ما وراء مذكرة الجنائية الدولية؟بداية الذي يدعونا للتساؤل مع الأخذ في الاعتبار كل ما يحيط بالقرار المفاجئ لمحكمة الجنايات الدولية على الصعيد الإقليمي والدولي لماذا صمتت الجنائية الدولية 13 شهراً عن اتخاذ مثل هذا القرار ومثل هذا الاستدعاء وفي تلك الظروف؟
بالتأكيد قد نصل إلى أن القرار والمذكرة والاستدعاء بتهمة يمكن أن "تشكل" جرائم حرب وهذا تعبير و مصطلح قد يشكك بأن الاحتلال قد مارس جرائم وحرب وإبادة جماعية ويمكن الاستدلال على أن هذا التحرك المفاجئ له مضمون "سياسي"، على مدار عام ذكرت وسائل انباء مختلفة على ان الإدارة الأمريكية قامت بتهديد القضاة و الكونغرس كذلك إذا ما اتخذ قرار بإدانة إسرائيل بالقيام بجرائم حرب إبادة جماعية، إذا هناك متغير دولي قد أعطى نوع من الجرأة والشجاعة على أن يؤخذ هذا القرار وهذا الاستدعاء في هذا التوقيت بالذات ولذلك قد نضع النقاط على الحروف حول هذا القرار.
1: القرار هو مذكرة "اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه المعزول غالانت" وتحت بند يمكن أن تشكل.
2: القرار ليس ملزماً فقد سبق أن قامت محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات اعتقال لرؤساء و شخصيات و لم ينفذ أي منها.
3: ليس لها قيمة قانونية فما يحدث في غزة و يحدث في جنوب لبنان يفوق هذا الوصف.
الظروف التي دفعت لإصدار هذه المذكرة:
1: على مدار الحرب المفتوحة مع غزة وفتح جميع مخازن الأسلحة الأمريكية أحرجت حكومة نتنياهو الإدارة الأمريكية و الوسطاء في الوصول إلى سقف سياسي لإنهاء المعركة قبل الانتخابات الامريكية فكانت مماطلة نتنياهو انتظاراً للانتخابات الامريكية و نتائجها هي طعنة للحزب الديمقراطي ولبايدن وكاملا هاريس.
2: خسارة الديمقراطيين أحد أسبابها في وجهة نظر البيت الأبيض الأمريكي هو التأثير على الانتخابات وفوز ترامب نتيجة عجز الإدارة الأمريكية في معالجة الصراع وثورة طلاب الجامعات أدت لتلك الهزيمة الساحقة.
3: إدارة بايدن تبطن بما لا تعلن والإيعاز للجنائية الدولية بإتخاذ هذا القرار في هذا الوقت بالذات هو لمعاقبة نتنياهو معاقبة اليمين المتطرف وإنقاذ إسرائيل من مأزق جرائم الحرب ككيان ودولة بإلقاء المسؤولية بشكل فردي وشخصي على اثنان في حكومة التطرف.
4: أعتقد أن أمريكا وأوروبا متفقتان على تقديم نتنياهو وغالانت ككبش فداء للخروج من مرحلة الاتهام او تقديم مذكرات اعتقال لكل من ساهم في الإبادة الجماعية و هي تلاحقهم قانونيا ووثائقيا ولكل من زود بالسلاح او بالوقود او بالغذاء لمجرمي الحرب.
5: بالتأكيد أن قرار الجنائية الدولية قد يقطع الطريق على أي قرار مستقبلي لمحكمة العدل الدولية ويمكن عن طريق قرار الجنائية الدولية التي يمكن ان لم تتمكن من التحقيق أن يحال التحقيق للجهة الوطنية ان تقول بالتحقيق في مذكرات الاعتقال ولذلك من المحتمل أن يمثل نتنياهو غالانت امام المدعي العام الاسرائيلي بدلاً من لاهاي، علما بأن نتنياهو على ابواب الاستدعاء بتهم الفساد فالقضاء الإسرائيلي يعتبر جزء مسؤول في مثل تلك الحالات و محكمة العدل الدولية لا تحل محل المحاكم الوطنية فمعاقبة المتهمين تؤول الى المحاكم الوطنية في تلك الدول.
ربما تحاول أمريكا وأوروبا في هذا القرار المفاجئ وفي مذكرة هذا الاستدعاء انهاء مرحلة قد تجر أمريكا وأوروبا إذا ما اتخذت محكمة العدل الدولية قرار أو تكملة في محكمة الجنايات الدولية ولكن أريد أن اشير هنا إلى أن الجنائية الدولية من اختصاصاتها اتهام اشخاص وليس دول إما محكمة العدل الدولية فهي ممكن أن تحاكم دول بمؤسساتها العسكرية والأمنية ويمكن ان تحاكم كل ما تورط مع دولة الكيان الصهيوني بالمساعدة في ارتكاب جرائم الحرب و التجويع فالقرار القانوني والملزم يمكن أن يتخذ في محكمة العدل الدولية.
إذا التضحية بنتنياهو وغالانت لكي لا تصل الأمور لمحكمة العدل الدولية بهدف إعفاء الكيان الصهيوني ككيان محتل ومجرم ارتكب مجازر بحق الفلسطينيين وتبييض صفحة الكيان الصهيوني على اعتبار أن نتنياهو وغالانت تصرفا بشكل منفرد وليس مؤسساتي في حين ان المتطرفين الاسرائيليين كوزراء وقادة امن وجيش ومستوطنين يرتكبون المجازر سواء في قطاع غزة أو الضفة.
ومن هنا يجب أن تكون اليقظة في تبرئة هذا الكيان ككيان محتل فقرار الجنائية الدولية جيد ولكن ليس منصفا بالكامل للفلسطيين.