية تلعب دور تبرير مواقفهم من خلال الفتاوي و الرجوع لأمور دينية تنفذهم من الازمات.
وشهدت العلاقات السورية الحمساوية إنقطاع بعد تولي جماعة الإخوان المسلمين الحكم في مصر وغادر بعدها قيادات الحركة وعلى رأسهم خالد مشعل إلى الدوحة للإقامة هناك بدلا من دمشق.
محللون إسرائيليون: طوفان الأقصى قد يطيح بنتنياهو
16 أكتوبر 2023