أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، على أن دولة الاحتلال ماضية في سياساتها الإبادية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة، وتدفع بالأزمة الإنسانية هناك إلى مستويات لا تُحتمل.
وقال دلياني، في تصريح وصل وكالة "خبر": "إن هذا العدوان الوحشي لم يكتفِ بتكريس معاناة شعبنا الفلسطيني، بل صعّدها إلى كارثة غير مسبوقة، حيث يتكبد أطفالنا العبء الأكبر من الألم والمعاناة وسط صمت دولي متواطئ".
وأضاف: "إن الأطفال في غزة يعيشون واقعاً يتجاوز حدود الإنسانية، إذ يرزحون تحت حصار خانق ويتعرضون لقصف عشوائي مستمر، مما يهددهم بجراح نفسية عميقة لا يمحوها الزمن. فأطفالنا في غزة محرومون من أبسط الحقوق، ويعيشون في حالة خوف دائم، مجبرين على تحمل مشاهد الدمار وفقدان الأحباء، ما يجعلهم هدفاً مباشراً لحرب نفسية شرسة تخوضها دولة الاحتلال لتحطيم إرادتهم وإطفاء جذوة الأمل في نفوسهم".
وأوضح أن تقارير دولية سابقة كشفت عن أن 80% من أطفال غزة يعانون من أعراض اضطرابات نفسية حادة في الفترة التي سبقت حرب الإبادة الإسرائيلية، مُبيّناً أن هذا الرقم الكارثي بلغ ذروته مع استمرار العدوان الحالي.
ولفت إلى أن هذا الاستهداف النفسي الممنهج للأطفال يندرج ضمن استراتيجية الاحتلال الرامية إلى كسر إرادة شعبنا عبر تدمير معنويات أجياله الصاعدة.
وفي نفس السياق، شدّد دلياني، على أن ما يتعرض له أطفال غزة اليوم يفوق كل المآسي التي عاشها الأجيال السابقة عبر العقود الماضية من الحروب والحصار الإسرائيلي، حيث إن كل قذيفة وكل مشهد دمار يرسخ ذكريات الألم في نفوسهم، ويحكم عليهم بأن يكونوا ضحايا لهذا العذاب النفسي مدى الحياة.
وختم دلياني حديثه، بوصف قطاع غزة بأنه "أكبر معسكر اعتقال في التاريخ"، مشيراً إلى أن دولة الاحتلال حولته إلى سجن مفتوح يخوض فيه أبناء شعبنا معركة بقاء يومية. فهم محرومون من الموارد الأساسية، يعانون من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، والغذاء، والرعاية الصحية، ليواجهوا واقعاً يومياً يجمع بين التجويع المتعمد والقصف العشوائي، في مشهد تتجسد فيه أبشع صور القهر والاضطهاد.